وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

كرونا تراجيديا سوداء تعتصر القلب

كرونا تراجيديا سوداء تعتصر القلب

بقلم/ابراهيم عادل الديهى 

وسيط اليوم 

9/7/2023

صوت عواء مخيف لا أدري من أين أتى ؟ قلبي اذدحم رعبا مما تصوره عن هذا الشبح المخيف الذي يدغدغ أجساد البشر الذين برفقتى طيلة الوقت لا أدرى لماذا تسعل صدورهم فى انتفاضة متكررة وكأنها تعلق الروح بين شد وجذب الجسد ينتفض وكأنه بلغ الحشرجة حالة هيستيرية تستحوذ على وجهي وأنا شاحب الوجه وقد ملك القنوط أنياط قلبي يمزقها إربا
إربا فى خوف متنامي وقد أقبلت غمرات الموت تحصد من حولى وأنا عاجز متصلب لا أحرك ساكنا
رائحة الموت تستشري فى كل مكان بكيت حرقة على فراق أصحابي الذين راحوا ضحية العواء الأسود جلست وحيدا تحت ظل شجرة فى حقلنا وفى يدي كتابا علميا يسلي قلبي وأعيش فى سطوره بدلا من التقوقع فى خندق الحيرة بدأعقلي فى الصعود على سلم المقدمة ولكن هوة غريبة من المصطلحات الأجنبيةكادت تفسد علي ما شيدته قريحتي من جسر معلوماتي عن هذا الشبح الرابض على كوكبنا لم أتحمل الصبر على معرفةكنهها فقد فوت على نفسي فرصة قراءتها فهى لا تجدى معى فائدة لأني غير قادر حتى على هجائها
فى شتاء عام ٢٠١٧ كان هزيم الرعد يطرق نافذة قصر قلبى بضربات جارحة ، لم أكد أستفيق من وجع الضمير حتى عاجلني الرعد ببرقة متأججةشعرت معها أن قلبى قد انزوى من عرشه وسقط غريقا فى بحيرة دمى المفاح وتحت عجلات المحن الهوجاءفيض من أحزان مبعثرة على جنبات الطريق، من استجدى به فى هذا الظرف العصيب حتى يحوطني بذراع حانية تكفكف دمعاتي الملتهبة؟ الأحلام والأماني أصبحت طى الضياع، الصورة الحالمة للمستقبل أوشكت أن تذوب خجلا من إرادة الواقع المتغطرس، تدورالأيام تباعاكعقارب الساعةالمتعاقبة، لم تتوقف عن عوائهاالمتواصل وهى تنسف صرح الحياة عندى ، لكن يبقى قليل من سهام الصمود فى كنانتي الباليةوطالما أن هناك عرق ينبض بأن الله معي
أينماكنت، عواصف جمة لا تهدأ قادمة ومعها ريح الموت تنزع أزهار ي الطيبة من دوحة عائلتي دوت أصداء عام ٢٠٢٠ م ومعها ذلك الطاعون الآبق من ديار الصين ويكسح فى طريقه ملايين البشر ويقطع تذكرة وداع للحياة الأخرى ومع ذلك سأظل مدججا بعزيمتي
لوأدالمشكلات والله المعين والموفق وأتمنى حصولى على حقى كى أشعر بالسعادة ،هل كتب علينا أن نظل مكتوفى الأيدي وسط مجتمع قاس لاقلب له ولانظر أم تغورأحلامنا فى تيه الجهالة وكأنك ياأبازيد ماغزوت؟
ثقافة ولغة قاطنة تحت سقف إدراكى تطاردنى كلماتها ليل نهار وكأنها عاشقة مستوحاة من تراجم الذاكرة تتلهف شوقا للسيطرة على حواسي وكياني حتى تسترق السمع للوصول إلى جسر لساني ساكبة فيه كل ماطرأعلى كنهها من مدلولات الاستيعاب، كلما هربت منها سيقت إليها زحفت على مناكبي رغم زحمة الظروف المعيشية والتهرب من سعار الحياة لازالت مرآتها تداعب مهجتي ماذا بوسعى وهى حياتي وعاذلى على ماتردى له الحال؟
إذا هى اللغة العربية بما تحمله من آمال خير لذويها ومن يتقلد ون حسام الفكر ويشد ون أطناب الكلم ضد أعاصيرالتغريب والذهول ، بدوت أشعر وكأني عجوز
شاخ فكره عندما يعشو قدما صوب أضراب مختلفة من أسباب الرزق بعيدا عن دائرة التدريس
