عمر الشريف يكتب: على قيد الإيمان
لا يكفي أن نكون على قيد الحياة لأن نعتبر أنفسنا من الأحياء، بل لا بد أن نعيش أملاً يبقي فينا قيمة الحياة ونعمة وجود الروح في اجسادنا، فالحياة بلا أمل هي موت من نوع آخر، يكون فيه الشخص مجرداً من نعمة المشاعر والأحاسيس، يستهلك مخزون عمره بلا قيمة أو فائدة، فتذهب أيامه هدراً وتمضي أوقاته عبثاً.
ولكن أي أمل في الحياة له بداية ونهاية، وكثيراً ما ينطفئ الأمل من جراء رياح التقلبات الكثيرة والمفاجآت التي قد ترجع على آمالنا بالخيبة والفقدان، وهذا أمر واقع عشناه وسنعيشه وفقاً لقانون الحياة على هذه الأرض.
فالآمال مهما كانت عريضة ومشرقة تبقى مهددة بالزوال والتغيير، مما يجعل القلب قلقاً خائفاً يحاول أن يجد أملاً مستقراً وثابتاً يمده بالطاقة وروح الحياة، ولكن ربما لا يتحقق مع الأسف لأن الحياة الدنيا أساسها التغيير ولا تبقى على حال، فدوام الحال من المحال.
وبنظرة هادئة وبتفكير واعٍ نجد أن الإيمان بالله وحده هو ما يشعل فينا جذوة أمل لا ينطفئ، ويشعشع نوراً أبدياً يدخل في تفاصيل حياتنا، فكما أن الشمس تمد الأرض بأسباب الحياة، والمطر يغذيها بإكسير الوجود، فالإيمان يعطينا ويوسع لنا الحياة ويعطيها معنىً عميقاً لا يتوقف عند حدود الحواس الخمس، فبمجرد أن نكون مرتبطين بخالقنا سبحانه وتعالى، وملتزمون بتعاليمه العلية، فإننا سنخرج من صحراء الحرمان، ولن نقف بعد ذلك على رمال متحركة تخدعنا وتغوص بنا في قاع الضياع، فإيماننا بالله تعالى هو أملنا الحقيقي الباقي.
المزيد من الموضوعات
أسامة حراكي يكتب: التراث
وزارة الثقافة تحتفي بمبدعي ومثقفي مصر في إحتفالية “يوم الثقافة ” 8 يناير القادم…
عمر الشريف يكتب: فلا يؤذين