وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

تيتانيك الجديدة ستبحر في 2024…

تيتانيك الجديدة ستبحر في 2024…

بقلم/ أمال عبد الناصر

وسيط اليوم

9/7/2023

سفينة “icon of the seas” والتي تحمل لقب أكبر سفينة في العالم وهي أكبر بـ 5 مرات من سفنية تيتانيك
يبلغ وزنها 250.800 طن ويبلغ طولها 1200 قدم ، وتستوعب ما يقرب من 5610 راكبًا و 2350 فرداً من طاقم السفينة
تحتوي على أكثر من 40 بار ومطعم بالاضافة إلى ملعب بولينغ و 7 حمامات سباحة و 9 جاكوزي ومركز للتسوق والعديد من الخدمات .. “سفينة عبارة عن حفلة كبيرة”
سيتم إجراء اختبار نهائي لها في أكتوبر المقبل ، وستبحر رسمياً عام 2024
الحكاية بتبدأ يوم 10 إبريل، سنة 1912م لما أكبر سفينة في العالم “آر إم إس تيتانيك” بتقرر إنها تبحر من لندن لنيويورك عبر المحيط الأطلسي.
لازم تعرف إن “تيتانك” في الوقت دا كانت أعظم سفينة تم تصميمها في العالم بعد سفينة سيدنا (نوح) -عليه السلام-، واتعمل لها دعاية مهولة في العالم كله على إنها السفينة اللي مبتغرقش، وإنها أعظم سفينة في العالم، حتى إنهم قارنوها بسفينة سيدنا (نوح)!
ودا تسبب في إن عدد كبير جدًا من الركاب حجز على متن السفينة، وكانت مُقسمة فئتين، فئة الأغنياء ودي الدرجة الأولى، وفئة الفقراء ودي الدرجة التانية.

السفينة كانت مُصممة إنها تبحر بـ 3547 شخص، وحجز معاها 2223 شخص، والشيء المخزي إنها كان فيها قوارب نجاة تقدر تشيل 1187 شخص بس، ودا يدل إنهم كانوا واثقين جدًا إنها عمرها ما هتغرق.
اللي صمم السفينة كان عنده نرجسية قصوى تفيد بإن السفينة مستحيل تغرق، وإنها مُصممة أصلًا علشان تخترق الطبيعة، ولكن.
بعد أربع أيام، سفينة التيتانيك بتصطدم بجبل جليدي، وبتغرق، وبيموت 1517 إنسان، ناس غرقت، وناس اتجمدت بسبب درجة الحرارة اللي كانت تحت الصفر.
706 شخص بس نجوا من السفينة، ودا حصل بمعجزة، لأن تدافع الناس وقت غرق السفينة كان مرعب، لدرجة إن برغم إن قوارب النجاة كانت تقدر تشيل 1187 شخص، إلا إن 706 بس اللي نجوا.
في البداية حصل أولوية للسيدات والأطفال وبعض الأغنياء وغيره، حتى الموت كان فيه عنصـ رية، لحد ما بدأ التدافع وبعض القتـ* ـالات واللي كان بيعرف ينجو بنفسه بينجو، وهنا بتنتهي الحكاية، حكاية أعظم سفينة في العالم.

“آر إم إس تيتانيك” كانت حديث العالم كله لسنين طويلة، حرفيًا مافيش إنسان على وجه الأرض معرفش بغرق سفينة التيتانيك، حتى وقتنا هذا تظل حادثة من أبشع الحوادث في التاريخ، مافيش قوة لحد وقتنا هذا قدرت تخرج السفينة من المحيط الأطلسي، ودا لأنها غرقت واستقرت في القاع على عمق 3800 متر.

لازم تعرف إن تصميم أي غواصة للنزول لقاع البحر لازم يتبعه عدة عوامل، لأنك كل ما بتنزل تحت في البحر كل ما الضغط بيزيد.
لو جربت تغطس هتحس إن فيه ضغط مهول في جسمك، خليني أقول لك إن الضغط دا برضه بيزيد مع الغواصات، فلازم تكون مُصممة بمواد قوية تقدر تقاوم الضغط علشان متنفجرش في المياه، والإنسان وقتها مش هيقدر يقاوم لحظات.