نعم ثمة عائق يدغدغنى حينا تحت مقصلة اليأس ربما لأننى تضايقت فكرا حتى ظهرت الحياة وكأنها أضيق من ثقب إبرة ، ولكن هل سيستمر الأمر كما لو كانت حركة الحياة باردة لا تصدر همسة جريئة تهدهدنى كما لو كنت طفلا فى المهاد ولا تعزف لحن السعادة الأبدية على قيثارة الحاضر والمستقبل؟
بدا الصوت يتناثر حولى فى كل مكان كخيوط الشمس المتفرقة تسيطر على جوانب الأرض ارتعدت فرا ئسي من هول ما سمعت أناس كثيرون يتساقطون حولى كورق الخريف أجسادهم تذبل وصحتهم تنضب يوما تلو الآخر حينها انتابني إحساس غريب تسلل إلى جوانحى لأول مرة وهو أنني تمنيت أن أجد قبرا يحويني إذا مت جراء عدد الجثث التى أبصرتها متراصةعلى شاشة التلفاز فى مشهد حزين يدمي القلوب حسرة على مافرطت فى جنب الله
كنت أعمل فى مدرسة خاصة بالقاهرة والدراسة تسير فى وضعهاالطبيعي وفجأة طار خبر الشبح الهوائي الذى يتصيد البشر فى كل مكان بدأعدد الطلاب فى المدرسة فى انخفاض تدريجي وتحت إشراف كامل من المدرسة لمتابعة الإجراءت الوقائية كانت المدرسة تعقد اجتماعا أسبوعيا لتقليل كثافة الفصول
ونظرا للأجواء العصيبة التى تمر بها الدراسة قرر مدير المدرسة الأستاذ عبدالله الرفاعى منح المعلمين مرتب شهر إضافى بدون عمل على ألا يتم حضور المعلمين بعدذلك حتى إشعار آخر انصرفت من المدرسة ومشيت فى شارع عبدالله رفاعى الكائن بمؤسسة الزكاة وعبرت الطريق إلى الجهة الأخرى حتى بلغت شارع العشرين ووجدت ثلة من الناس قد اكتست بجوال بلاستيك وكمامة ووجدت نفسي بالنسبة لهم لا أملك بعض من أدوات الوقايةانتابني سؤال تسلل إلى نفسي المتجهمة من فظاظة الموقف ما هذا الخطر المحدق بنا ؟ من أين أتى ؟ لماذا تسيطر المخاوف النفسية على انفعالتنا ؟ مضيت فى طريقى وأنا أردد بلسان من قامت قيامته ” يارب سلم سلم”
أجواء غريبة لم أكن أعيشها الجميع قدتقنع بكمامة وقفاز وصارت التحية من بعيد كتلميح بسلام بارد لا يعانق الروح بل ينفر من شراكها كى لا تصيبه لعنة من أبواق الشر المشتعلة سال الدمع على خدى كقطرات اللؤلو النضيد وكادجسدي يرتعش من الرعب الذى ينهش تصرفاتي فلا بقى لى عقل يرتب ولا نظر يبصر
لم يكن لى ملجأ إلاإلى الله وحده فماذا عسانى أن أصنع وسيوف الخفاء تحصد رقاب الأعزاء عدت إلى بيتى وأغلقت باب الحجرة وتقبعت فيها حزين أنتظر دورى فى عداد الموتى
كان العشق للمسجد يلتهم قلبي كأنما بدا ينكمش الإيمان فى قلوبنا و ينطمر إلى غياب قاتم كقطع الليل البهيم وبعد بسنة انكسرت القيود عن البشر ليعودوا إلى أدراجهم الأولى فقليل منهم من تلقف الدرس مستوعبا أينما تكونوا يدرككم الموت بينما الأغلبية الغالبة ظلوا فى غيهم سادرون درس صعب لا أنساه فى حياتى أرجو يا ألله ألا يتكرر نفس السيناريو بالواقعية الفجة التى عشناها بينما كان ذلك فى خيال المؤلفين أمرا عزا ن يصير حقيقة ملموسة
فكنا نشيع الموتى تترا كأنما غدا فى موعد مع الله الخوف الخطير ليس فى ماهية الموت وإنما ماذا سنحدث ربنا ونحن غارقون فى أمواج المعاصر المتلاطمة بينما
مرسى الإيمان وشيكا منا ولكن كيف تكون النهاية ونحن عالقون بما العيش المزعوم استغفر الله العظيم على ما قدمنا فى حياتنا من ذنوب وسبحانه وتعالى الذى منحنا فرصة لنحيا سالمين مرة أخرى فحمدا لله وشكرا على نعمة الصحة والأمان والسلام

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp