أسامة حراكي بكتب: الفن السابع
يطلق على السينما الفن السابع، وإذا كانت هي الفن السابع فما هي الفنون الستة الأخرى؟
الفنون الستة هي: “العمارة ـ النحت ـ الرسم ـ الموسيقى ـ الشعرـ الرقص”، وأول من أطلق تسمية الفن السابع على الفن السينمائي، هو الناقد الفرنسي الايطالي الأصل “ريتشيوتو كانودود” ويرى أن السينما تجمع وتضم تلك الفنون الستة، ولذلك فهي الفن السابع.
والأدب لا يتنافى والسينما، فمن يعارض السينما يعارض كل الفنون التي سبقت ظهورها، يعارض العمارة والنحت والرسم والموسيقى والشعر والرقص، فلأن السينما تأتي في المركز السابع بعد كل هذه الفنون وآخر ما ظهر منها، دعيت بـ “الفن السابع”
فكانت البداية يوم 22 مارس 1895 بعرض في مؤسسة تنمية الصناعة الوطنية الفرنسية، وفي الشهر الذي تلاه تم تقديم عرض آخر في مؤتمر نوادي التحقيق بفرنسا وأقاليمها، وفي شهر يونيو بمؤتمر نوادي الفوتوغرافيا بفرنسا، الذي أقيم بمدينة ليون Leon وقد تلت هذه العروض عروضاً أخرى بباريس وبروكسل.
السينما هي فكرة ثقافية وترفيهية أكثر من مجرد أن ترى فيلماً يتضمن الخروج من المنزل وكسر روتينك ولقاء من تحب، فالسينما ليست مجرد مشاهدة فيلم في قاعة، فنحن نشاهد أحدث الأفلام في بيوتنا باستخدام وسائل كثيرة، فالتقنية الحديثة لم تدع شيئاً إلا جلبته، فالسينما تغيير لنمط معين من الحياة الاجتماعية، والقفز من العزلة المطلقة إلى الانفتاح المنظم، وهنا تكمن أهمية السينما.
الفيلم الأجنبي يتعامل مع الفيلم كعمل فني يحتمل الخيال والإبداع فنياً، والفيلم العربي يتعامل بما يريده البطل والبطلة، وكانت النتيجة أن هناك بعض الأبطال العرب والكثير من الأبطال الأجانب، فبعض الأفلام يكون فيها ما هو مسفف ومبتذل ينتجها ويقدمها تجار الفن، ومن يتابعها من الجمهور يساهم في استمرار مثل هذه الأفلام، فقد أصبحت السينما بالنسبة للبعض مشروعاً تجارياً لا يرجو إلا الربح فقط، وتحولت السينما للأسف إلى بوتقة فساد تخيم عليها الشللية بعد أن لفظت القيم الفنية، فتلونت بألوان قاتمة وباتت سلاحاً فتاكاً يعبر عن الفساد القيمي ويصدر الإرهاب، صحيح أنه أصبح يتم استخدام التكنولوجيا الحديثة في التصوير، لكن معظم الأعمال التي تعرض لم يعد لها هوية، يعتمدون فيها على موضوعات مستمدة من الغرب، فقدت هويتها المصرية والعربية، والفن لا ينفصل عن الواقع.
فعلى الدولة أن توجه وتشجع وتدفع لتقديم الأعمال الجيدة، فإن انهار الفن سيتبعه انهيار الأخلاق في مجتمعنا، وانهيار التعليم والثقافة، حيث اصبحنا في مجتمع استهلاكي لاهث يريد أن يحصل على كل شيء بسرعة.
المزيد من الموضوعات
عمر الشريف يكتب: ليتني أعود طفلاً
أسامة حراكي يكتب: في يوم الطفولة العالمي
امسية ثقافيه وندوة ادبية بمقر حزب الوفد بطنطا…