خليني أقول لك حاجة أهم وهي إن الكائنات البحرية أصلًا مش كلها هتقدر تقاوم الغطس تحت، يعني فيه كائنات قادرة تقاوم وتنزل، وكائنات آخرها حد معين ومتقدرش تغطس تاني.
علشان كدا لما اتكلمنا عن خندق ماريانا اللي عمقه بيوصل لـ11 ألف متر، فهمتك إن مافيش كائن حي يقدر يعيش في العمق دا إلا بعض الكائنات اللي لسه الإنسان مقدرش يكتشفها، وقرش الميجالدون اللي معظم الدراسات حوله بتقول إنه انقرض.
فعلشان كائن حي يقدر يعيش في العمق دا، لازم تعرف إن كلمة مفترس دي هينة عليه، دا كدا كائن جاي من الجحيم حرفيًا.

بس يا سيدي، بعد غرق السفينة، وعلى مدار أكتر من 111 سنة، بتطلع رحلات استكشافية بغواصات علشان تشوف حطام السفينة، لحد ما دا وَلِّد شغف للناس العادية إنهم يشوفوا التيتانيك، ودا مكنش مُتاح لوقت معين، لحد ما بقى طبيعي، وبيحصل.

مؤخرًا، شركة اسمها “أوشن جيت OceanGate” لمؤسسها ومالكها والرئيس التنفيذي المليونير البريطاني “ستوكتون راش” بتعلن عن رحلة لعمق المحيط الأطلسي لرؤية حطام التيتانك، اللي هي راكدة في المحيط الأطلسي على عمق 3800 متر، ودا رقم كبير ومش هين.

الشركة بتعلن عن الرحلة، اللي بتكون بغواصة مُجهزة خصيصًا للغوص في عمق كبير زي دا، غواصة “Titan تيتان” اللي المفروض حسب كلامهم غاصت كتير وشافت التيتانيك.
الغواصة مُجهزة إنها تتحمل ضغط المياه العالي، ومُصممة إن يكون على متنها 5 أشخاص فقط، الغواص المسئول عن تحريك الغواصة، المدير التنفيذي، و3 زوار هيدفعوا تذاكر للرحلة، والتذكرة هتكون أغلى تذكرة في العالم، قيمتها 250 ألف دولار، رقم كبير جدًا، وفعلًا فيه 3 بيحجزوا، 3 من أهم مليارديرات العالم.
الملياردير (شهرزاد داوود) من عائلة داوود الباكستانية، وهي عائلة من أغنى العوائل في العالم وعمره 48 سنة، وواخد معاه ابنه (سليمان داوود) وعمره 19 سنة.
والتالت الملياردير (هاميش هاردينغ) مالك ومدير شركة “Action Group” وهي شركة عالمية ومن أقوى شركات الطيران في العالم وعمره 58 سنة. ويُطلق عليه اسم المستكشف، لأنه غاوي استكشاف العالم، فسبق وصعد للفضاء، ووصل لأعماق المحيط في رحلات سابقة.
والاتنين التانيين الغواص والقبطان الفرنسي (بول هنري)، رجل أعمال فرنسي ومليونير عمره 73 سنة. ومش مجرد غواص عادي، دا يُعتبر من أهم الغواصين في العالم، اشتغل لأكتر من 20 سنة في البحرية الفرنسية، وله خبرة كبيرة في أعماق البحار.
والرئيس التنفيذي ومؤسس شركة “أوشن جيت” اللي أطلقت الغواصة “تيتان” الميلونير (ستوكتون راش) وعمره 61 سنة.

خليني اصدمك وأقول لك إنهم أطلقوا على الغواصة اسم “Unsinkable” يعني الغير قابلة للغرق، بالظبط زي ما قالوا على تيتانيك، كأنه تحدي للطبيعة ولإرادة ربنا، ولكن دايمًا الله بيكون له حكم أخرى.

بتبدأ رحلة الغواصة يوم الأحد الماضي “18 يونيو”، وبيكون مُقدر وقت للرحلة بساعتين، خلال الساعتين هتغوص الغواصة في المحيط الأطلسي وهتنزل على عمق 3800 متر، علشان تكتشف سفينة تيتانيك، وتكون رحلة من أعظم الرحلات.

وعلشان تعرف حجم الغواصة، فهي طولها 6 متر، وعرضها 2 متر، يعني مُصممة بس علشان الـ6 أفراد يكونوا قاعدين فيها، مجرد قعود طبيعي في رحلة بسيطة مدتها ساعتين وهتنتهي.
طبعًا الأكل اللي بيتاخد للرحلة مبيكنش كتير، لأنها رحلة سريعة، غير إن الغواصة مُجهزة إن يكون فيها أكسجين يكفي لمدة 96 ساعة فقط، يعني أربع أيام.

