الموت وقصة الصاروخ
بقلم محسن سمير
الغريب فى أمر بنى البشر أن البعض أتخد الموت أمرا ً للسخرية والأكاذيب والخرافات فمثلا ينتشر بصعيد مصر قصة (الصاروخ) والصاروخ عند البعض هو عفريت لمن يموت فى حادثة فيظن البعض انه يظهر مكان من يقتل فى حادثة صاروخ يخرج ليلا ليهاجم الاحياء ليقتلهم او يفتك بهم او قد يبتلعهم او يمتص دماءهم وهنا يحضرنى أحد المواقف وانا فى المرحلة الابتدائية حيث كنت اسكن بجوار محطة السكك الحديدية بأحدى قرى عروس الصعيد محافظة المنيا وفى أحد الأيام ارسلتنى والدتى لشراء بعد الاشياء من القرية فما كان منى الا لبيت نداء ست الحبايب وذهبت لاشترى ما طلبت منى سالكا طريقا ترابيا يمر بجوار محطة القطار وهو أحد الطريقين اللذان يمكن الوصول عبرهما لمنزلنا وعدت من نفس الطريق لأعطى والدتى ما طلبته ثم أنطلق لحديقة المنزل المملوءة بالخيرات لأنعم بالجو الجميل والطبيعة الخلابة وأصوات الطيور التى تملأ القلب سعادة وبهجة وفى هذه الاثناء اسمع صوت بعض أصدقائى يسأل عنى أحد أخوتى فيرد عليهم وهو لا يدرى أنى بالحديقة هو بالخارج ليتوجه زملائى للعودة مرة أخرى لمنازلهم وهم واهمين نفسهم بأنه من الخير العودة بسرعه حيث حدثت الكثير من الحوادث على قضبان السكك الحديدية مما قد يؤدى لظهور صاروخ لأحد القتلى ليهاجمهم أما انا فقد أردت اللحاق بزملائى فأتخدت الطريق الترابى ليكون اسرع فى اللحاق بهم ثم اصعد من منتصف الطريق الترابى لاصل للطريق الاسفلتى والذى هو عبارة عن رصيف محطة السكك الحديدية وفعلا كدت أن الحق بهم ولكن عندما بدأت الصعود لكى اصبح على رصيف المحطة لمحنى أحدهم وهو لم يتبين ماذا رأى فقد لمح شيئا يتحرك أو يصعد فقط دون أن يتأكد ماهو هذا الشئ أو هذا الشخص فصرخ صاروخ وجرى الزملاء مسرعين وفشلت بالطبع فى اللحاق بهم ولكن المضحك فى الامر أن كل منهم أخذ يروى الامر بشكل مختلف فى اليوم الثانى للزملاء بالمدرسة فمنهم من قال انه ظهر له صاروخ وامسك به وكاد أن يقتله ومنهم من أكد أنه ظهر له شبحا ضخم مخيف المنظر له جناحان وانياب ومخالب ومنهم من التزم الصمت خوفا مما حدث وكان الزملاء بالمدرسة يسمعون لهم مصدقين مؤكدين على صدق كلامهم وأن هذا يحدث منذ سنوات وسنوات . فما كان منى الا ان أخذت فى الضحك ثم بدأت أحكى لهم انى كنت ذلك الشبح الذى ظهر لهم وانى كنت اريد اللحاق بهم لاستضيفهم فى منزلى وارحب بهم وان الاشباح والصواريخ ما هى الا اوهام من صنع خيال الانسان . فأنطلق الجميع ضاحكين ساخرين منهم ومما نسجه خيالهم من قصص مبنيه على الاوهام والخرافات .
المزيد من الموضوعات
أسامة حراكي يكتب: التراث
ما لا تعرفه عن اللواء البربري
وزارة الثقافة تحتفي بمبدعي ومثقفي مصر في إحتفالية “يوم الثقافة ” 8 يناير القادم…