أسامة حراكي يكتب: تراتيل خافية
الشعر تراتيل خافية في ظل ممدود حرث كلمات الحب في القلب وأمطرت رحيقاً، فمن رحم الدهشة يولد الشعر ومن الموقف، وما الشعر سوى موقف من الوجود ومجريات العيش.
لا ينبئنا عن الشعور الصادق إلا صادق الشعر، فالشعر ليس وسيلة للإسترزاق أو وظيفة للعيش، لأنه يحمل أهدافاً سامية تتوخى رقي الإنسان مبدعاً ومتلقياً على السواء، فالشعر هو إيقاع الكون الصوتي، هو الحياة والنغمة التي تطرب الروح وتعطي العمر مذاق السعادة ومجد الإنسان والحياة، ويبقى هو اللحظة التي تعطي صاحبها خصوصية لا يمكن الوصول إليها بسهولة، فالشعر هو الفرحة الكبرى والسعادة التي تعطي الحياة تفسها الكثير وتجعلها أكثر حضوراً في البهجة، وهو الكلام الذي نرسم به الحياة كما نراها ونحسها، ويبقى هو اللغة الناطقة التي نقدمها لأنفسنا لنصل إلى نشوة الهدوء والطمأنينة في الذات.
الشعر هو من محفذات الثورة، ولا يوجد شعر صنع ثورة في العالم، إنما الثورة تصنعها الشعوب، لكن الفنون والشعر منها هي مكملة للثورات بصناعتها الإنسان الثوري، لأنها تنمي وعي الشعوب وترهف مشاعرهم، وتدفعهم إلى التفاعل مع الثورة والتحرك في مسارها، ومن هنا يقال أن هذا أو ذاك الشعر ثوري أم لا.
شعراء السبيعينيات في مصر والبلاد العربية، هم الذين طوروا حركة الشعر العربي الحديث، وذلك بالانتقال بالتجربة الشعرية من طور إلى طور أعلى وأعمق، فعندما غنت كوكب الشرق أم كلثوم، والموسيقار محمد عبد الوهاب، والعندليب عبد الحليم حافظ، والسيدة فيروز، والرائعة ماجدة الرومي أغاني وطنية، كانت الأغاني تعبر عن الشارع والمشاعر وليس عن الحالة السياسية فقط.
وعن الشعر قالوا:
ـ خير الشعر ما كان مثلاً، وخير الأمثال ما لم يكن شعراً .. علي بن أبي طالب.
ـ الشعر ديوان العرب أبداً وعنوان الأدب .. أبو فراس الحمداني.
ـ إن الشعر كلام راق يصنعه الإنسان لتغيير مستوى الإنسان .. نزار قباني.
ـ ليس هناك مجانية أو عبثية في الشعر.. نزار قباني.
ـ الشعر هو فن جمع المتعة بالحقيقة .. صموئيل جونسون.
ـ لا تكتب الشعر إلا عندما تشعر بأنك ستموت إذا لم تفعل .. راينر ماريا ريلكه.
ـ كتابة الشعر الحر تشبه لعب التنس من دون شبكة .. روبرت فروست.
ـ الشعر مخطوطة قزحية تحكي كيف يتكون قوس قزح وكيف يختفي.. كارل ساندبرغ.
المزيد من الموضوعات
أسامة حراكي يكتب: التراث
وزارة الثقافة تحتفي بمبدعي ومثقفي مصر في إحتفالية “يوم الثقافة ” 8 يناير القادم…
عمر الشريف يكتب: فلا يؤذين