الرحلة بتبدأ، سفينة كبيرة بتتحرك وعلى متنها الغواصة، بتوصل للقرب من كندا، وبتنزل الغواصة، ولكن.
بعد أقل من ساعتين، الغواصة بتختفي، وبينقطع الاتصال بيها، وبتبدأ الكارثة.

محاولات فاشلة لساعات طويلة للاتصال بالغواصة، ولكن كلها بتفشل، بعد وقت معين، بدأوا يتداركوا إن الاتصال اتقطع خلاص بالغواصة وبكدا فيه مشكلة كبيرة.
خرجت تصريحات وقالت إن ماس كهربائي قطع الاتصال بالغواصة، وتصريحات تانية قالت إن تيار المياه الشديد عمل لها انجراف وفقدت مسارها.
بس خليني أقول لك، إن حتى لو الاتصال اتقطع، هل الغواصة مش قادرة تخرج من أعماق المحيط وهي عليها غواص غاص لمدة 20 سنة في أعماق كتير؟
فيه شيء غريب حصل.

لازم تعرف إن الغوص تحت عمق 3800 متر دا درب من الجنون، لأنك في الجزء دا من المحيط هتكون بتتعرض لضغط مهول ممكن يفجر الغواصة في أي وقت، ولكن حسب ما قالوه إن الغواصة “تيتان” مُصممة إنها تتحمل درجات الضغط العالية، بس اللي لازم تعرفه برضه إن فيه حاجة مهمة جدًا، وهي إن فيه ظاهرة اسمها “انبجار” ودي بتكون عكس الانفجار، ودي بتحصل بسبب الضغط الشديد، واللي هيحصل بالظبط بسبب الظاهرة دي إن الغواصة هتنفجر من الداخل، وهيحصل لها انكماش في موادها، ودا هيتسبب في إنها هتستقر في عمق المحيد الأطلسي زي سفينة تيتانك كدا بالظبط، وهيكون مستحيل إخراجها.

المشكلة في العمق دا مش بس في الضغط، كمان الرؤية نفسها بتكون معتمة ومظلمة، مبتتعداش 10 أمتار مع تشغيل كشافات عالية، ودا شيء مرعب جدًا، لأنك مش قادر تحدد المخلوقات اللي بتتحرك حواليك.

بدأت رحلة البحث، خفر السواحل الأمريكية عملوا مجهودات جبارة علشان يعثروا على الغواصة ولكنهم فشلوا.
دا غير الطيارات، وغير التدخل اللي حصل من كندا وفرنسا.

كان فيه أمل ضئيل في النهاية، إن مجموعة من الطيارات الكندية بمعدات قدروا يرصدوا أصوات في المحيط بتخرج كل 30 دقيقة، أصوات خبط، ممكن يكون حد من اللي في الغواصة بيخبط من الداخل، ولكنهم قالوا إن ممكن تكون أصوات خبط ناتج من حطام التيتانيك، يكون شيء معين بيحركة تيار المياه فبيخبط ويعمل صوت.
حتى إن الدكتور (جيف كارسون) الأستاذ الفخري في علوم الأرض والبيئة في جامعة “سيراكيوز” الأمريكية قال: “إن الأصوات اللي اتبعوها ممكن وجايز جدًا تكون أصوات وهمية أدت لأنهم يبعدوا عن المكان الحقيقي للغواصة”.
يعني الأصوات ممكن تكون شغلتهم بعيد عن الغواصة، ومقدروش يحددوا مكانها.

في النهاية أعلنت فرنسا إنها بتملك روبوت اسمه “Victor 6000” وهو الوحيد اللي قادر يغطس على مسافة 3800 متر وينتشل الغواصة، وما زال بيبحث عنها.

خليني أقول لك إن السبب في اتخاذ الوقت دا كله هو إن مافيش مُعدات مُجهزة تغطس في العمق المهول دا وتنتشل الغواصة، فالموضوع كان شبه مستحيل، غير إن المحيط مساحته ضخمة، كبير، ووارد جدًا يحصل أي انجراف للغواصة وتبعد عن مسارها الطبيعي.

في الوقت الحالي، اللي بتقرأ فيه المقال دا، الـ5 أشخاص اللي في الغواصة مبقاش عندهم أكسجين، وخلاص ماتوا، دا لو مقدروش يخرجوا بمعجزة من المياه لأي نقطة معينة في المحيط وقدروا يفتحوا الغواصة ويخرجوا منها وحاليًا بيحاولوا يوصلوا لأي سفينة، ولكن 99% من الاحتمالات بتقول إنهم ماتوا.

