أسامة حراكي يكتب: رائحة الريحان
الأمومة هي أعظم عاطفة موجودة في العالم، وحب الأم هو الحب الوحيد الذي لا يبنى على مصلحة، إنه حب رباني زرعه الله في الإنسان والحيوان، حتى النبات لديه عاطفة لا حدود لها وإحساس.
دائماً ما يقال إن المرأة هي نصف المجتمع على أساس أن المجتمع يتكون من ذكر وأنثى، لكن لو دققنا قليلاً نجد أن المرأة هي الأم التي تنجب وتربي الأبناء من بنين وبنات، لتعدهم ليكونوا مسؤلين في المستقبل، فبعد أن كانت الإبنة أو الأخت، أصبحت الأم والجدة تُعد الرجال والآباء، لذلك أنا أجدها أكثر من نصف المجتمع.
فالأم هي الحضن والخوف والقلق والدعاء والإيثار، والقلب الذي يغفر ويبرر للأبناء، هي رائحة الريحان التي تفوح بسخاء من أقل لمسة، فالأم بكل سموها وحنانها تحتاج منا إلى الإهتمام أكثر، والإلتفات إليها بشكل أوسع، فهي في حياة كل منا سحابة ماطرة بالحب والجمال والعطاء، وعندما نتغافل عن كل العطاءات الطاهرة التي تقدمها الأم طوال حياتها من أجل أبنائها، فإننا نتغافل عن جانب إنساني عظيم يحتاج إليه الإنسان.
فـ “علي أمين” شقيق مصطفى أمين مؤسسي أخبار اليوم، هو صاحب فكرة تخصيص يوم للاحتفال بالأم في العمود الذي كان يكتبه، وشارك آلاف القراء في اختيار اليوم، وتم اختياره في 21 مارس أول أيام الربيع ليكون يوماً للأم التي تستحق أن يكون لها 365 يوماً في العام، ولكن تم اختيار هذا اليوم للتذكير، وبمناسبة هذا اليوم ننقل حبنا وتحياتنا واحترامنا وتقديرنا إلى كل بنت وامراة وإبنة وأخت وزوجة وأم وجدة، وعلينا أن نعطيهم أجازة مما يقومون به يومياً أياً كان هذا العمل من تجهيز الأبناء للمدرسة أو الخروج للعمل أو إعداد طعام ولو ليوم واحد، فعلينا أن نشفق على كل اللواتي يتحملن ومن دون إسهام من باقي أفراد الأسرة هذه المسؤلية في اختيار الوجبات اليومية، وعند سؤالهن عن نوع الطعام المفضل لكل فرد في الأسرة تكون الإجابة المعتادة دائماً: “كما يراه مناسباً له” ثم يقوم الجميع بتناول الطعام الذي يأخذ منهن مجهود في التفكير والتدبير والإعداد والتقديم، وفي معظم الأحيان لا توجد كلمة شكر أو عرفان، وكأن هذا جزء من الواجب المفروض عليهن من دون مقابل، فيا ليتنا نقوم بتجربة تبادل الأدوار يوماً واحداً لتتضح لنا الصورة أو بمعنى أدق الحقيقة.
فيا من علمتونا أبجدية الحياة وكنتن الوحيدات القادرات على تفسير العالم وتغييره، يا مدارس نرغب في العودة إلى صفوفها بكل ما نملك من لهفة، وكم من مدرسة مدفونة تحت الأرض نرغب في سماع أجراسها.. كل عام وأنتن بخير يا أمهاتنا.
كم أتمنى أن أحصي كل ما كتبه الأدباء والعلماء والناجحون عن أمهاتهم، فدائماً تستوقفني عباراتهم، إن قرأنا بعضها ربما يعيد إلينا وجوه أمهاتنا الطيبات، ونعاتب أنفسنا على تقصير لم يتح لنا الوقت لتعويضه، وعلى كل دقيقة ضننا بها عليهن، لقد أعطن حياتنا ثقة ومعنى، على الرغم من قصر حياة بعضهن، تعلمنا منهن الكثير وعجزنا عن تعلم الأكثر..
وعن الأم قالوا:
ـ ليس في العالم وسادة أنعم من حضن أمي “شكسبير”
ـ الأمومة أعظم هبة خص الله بها النساء “ماري هوبكنز”
ـ إني مدين بكل ما وصلت إليه وما أرجو أن أصل إليه من الرفعة إلى أمي الملاك “لنكولن”
ـ ليست هناك في الحياة امرأة واحدة تهب كل حياتها وكل حنانها وكل حبها دون أن تسأل عن مقابل إلا الأم “شوبير”
ـ يرضع الطفل من أمه حتى يشبع، ويقرأ على ضوء عينيها حتى يتعلم القراءة والكتابة، ويأخذ من نقودها ليشتري أي شيء يحتاجه، ويسبب لها القلق والخوف حتى يتخرج من الجامعة، وعندما يصبح رجلاً يضع ساقاً فوق ساق في أحد مقاهي المثقفين ويعقد مؤتمراً صحفياً يقول فيه: إن المرأة بنصف عقل! “وليم شكسبير”
ـ نابليون: “الأم التي تهز السرير بيمينها تهز العالم بيسارها”
وقيل له: أي حصون الشرق الإسلامي أمنع؟
قال: الأمهات الصالحات.
المزيد من الموضوعات
عمر الشريف يكتب: ليتني أعود طفلاً
أسامة حراكي يكتب: في يوم الطفولة العالمي
امسية ثقافيه وندوة ادبية بمقر حزب الوفد بطنطا…