أسامة حراكي يكتب: سُبل مناصرة المرأة
المرأة بحاجة إلى الاحتفال بيوم خاص بها، لإنعاش ذاكرة الناس بما حققته من مكاسب، فالتذكير هو فعل نفسي واجتماعي، يعيد تفعيل الحدث الذي نريد توجيه الاهتمام به، لذلك كان أن اتفقت الأمم على التذكير بالمرأة ككيان إنساني مساوٍ للرجل في الحقوق والواجبات، والاحتفال باليوم العالمي للمراة، يجعلنا نراجع ما أنجزناه من أعمال ومشاريع تصب في مصلحة المراة حقوقياً واجتماعياً ونفسياً، كما أننا نثمن نضالات البسيطات من النساء، اللواتي قضين أعمارهن في بناء إنجازات على كل المستويات، كما يذكر الاحتفال بدور المرأة التنموي على كافة الصُعد، فهذا اليوم يجعل من ذكراه شعلة تضيء سُبل مناصرة المرأة، حيث وضح جلياً أنها لا تزال في كثير من مناطق العالم تتعرض للإجحاف بحقوقها، لذلك يعيد هذا اليوم للأذهان ما نسيناه من حقوق، هي من صميم اهتمامات الضمير الشعبي.
أثبتت المرأة على مر التاريخ الإنساني أنها نصف المجتمع، فالمرأة الأم والزوجة والابنة جنباً إلى جنب مع الرجل، يكمل كل منهما الآخر، يخدم كل منهما نفسه وأسرته ومجتمعه، فالمرأة بحاجة إلى يوم يتذكرها فيه العالم، يتذكر كفاحها ونضالها من أجل أسرة مستقرة، وأجيال تنشأ نشأة صالحة، ومجتمع راقٍ متقدم يُعلي من شأن المرأة ويعترف لها بالجميل، فكل الأديان السماوية كرمت المرأة، وكل دساتير العالم المتحضر نصت على منحها حقوقها، لذلك علينا أن نتخذ من هذه المناسبة فرصة لتقديم المزيد من الدعم لها.
فالاحتفال بيوم المرأة هو احتفال بالإنسانية جمعاء، حيث تمثل المرأة كل الأدوار والعلاقات الحيوية في الدنيا، فهي أداة التغيير الحقيقي والإيجابي في المجتمع الإنساني، فما تحقق لها من مكاسب تجعلها الأكثر حرصاً على الاحتفال بيومها العالمي، حيث باتت لديها عضوية مُعتبرة في السلطتين التشريعية والتنفيذية بوصولها إلى قبة البرلمان، وهذا إنجاز مهم يحفز قدراتها وحري بها أن تحتفل به.
الاحتفال بيوم المراة العالمي مهم، لأنه يسهم في ترسيخ قيمة الإنجازات التي قامت بها المرأة عند الأجيال الجديدة، وتثمين كفاح سنوات طويلة سابقة في سبيل الحصول على حقوقها، فما وصلت إليه من مناصب ومواقع وماحصلت عليه، ثمرة كفاح ونضال قدمت فيهما كثيراً من التضحيات، فإن النساء اللواتي لعبن دوراً في هذا الإنجاز ولا يزلن يلعبنه، في حاجة إلى يوم خاص لتنبيه المجتمع إليهن وللحذو حذوهن، وحتى لا تموت الحماسة عند النساء في المطالبة بالمزيد من حقوقهن التي لم يحصلن عليها بعد.
الزخم الإعلامي والاهتمام الذي تخظى به قضايا المرأة في يوم المرأة العالمي، يعتبر مكسباً لا يصح التفريط به، فهذا اليوم يمثل مناسبة مهمة للإحتفال بالنساء والتعرف على إنجازاتهن، وتحفيزهن ليبدعن في كل المجالات، إضافة إلى لفت النظر إلى قضاياهن الملحة، حيث أن المرأة لا تزال تعاني التهميش في بؤر كثيرة من العالم، ومثل هذا اليوم يتيح للكثيرات الحديث عن مواضيع ومشاكل يتعرضن لها، ويمكنهن إثارتها في شتى المنابر وعلى المستويات كافة، والعمل بجهد على حلها.
هناك حاجة مستمرة لمواكبة التغيرات التشريعية والاقتصادية والمجتمعية، ورصد تداعياتها على المرأة، فهذا اليوم يعتبر بمثابة وقفة سنوية للنساء، ليتأملن أين يضعن أقدامهن، وما الذي تحقق لهن في مسيرة بحثهن عن الحقوق على المستويين المحلي والعالمي، مما يتيح للمرأة أن تكون فهماً ووعياً متكاملين بكل التشريعات الخاصة بها، فضلاً عن اكتساب المرونة الكافية لمواكبة جميع التغيرات التي تحدث في هذا الشأن.
الاحتفال بيوم المرأة العالمي رسالة دعم وتضامن مع كل امرأة حول العالم، لا تزال حقوقها مهدورة أو منتقصة أو تتعرض لأي شكل من الإساءة، برغم من أن هذه المناسبة كانت في الأساس للمطالبة بمزيد من الحقوق للمرأة، وتمكينها ومساواتها بالرجل في مختلف المجالات.
المزيد من الموضوعات
أسامة حراكي يكتب: التراث
وزارة الثقافة تحتفي بمبدعي ومثقفي مصر في إحتفالية “يوم الثقافة ” 8 يناير القادم…
عمر الشريف يكتب: فلا يؤذين