رحلة مدتها ساعتين مستحيل يكونوا واخدين معاهم أكل يكفيهم أربع أيام.
دا غير إن فيه دراسات كتير اتعملت على إن نقص الأكسجين ممكن يتسبب في صنع هلاوس، فتخيل معايا 5 أشخاص موجودين لمدة أربع أيام، معاهم أكل ومياه قليلين، بيحصل لهم نقص في الأكسجين، وبتبدأ الهلاوس، وارد جدًا يقـ* ـتلوا بعض.
تخيل معايا درجة اللوم اللي هتقع على الغواص من الركاب الباقيين، أو الرئيس التنفيذي للشركة!
مين هيتصرف بهدوء، ومين هيتصرف بجنون.
ممكن يحصل صراع بينهم على الأكل، صراع على مين له الأحقية بشيء.
خوف.
بكاء.
وألم بشع.
الأب وابنه هيتصرفوا ازاي؟
ظلام، وضغط قوي على الجسد، ومخلوقات مرعبة بتتحرك حواليك وإنتَ زائر في مملكتهم، وانخفاض للأكسجين والأكل والمياه.
أبشع وأرعب موتة ممكن يتعرض لها إنسان.

لو حاولت تتخيل أبشع السيناريوهات الممكنة لنهايتهم، صدقني، هتحس بخوف وقبضة وضيق تنفس غير طبيعيين، الموضوع مرعب، وبشع.

قالوا إن سبب الاختفاء ماس كهربائي، أو تيارات المياه الشديدة جرفتهم بعيد.
ولكن؟

خلينا نفكر بشكل مختلف، كل ما هتنزل لتحت وتغوص، كل ما المخلوقات اللي عايشة في البحر هتزيد رعب وافتراس، لأن المخلوقات اللي تقدر تتحمل الضغط والبرد والظلام المرعب في المحيط دا، لازم تكون كائنات مرعبة لدرجة عقلك البشري مش هيقدر يتخليها.

الغواصة بتختفي بشكل مفاجئ، جايز يكون مخلوق تعرض لها، وتصدى لها، وتسبب في إتلافها، أو مخلوق قدر يكسرها، لو تخيلنا لحظات إن قرش الميجالدون ظهر فجأة من العدم، وخبط مجرد خبطة بس الغواصة!
وعلشان تعرف مدى حجم ورعب قرش الميجالدون، فهو نوع من أنواع القروش العملاقة المنقرضة من 3 مليون و600 سنة، وبيوصل طوله لـ22 متر، ووزنه 45 طن، يعني كائن بيشبه في تكوينه عمارة من 7 أدوار.
تخيل معايا كائن بالشكل دا هجم على الغواصة؟
أعتقد إنه قادر يكسرها بسنانه، وياكل كل اللي فيها!

ماحدش يعرف اللي حصل للغواصة والناس اللي فيها، وماحدش يعرف آخر لحظاتهم كانت عاملة ازاي، وماحدش يعرف الرعب اللي عاشوه.
ولكن اللي لازم تعرفه إنك ضئيل جدًا قدام حكمة وعظمة ربنا والمخلوقات اللي في الكون.
فصدقني، كونك عاوز تخترق كل شيء في الطبيعة، تتدخل في كل شيء، تقتحم مملكة متخصكش، دا لازم يعرضك دايمًا للخطر، فلو حياتك عبث وملهاش قيمة، أفعل ما يحلو لك، ولكن اعرف واتأكد، إن مملكة المحيط، لها قوانين ومخلوقات بتحكمها، وارد جدًا اقتحامك ليها، يتسبب في موتك.

في النهاية، أيًا كان سبب اختفاء الغواصة، وأيًا كان اللي فيها قدروا ينجوا ولا عايشين، الاحتمال الأكبر إنهم ماتوا، وإن موتهم كان بشع، وإن لحظاتهم الأخيرة كانت مرعبة، واتدفنت في أعماق المحيط، بدون ما حد يعرف عنها أي حاجة.

ومهما حاولوا، حتى لو قدروا يوصلوا للجثث ودا شيء صعب جدًا، عمرهم ما هيقدروا يعرفوا اللحظات اللي عاشوها 5 محبوسين في صندوق صغير مستنيين موتهم، ووقت اقتراب الموت من كل واحد تصرفهم كان عامل ازاي.

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp