العمر مجرد رقم…
بقلم / محمد صقر
وسيط اليوم
17/6/2023
العمر مجرد رقم هي مقولة أو عبارة كثيرا ما كانت تقع عيني عليها و كثيرا ما قد كنت أقرأها و هي تجري مجرى الحكمة حتى رأيت ما قد جعلني أغير وجهة نظري هذه تماما بل و أوقن كل اليقين بأنها تمثل حقيقة و واقعا ملموسا .
فلقد تأكدت أن العمر هو مجرد رقم حينما رأيت حارس المرمى رشوان ربيع – حارس عرين قلهانة – لا زال موجودا بالملاعب و لا زال بصفوف نادي قلهانة بالقسم الرابع حتى الآن رغم أنه صاحب اثنين و خمسين عاما فبغض الطرف أن عالم كرة القدم لا يتم الاعتراف فيه إلا بالجهد المبذول و بالقدرة على العطاء إلا أنه لا مانع أبدا من اعتبار رشوان ربيع صورة تجسد لنا أن العمر ما هو إلا مجرد رقم و لا مانع أبدا أيضا أن نأخذه كمثال حي يثبت لنا ذلك إذ أنه قد صرح أكثر من مرة لعديد من المصادر الصحفية و الإعلامية بأنه لازال بكامل إرادته و عزيمته .
كما قد تأكدت أيضا أن العمر ما هو إلا مجرد رقم حينما رأيت تهاني الزيلع – و هي امرأة سورية الجنسية – تتخرج في الجامعة و هي في طريقها نحو الخامسة و الخمسين من عمرها بل و أكدت هي بنفسها لأكثر من مصدر صحفي و إعلامي نثق بهم أن أحلامها لم تتوقف بعد عند هذا الحد فحسب أنها تود مناقشة رسالة الماچيستير بعلم النفس الصيدلاني و تأمل أيضا أن تحصل على منحة دراسية لمتابعة الدراسات العليا حتى و إن كلفها هذا الأمر التنقل و الترحال و السفر بعيدا عن سوريا .
و لقد تأكدت أيضا أن العمر هو مجرد رقم حينما رأيت چيسون أرداي الإنجليزي و الذي ترجع أصوله إلى قارة إفريقيا أستاذا بالجامعة بعمر الثمانية عشرة عاما ليكون بذلك أصغر أستاذ جامعي بكامبريدچ و ذلك رغم معاناته الطويلة من الأمية و قد ذكر أرداي ذات يوم أن معلمه قد أخبره بأنه يستطيع الإنسان دوما أن يحقق كل ما يريد و كل ما يرغب فيه بالعمل الجاد كما قد ذكر أرداي أنه قد كتب في يوم من الأيام على جدار غرفته أنه سيصبح أستاذا بكامبريدچ أو أكسفورد و بالفعل هو ما قد كان .
و لقد تأكدت أيضا أن العمر هو مجرد رقم حينما رأيت تشارلز هاسكينز قد حصل على درجة الدكتوراة في إحدى جامعات أمريكا و هو ابن التاسعة عشرة عاما و ذلك عام 1890 على الرغم من ارتباط كلمة الدكتوراة في أذهان الكثيرين منا بالسن الكبيرة كما يعتبر هاسكينز واحدا ممن أسهموا في وضع الأنماط الأولى للدراسات العليا و كذلك فهو يعد أول مؤرخ للعصور الوسطى بالولايات المتحدة .
و هنا و قبل أن أسدل الستار على ما قد كتبته يجدر بي أن أنصح نفسي و إياكم بألا ننساق وراء من يقولون لنا أننا ما زلنا صغارا و لم نصلح لشيء ما و ألا ننساق أيضا وراءهم إذا قالوا لنا أننا أضحينا كبارا و قد فاتتنا الفرصة فهذا و إن قيل بالفعل هو لغط و لا قيمة له و ذلك ببساطة شديدة لأن العمر ما هو إلا مجرد رقم فما بال أولئك الذين قد ذكرناهم أعلاه و أقول أنه من انساق وراء مثل هذه الأقاويل فلا يلومن إلا نفسه فو الله ما دمنا نحلم و ما دمنا نعمل لأجل أحلامنا فلا مستحيل أبدا فالأحلام مجانية للجميع و ما سعى ساع إلا إستطاع .
المزيد من الموضوعات
رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام يستقبل وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي. لبحث سبل التعاون المشترك..
نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة يُطلق الخطة التنفيذية القومية للصحة الواحدة والإطار الإستراتيجي للتكيف الصحي مع التغييرات المناخية…
اسعار العملات اليوم في مصر