وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

قصة أنا والقرد والمليونير

قصة أنا والقرد والمليونير

 

بقلم ابراهيم عادل الديهي 

وسيط اليوم

8/7/2023

فى قرية( الخضراء ) التى تطل على فرع رشيد يتعانق الجمال مع الطبيعة ؛ ليرسما معا لوحةرائعة التصور تتحرك كل ملامحها بانسيابية بالغةكما لو كانت سيمفونية موسيقية يعزفها الهواء الطلق فى أجواء أكثر غرابة ، الجدير بالذكر أن هذه القرية عامرة بما تشتهي الأنفس من كل ألوان الترويح والتسلي الذي يذهب صدأ الروح فتغدو سابحة فى ملكوت الله
ثمة بيت لجماعة من الأثرياء يتوافدون عليه بين الفينة والأخرى قد استجلبوا معهم من متع الحياة ما يجعل العقل لا يصدق ولا يعقل هل ستصدق يا صاحبي لو أخبرتك بأن فى مكامن الخيال صفحات مندرسة لا يصل إليها من لا يستغرق التفكير فى نطاق أكثر ظلامية ؟ هذا ما حدث بالفعل أعيرني انتباهك وإيقاع خفايا العجب هذا البيت يمتلأعن بكرة أبيه بكل ذي غرابة وحياة بهلوانية ورعب يمشى على قدميه وأفيال تتلقف طعامها بخرطومها الطويل ورعاة مدربون على التعامل مع نمط الحياة الطرازاني
وخدم مكلفون بتوفير سبل السعادة والبهجة لصاحب النعمةوالحظوة والسلطان والبيت من الخارج تحوطه أشجار كثيفة وسياج حديدي محكم الدقة ومن الداخل تشخص العين حمام سباحة مربع الشكل وأزهار الياسمين والورد الأحمر ينتشى فى كل مكان
عندها تتنفس الصعداء جسدك قد تراشق فى الأرض وروحك تسرح فى خيالها الرغيد ما أجمل هذا المنظر !
داخل هذا البيت نظام عجيب فالرعاة والمدربون معتادون دوما على فتح النوافذ كل يوم حتى تتنفس الحيوانات وتخرج من طوق الضيق إلى فسحة الحياة حيث اللعب والاستمتاع بطلاقة الحرية عوضا عن التقوقع داخل أقفاص تبعث على الاكتئاب ورتابة العيش هذا هو قانون يومى معتاد منذ اللحظةالأولى لتواجد الحيوانات وفور تواجد الحضور والرعاةفى لحظة فارقة من الصبح المنتظر وإبان خروج الحيوانات لفترة النقاهة انطلق قرد صغير يعدو من خارج البوابة الرئيسة فى غفلة من الحارس وأخذ يسير بين المزروعات باحثا عن مناخ أكثر استعراضا للحرية حيث لا نظام قائم ولا أمر مراد وأثناء المرور الدوري على الحيوانات فوجئ أحد المدربين باختفاء القرد الصغير وقرر ببراعة أن يعرف إلى أين سلك القرد الآبق طريقه ؟ لقد وجد شرخا كبيرا فى الجدار الخلفى وقال ربما انسل خفية بعد أن وجد ضآلته للخروج من حيز المكان وأعلن عن مكافأة مادية لمن يعثر على القرد
سار القرد يتقلب بين المزروعات حتى قطع أشواطا كبيرة ووصل إلى تخوم القرية المجاورة حيث ابتلعه البعد فأضحى يغرب أثره عن محله الأول سرى الخبر فى الأرجاء كأنه علم فى رأسه نار وتهافت الجميع يتفقد القرد ويسأل عنه ولعاب الغرور يسيل من فمه ظنا منه أن المكافأة ستؤول إليه وهاهى الدنيا من قرد يطوف الناس الأرض من أقطارها ويعلم الله أنني لا أكذب لو كان المفقود شابا ما بحث عنه ولا جرى فى
مضمار عقله بواعث الشغل والتلاهي
خرج فتية صغار من قرية ( الحمراء ) يفتشون عن القرد حتى أوشكوا على الإمساك به وماهى إلا لحظات حتى وكز القرد أحدهم على يديه فكسره متألما من شدة الضربة وفر منهم هاربا أيام وليال والناس يفتشون عن هذا القرد المجنو ن الذى فطر على التمرد والحرية وبينما محمد يمشى فى طريقه يفكر كيف يقضى دينه وليس معه من حطام الدنيا سوى القليل؟
لم يكن يعلم بأمر القرد المجنون وحالما مضى فى طريقه نحو الحقل حتى وجد القرد يجلس فى حظيرته الهشة فأمسك به ونال جائزته المقدرة
سبحان الله انفلت الرزق من سعى الناس الحثيث لتلقى مكافأة القبض على القرد وجلس فى حظيرة هذا المسكين الذى كان من لحظات يحدث نفسه عن صراعه مع الدين فقضى الله عنه الدين ووفاه حسابه
سبحان الله وبحمده إذا قضى بأمر قسم لصاحبه بمالم يكن مقدر فى دائرة توقعات البشر ٠

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp