وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

رسالة إلي صديق في العالم الاخر بقلم محسن سمير

رسالة إلي صديق في العالم الاخر
بقلم محسن سمير


صديقي الغالي تواريت تحت الثري ورحلت عنا بجسدك ولكن روحك لازالت ترفرف حولنا . يظن البعض انك رحلت فجأة دون سابق انذار ولكني كنت اعلم ما كنت تخفيه عن الجميع مما تعانيه ومما تحمله جسدك من الالام والاوجاع وان ابتسامتك الدائمة ما هي الا قناع يخفي الاما كبيرة كنت تشعر بها .وان اخف تلك الالام عليك كانت الام المرض واكثرها وطأة علي نفسك ذلك الالم النابع من ظلم الاخرين لك ومن بعض من كان يري اعمالك مجرد انتهازية ومحاولة للوصول لأعلي المناصب ولكنى اعلم علم اليقين انك كنت زاهدا في اى منصب ولكنك خلقت جادا مجتهدا تعشق العمل وتعشق خدمة الاخرين. تعشق وضع لمستك الخاصة في الحياة وانك لم تخلق لتكون امعة تفعل كما يفعل الناس ولكنك خلقت لتجدد وتضئ طرقا لم يكن يراها غيرك فجددت ما استطعت واجتهدت ما استطعت الي أن رحلت عن هذه الحياة لتبدأ رحلة أخري كتبت علينا رحلة اللانهاية واللاعودة رحلة الي عالم ليس فيه ظلم او تدليس او نفاق . اعلم صديقي الغالي انك كنت من المقصرين في علاقتك مع ربك ولكنك تبغي رحمة من ربك تغمرك وتشرح صدرك وتزيح همك. ادعو لك صديقي ان تنال هذه الرحمة وان تفتح لك ابواب الجنان فتدخل من ايها شئت فقد كنت دائما تتمني أن يكون خير يوم من ايامك يوم ان تشرق الارض بنور ربها يوم يوضع الكتاب ويجيئ بالنبيين والصالحين. كنت دائما تقول انه يومك المنتظر الذي تبغيه فنور الرحمن حين تشرق به الارض سيشرح الصدور وينير القلوب ويزيل الهموم إنه النور الحق نور العدل والرحمات نور يجمع الاخيار انه اليوم المشهود .
صديقي اتذكر يوم أن حدثتنى ان الابدية شئ لا يتحمله العقل فكيف سنعيش مليون عاما بل مليار بل مليارات الاعوام انها اللانهاية واراح قلبك قليلا اجابة طفل قال لا تشغل بالك بالابدية لانك ستعيش كل يوم كما تعيشه الان كنت تقول رغم ان الابدية لا يتحملها العقل الا ان موت الموت هو اهم حدث لبني البشر وإنها اللحظة الفارقة لمصير كل انسان …
اتذكر صديقي الغالي يوم ان حدثتني عن طعنات البعض لك وتصادف من سمعته بأذنيك يطعنك في ظهرك وكان يظهر لك انه الاخ والصديق الصدوق . يومها ابتسمت كعادتك ولم تعاتبه واكتفيت بقولك ما خلف الظهر توافه لا اعبأ بها وإن كثرت. و صديق مخلص يكفيني وإن قل . ما اروعك صديقي الغالي وكم اشتاق للقياك والحديث معك ادعو الله نجتمع سويا في جنات الخلد جنات تجري من تحتها الانهار

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp
× اتصل الآن