وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

محسن سمير يكتب ماذا يمكن أن يكون حدث للغواصة “تيتان”؟ وكيف بدأت الحكاية ؟

محسن سمير يكتب ماذا يمكن أن يكون حدث للغواصة “تيتان”؟
وكيف بدأت الحكاية ؟

حتى نعرف كيف بدأت الحكاية .يجب أن نعرف ونتأكد أن الطبيعة لها قوانين صعب على البشر اختراقها، الطبيعة مُصممة لكي تكون خارجة عن كل ما هو مألوف بالنسبة لنا، الطبيعة تؤكد عظمة وقوة الخالق،
فكونك إنسان تحاول تسخر لذاتك ونفسك الطبيعة، لتتحكم فيها وفي عناصرها،هذا مستحيل، لأنها غير مسخرة لك.

ومن ضمن الطبيعة المحيط، الذي لم يستطع الإنسان حتى وقتنا هذا أن يكتشف إلا 5% من مخلوقاته، فتخيل معي، الإنسان، مع كل الغموض الموجود في المحيط، يتمرد، وينزل، لأبعد النقاط في المحيط، لكي يرضي ذاته وغروره، فماذا ستكون النتيجة؟

الحكاية تبدأ يوم 10 إبريل، سنة 1912م بعد صنع أكبر سفينة في العالم “آر إم إس تيتانيك”لتبحر من لندن لنيويورك عبر المحيط الأطلسي.
قالوا أن “تيتانك” في هذا الوقت كانت أعظم سفينة تم تصميمها في العالم بعد سفينة سيدنا (نوح) -عليه السلام-، وتم عمل دعاية مهولة لها في العالم كله على إنها السفينة اللي لا تغرق، وإنها أعظم سفينة في العالم، حتى إنهم قارنوها بسفينة سيدنا (نوح)!
وهذا تسبب في إن عدد كبير جدًا من الركاب حجز على متن السفينة، وكانت مُقسمة فئتين، فئة الأغنياء ودي الدرجة الأولى، وفئة الفقراء ودي الدرجة التانية.

السفينة كانت مُصممة إنها تبحر بـ 3547 شخص، وحجز بها 2223 شخص، والشيء المخزي إن قوارب النجاة بها لتحمل 1187 شخص فقط، وهذا يدل على إنهم كانوا واثقين جدًا إنها لن تغرق ابدا.
من صمم السفينة كان عنده نرجسية قصوى تفيد بإن السفينة مستحيل تغرق، وإنها مُصممةلكى تخترق الطبيعة، ولكن.
بعد أربع أيام، سفينة التيتانيك تصطدم بجبل جليدي، وتغرق، ويموت 1517 إنسان.
706 شخص فقط نجوا من السفينة، لأن تدافع الناس وقت غرق السفينة كان مرعب، لدرجة إن برغم إن قوارب النجاة كانت تقدر تحمل 1187 شخص، إلا إن 706 فقط نجوا.
في البداية حصل أولوية للسيدات والأطفال وبعض الأغنياء وغيره، حتى الموت كان فيه عنصـرية،ثم بدأ التدافع وبعض القتــالات مما أدى لزيادة عدد الضحايا.

“آر إم إس تيتانيك” كانت حديث العالم كله لسنين طويلة، حرفيًالا يوجد إنسان على وجه الأرض لم يعرف بغرق سفينة التيتانيك، حتى وقتنا هذا تظل حادثة من أبشع الحوادث في التاريخ، ولا توجد قوة حتى وقتنا هذا استطاعت أن تخرج السفينة من المحيط الأطلسي، وهذا لأنها غرقت واستقرت في القاع على عمق 3800 متر.

يجب أن تعلم أن تصميم أي غواصة للنزول لقاع البحر يتبعه عدة عوامل، لأنك كلما نزلت تحت في البحر كلما زاد الضغط.
لو جربت تغطس ستحس أن هناك ضغط مهول في جسمك، حتى الغواصات سيزاد معاها هذا الضغط ، لذا يجب أن تكون الغواصات مُصممة بمواد قوية تستطيع أن تقاوم الضغط حتى لا تنفجر في المياه، والإنسان وقتها لن يستطيع أن يقاوم لحظات.

يجب أن تعلم أن الكائنات البحرية ليست جميعها تستطيع أن تقاوم الغطس تحت أعماق كبيرة ، بمعني أن هناك كائنات قادرة تقاوم وتنزل لأعماق كبيرة ، وكائنات آخرها لها حد معين لا تستطيع الغوص بعده.
بعد غرق السفينة، وعلى مدار أكتر من 111 سنة، قامت رحلات استكشافية بغواصات لكى ترى حطام السفينة،وهذا وَلِّد شغف لفئات كثيرة أن تحاول أن ترى التيتانيك،.

