رائعه من روائع الأدب ، الذي تدخل بنا كثيراً إلي علم النفس الإنساني من رواية صرير الباب…
كتبت/ أسماء رمضان رسلان.
وسيط اليوم
7/1/2023
مثلك أنا يا بحر، الكل يرسو علي شاطئك ويحكي ما بداخله من هموم وسعادة ويرحل ، وتترك وحيداً ، علي الشاطئ الكل يراك تتفاعل معه، إذا كان سعيداً فأمواجك تهب له بسعادة مهما كانت قاسية ، وإذا كان حزيناً ، فأمواجك تصفعهم بكل قسوة ، حتي لو كانت هادئة وحنونه ، أنا وحيد مثلك يا بحر ، يتركوك وحيداً مع الطغيان الداخلي في أعماقك، ولا أحد يعرف بما داخلك ، كم حرباً قامت ، وكم حرباً ستقوم ، وكم فائزاً وكم خاسراً، الكل يكتفي بأن يراك هادئاً من الخارج ، لا يعنيه شيء من الداخل ، أنا لدي أم وأبناء وأصدقاء مثلك يا بحر.
فالزائرون على الشاطئ هم الاصدقاء ، يأتون ويرحلون دون إنذار سابق ، ودون أن يتركوا شيئا لرجوعهم مرة أخري.
والأخوة لك هم الأنهار، لا يكفون عن الجريان دون توقف ، كأنهم إذا توقفوا لساعات سينتهون للأبد .يكتفو بأن يروك أمام أعينهم فقط.
والابناء لك هم البحيرات ، لا يعطونك شيئاً ، بل ينتظرون عطائك دائماً ، وأنت تعرف جيداً. مهما اعطوك فهو قليل بالنسبة لك ،
مثلك أنا يا بحر ، لدي أم أيضاً ، والام بالنسبة لك هي المحيط ، يوجد دائماً مضيق ليربطك بها ويمد لك الحياة مهما بلغ عرضك واتساعك ،
لا أريد سوي حضن دافئ ألجأ إليه مثل حضنك يا أمي ، فأنتِ رغم طبتك وحنانك علي ، لم أستطع أرفع كلفة الخجل واركض وارتمي في حضنك ، أنني بحاجة إلى حضنك لكي أهرب من العالم فيه ، أريد حضنك لكي أري نفسي طفلاً في المهد ، أريد حضنك لكي أشعر بطعم لبنك الدافئ يتجلي في كياني ويسري في أوصالي ليمدني بالحياة ،
لماذا لم تهرعي إلي وتضميني يا أمي ، كأني طفل في أولي خطواته وهو يهوي لسقوطه ، كأني طفل حين تضربيه بعد برهة تهرعي إليه وتحضنيه ،
تباً إليكِ يا أمي ، فأنت أول من قسي علي في هذه الحياة ، بمنع حضنك لي حين كبرت، . تباً إليك وللحياة معاً.
رواية صرير الباب.
المزيد من الموضوعات
أسامة حراكي يكتب: التراث
وزارة الثقافة تحتفي بمبدعي ومثقفي مصر في إحتفالية “يوم الثقافة ” 8 يناير القادم…
عمر الشريف يكتب: فلا يؤذين