أسامة حراكي يكتب: المُدافع
المُدافع شخص هادئ وطيب القلب ويقظ الضمير، دقيق الملاحظة والإحساس بما يشعر به الغير، يمكن الإعتماد عليه في متابعة العمل، وعادة ما يقدم حاجات وطلبات الغير على حاجاته ورغباته الخاصة، مستقر وعملي يقدر التقاليد السائدة والإستقرار، ويهتم كثيراً بنظرة الناس له وشعورهم حوله، ومهتم كثيراً بخدمة الناس وتلبية حاجاتهم وطلباتهم ولا يسعى خلف السلطة.
أطلق عليه اسم المُدافع لكونه من أكثر الشخصيات إهتماماً بالناس والمحافظة على أمنهم وسلامتهم، ميوله الشخصية “إنطوائي، حسي، عاطفي، صارم” وهو أحد الأوصياء حسب نظرية “كريسي” للأمزجة، وهي دراسة عن المدافعين على عينة من الشعب الأمريكي.
المدافع حالته الرئيسية داخلية، ومن خلالها يأخذ موقف من الأشياء بإستخدام حواسه الخمس وبطريقة ملموسة، أما الحالة الثانوية فهي داخلية وفيها يتعامل مع الأمور وفقاً لشعوره حولها، وكيفية إندماجها في نظام القيم الخاص به.
يعيش المدافع حياة مليئة باللطافة والإهتمام بالآخرين، فهو بصدق حنون وطيب القلب ويحب أن يرى الأفضل في الناس، يقدرالإنسجام والتعاون وفي الغالب يكون شديد الحساسية تجاه مشاعر الآخرين، ويحب الناس المُدافع لتقديره لمشاعرهم وفهمه لوجهات نظرهم، وقدرته على إظهار أفضل ما فيهم بواسطة إيمانه بقدرتهم على أن يكونوا أفضل.
يمتلك المُدافع عالم داخلي لا يسهل على مراقبيه ملاحظته أو فهمه، وبإستمرار يجمع معلومات عن الأشخاص والمواقف التي تهمه ويخزنها في ذاته، هذا المستودع من المعلومات غالباً ما يكون دقيقاً جداً، لأن المُدافع يمتلك ذاكرة حادة يخزن فيها الأشياء والأمور التي تهم نظام القيم الخاص به، ولذلك لن يكون مستغرباً إن تمكن المُدافع من تذكر حادثة بتفاصيلها الدقيقة بعد سنوات من حدوثها، إن كان لها تأثير عليه أو تركت إنطباعاً عنده.
المدافع يملك وجهة نظر حول الكيفية التي يجب أن تتم عليها الأشياء وغالباً ما يسعى لتحقيق ذلك، وهو يقدر الأمن واللطافة ويحترم القانون والعادات والتقاليد، يؤمن بأن النظم والقوانين موجودة لأنها أثبتت فعاليتها، وبالتالي لن يحاول أو يقبل بتغير الطريقة المتعارف عليها لأداء شيء ما، إلا في حالة أن أثبت له وبشكل ملموس أفضلية الطريقة الجديدة.
يتعلم المُدافع بشكل أفضل عندما يمارس أو يحاول قراءة الشروحات، لكن محاولة تطبيق النظريات غالباً لا تساعده على التعلم بسرعه، ولهذا السبب لن يكون من المرجح تفوقه في المجالات التي تتطلب الكثير من التحليل النظري أو التعامل مع النظريات، وهو يقدر التطبيق العملي وطرق التعليم التقليدية في الجامعات، والتي تتطلب الكثير من التنظير والتجريد، سيتعلم بسرعة عندما يرى التطبيق العملي لما يراد تعليمه، وعندما يتعلم طريقة أداء المهمة وأهميتها، سيعمل بكل أخلاص وجهد لإتمامها،ةفالمُدافع شخصية يمكن الإعتماد عليها لدرجة كبيرة.
المزيد من الموضوعات
أسامة حراكي يكتب: التراث
وزارة الثقافة تحتفي بمبدعي ومثقفي مصر في إحتفالية “يوم الثقافة ” 8 يناير القادم…
عمر الشريف يكتب: فلا يؤذين