مؤخرًا، شركة “أوشن جيت OceanGate” لمؤسسها ومالكها والرئيس التنفيذي المليونير البريطاني “ستوكتون راش” أعلنت عن رحلة لعمق المحيط الأطلسي لرؤية حطام التيتانك، الراكدة في المحيط الأطلسي على عمق 3800 متر.
الرحلة،و مُجهزةلتتحمل ضغط المياه العالي، ومُصممة أن يكون على متنها 5 أشخاص فقط، الغواص المسئول عن تحريك الغواصة، المدير التنفيذي، و3 زوار سيدفعوا تذاكر للرحلة، والتذكرة ستكون أغلى تذكرة في العالم، قيمتها 250 ألف دولار، رقم كبير جدًا، وفعلًا 3 حجزوا، 3 من أهم مليارديرات العالم.
الملياردير (شهرزاد داوود) من عائلة داوود الباكستانية، وهي عائلة من أغنى العوائل في العالم وعمره 48 سنة، و معه ابنه (سليمان داوود) وعمره 19 سنة.
والتالت الملياردير (هاميش هاردينغ) مالك ومدير شركة “Action Group” وهي شركة عالمية ومن أقوى شركات الطيران في العالم وعمره 58 سنة. ويُطلق عليه اسم المستكشف، لأنه عاشق استكشاف العالم، فسبق وصعد للفضاء، ووصل لأعماق المحيط في رحلات سابقة.
والاتنين الأخرين الغواص والقبطان الفرنسي (بول هنري)، رجل أعمال فرنسي ومليونير عمره 73 سنة. وليس مجرد غواص عادي، بل يُعتبر من أهم الغواصين في العالم، عمل لأكتر من 20 سنة في البحرية الفرنسية، وله خبرة كبيرة في أعماق البحار.
والرئيس التنفيذي ومؤسس شركة “أوشن جيت” التى أطلقت الغواصة “تيتان” الميلونير (ستوكتون راش) وعمره 61 سنة.

ومن المخزي أنهم أطلقوا على الغواصة اسم “Unsinkable” أي الغير قابلة للغرق، بالظبط مثلما قالوا على تيتانيك، كأنه تحدي للطبيعة ولإرادة الله، ولكن دائما الله يكون له حكم أخرى.

بدأت رحلة الغواصة يوم الأحد الماضي “18 يونيو”، وكان مُقدر وقت للرحلة ساعتين، خلال الساعتين ستغوص الغواصة في المحيط الأطلسي وستنزل على عمق 3800 متر، لكي تكتشف سفينة تيتانيك، وتكون رحلة من أعظم الرحلات.

أما عن حجم الغواصة، فهي طولها 6 متر، وعرضها 2 متر، أي مُصممة لـ6 أفراد فقط ، لرحلة مدتها ساعتين وتنتهي.
الغواصة مُجهزة إن يكون فيها أكسجين يكفي لمدة 96 ساعة فقط، أي أربع أيام.

الرحلة بدأت، بسفينة كبيرة تتحرك وعلى متنها الغواصة، لتصل بالقرب من كندا، وتنزل الغواصة، ولكن.
بعد أقل من ساعتين، الغواصة أختفت، وأنقطع الاتصال بها، وتبدأ الكارثة.

محاولات فاشلة لساعات طويلة للاتصال بالغواصة، ولكن كلها فشلت، خرجت تصريحات وقالت إن ماس كهربائي قطع الاتصال بالغواصة، وتصريحات قالت إن تيار المياه الشديد عمل لها انجراف وفقدت مسارها.

يجب أن تعلم إن الغوص تحت عمق 3800 متر درب من الجنون، لأنك في الجزء من المحيط ستتعرض لضغط مهول ممكن يفجر الغواصة في أي وقت، ولكن حسب ما قالوه إن الغواصة “تيتان” مُصممة إنها تتحمل درجات الضغط العالية، لكنهناك ظاهرة اسمها “انبجار” وهى عكس الانفجار، وتحدث بسبب الضغط الشديد، أى تنفجر الغواصة للداخل، وتنكمش في موادها، ثم تستقر في عمق المحيد الأطلسي مثل سفينة تيتانك ثم يصبح من المستحيل إخراجها.

المشكلة في هذا العليس الضغط فقط ، بل الرؤية نفسها تكون معتمة ومظلمة، لا تتعدي 10 أمتار مع تشغيل كشافات عالية، وهو شيء مرعب جدًا، لأنك لن تقدر أن تحدد المخلوقات التى بتتحرك حوالك.

بدأت رحلة البحث، خفر السواحل الأمريكية عملوا مجهودات جبارة لكي يعثروا على الغواصة ولكنهم فشلوا.

كان فيه أمل ضئيل في النهاية، إن مجموعة من الطيارات الكندية بمعدات استطاعوا يرصدوا أصوات في المحيط تخرج كل 30 دقيقة، أصوات خبط، ممكن يكون شخص من الموجودين في الغواصة ، ولكنهم قالوا إن ممكن تكون تلك الأصوات ناتجة من حطام التيتانيك، يكون شيء معين يحركه تيار المياه فيحدث هذا الصوت.
حتى إن الدكتور (جيف كارسون) الأستاذ الفخري في علوم الأرض والبيئة في جامعة “سيراكيوز” الأمريكية قال: “إن الأصوات اللي اتبعوها ممكن جدًا تكون أصوات وهمية أدت لأنهم يبعدوا عن المكان الحقيقي للغواصة”.

في النهاية أعلنت فرنسا إنها تملك روبوت اسمه “Victor 6000” وهو الوحيد اللي قادر يغطس على مسافة 3800 متر وينتشل الغواصة، وما زال يبحث عنها.

في الوقت الحالي، الذي تقرأ فيه المقال، الـ5 أشخاص الموجودين في الغواصة نفد عندهم الأكسجين، و ماتوا، هذا إن لم يخرجوا بمعجزة من المياه لأي نقطة معينة في المحيط .
وها نحن سنتابع معكم عبر جريدتنا وسيط اليوم اخر تطورات الموقف وجميعنا يدعو أن تحدث المعجزة ويعودا بسلام بعيد عن اى حيوانات متوحشة قد تكون سبب عطل الغواصة او مهما كان السبب نتمنى أن تتحق المعجزة ليعودوا ويقصوا علينا تفاصيل رحلتهم .

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp