كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…
كتب: صلاح عثمان
وسيط اليوم
28/10/2024
لا أعتقد أن تدمير غزة يمكن أن يكون حدثا عابرا مثل كل الأحداث ،فسوف تكون هناك وقفة تراجع فيها كل الأدوار،ويوضع كل انسان في المكان الذي يستحقة،سواء كان له ام عليه.
هناك أدوار سوف تواجه مصيرا مؤلما أمام التاريخ،لأن القضية لم تعد حرب غزة ،ولكن شظايا المعارك سوف تطول أطرافا أخري مهدت لمستقبل غامض مظلم ينتظر الشعوب العربية من تأمر منها أو صمت أو باع نفسه للشيطان.
عندي قضية خطيرة سوف أتوقف عندها اليوم وهي دور اسرائيل في سعيها لتدمير الثقافة العربية ابتداء باللغه العربية وانتهاء بنصوص قرأنية مقدسة، محاوله تحريفها مرورا علي التاريخ والأثار والأماكن.
لا أحد يعرف من كان وراء محاولات تدمير اللغه العربية في الدول العربية حتي وصلنا الأن الي جيل كامل بل أجيال لاتتحدث لغتها،وامام انتشار اللغات الأجنبية في مناهج التعليم في العالم العربي انزوت اللغة العربية وتهمشت في مناهج التعليم وحوارات الأسرة والشارع حتي وصلت إلي وصلت إلي المراسلات الرسمية بين الحكومات .
أنني أعتقد أن وراء تهميش اللغة العربية أيادي خفية،قد يكون رأس المال الصهيوني وراءها ،خاصة أن التعليم الأجنبي انتشر بصورة مريبة في معظم الدول العربية،وهناك عواصم عربية لاتسمع فيها كلمة عربية في البيوت أو المؤسسات أو الشوارع.
كان الطريق الي ضرب اللغة العربية تمهيدا لتغيير مناهج التعليم في الدول العربية، خاصة التاريخ حيث أسقطت المناهج الجديدة كل الأحداث الكبري في التاريخ العربي والاسلامي،بما في ذلك الرموز العربيةالتي خاضت المعارك ضد الأستعمار والصهيونية،وقد اتجهت بعض الدول الي تجاهل قضية فلسطين وقصة الصراع العربي الاسرائيلي وظهرت أجيال لاتعرف شيئا من تاريخ امتها،كان التاريخ أول ضحايا حجب الحقائق وتشويه الثوابت من خلال برامج تنكر الهوية وتضلل الشعوب.
في لقاء بين الرئيس أنور السادات ومناحم بيجن قال بيجن للسادات أن اليهود هم الذين شهدوا اهرامات الجيزة وان مقابر العمال اليهود توجد بجوار الاهرامات ويومها ضحك السادات واعتبر كلام بيجن تخاريف اسرائيلية من رجل عجوز،ولكن الثابت أيضا أن اسرائيل بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع مصر طلبت وقف إذاعة أحاديث الشيخ الشعراوي عن اليهود وحذف الأيات القرأنية التي تتحدث عن اليهود في القرأن الكريم.
وفي تقديري أن حملات الهجوم علي فضيلة الشيخ الشعراوي في الاعلام العربي كانت بتوجيه اسرائيلي،لأن احاديث الشعراوي كانت تكشف حقيقة اسرائيل التي حاولت استخدام مواكب التطبيع للهجوم علي الامام،وبعد رحيل الشعراوي غيرت بعض الدول العربية بعض الأيات القرأنية وحذفت البعض الأخر،بل أنها حذفت اسم القدس واستبدلت به الوطن.
أن الهجوم علي الأزهر علي الأزهر الشريف وتشويه صورته ودورة والهجوم علي أمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب من بعض الأبواق الأعلامية يدخل في هذا السياق،خاصة أنه جاء من أسماء لا علاقة لها بالدين وجاء موقف الأزهر ليؤكد موقفه التاريخي من حقوق الشعب الفلسطيني وادانته ورفضه لما يحدث في غزة.
منذ سنوات اخترق فريق من الباحثين الاسرائيلين مكتبات القاهرة والاقاليم وقاموا بشراء كل كتب التراث التي جاء فيها اسم القدس ودفعوا فيها مبالغ طائلة وقد جندت اسرائيل أقلاما كثيرة للحديث عن الحريات وحقوق الإنسان في المجتمع الاسرائيلي التي تكشف للعالم في حرب غزة.
كان لابد أن تكمل اسرائيل مشروعها في تدمير اللغه العربية وتشويه العقل العربي لغه وتاريخا ودينا،وهنا كانت المؤامرة الكبري فيما سمي الدين الابراهيمي الذي حاول أن يجمع الأنصار والمريدين والمطبعين الذين توافدوا علي الدين الجديد الذي أصبح منافسا للإسلام والمسيحية.
وأمام اغراءات المال نجح الدين الاسرائيلي الجديد في أن يقتحم مدنا عربيه ويقيم الطقوس والأماكن المقدسه التي تنافس مكه والأقصي وانشاء حائط للمبكي وتوافد الحاخامات يؤدون الصلوات،بينما كان أطفال غزة يموتون جوعا،وابواق اسرائيل في العالم العربي تلعن كل يوم الشعب الفلسطيني الذي يموت من أجل تحرير وطنه.
نحن أمام مجموعة حقائق لابد أن نفكر فيها:
أولا: أن الحملة التي تتعرض لها اللغه العربية تشويها واهمالا مقصودة تديرها مؤسسات مالية ضخمة تسعي إلي تهميش اللغة العربية ونشر اللغات الأجنبية في مناهج التعليم وأحاديث الشارع ومخاطبات الحكومات الرسمية،وقبل هذا فإن اللغه العربية لغه القرأن الكريم كتاب ملايين البشر من المسلمين.
ثانيا: كان الهدف الثاني هو تشويه القرأن الكريم وحذف بعض أياته وتغيير كلماته ،خاصهماجاء فيه من أيات تخص اليهود تاريخا وعقابا وأحداثا.
ثالثا: كان الدين الأبراهيمي الجديد الذي حاول البعض نشرة بديلا للديانات السماوية أخطر محاولة للإساءة للدين الاسلامي،حيث أقيمت المعابد وحوائط المبكي وتوافد اليهود ينشرون خلافاتهم بين المسلمين ووجدوا من يستجيب لهم.
رابعا: أن اسرائيل لم تدمر غزة وحدها ولم تكن لها أطماع في دول عربية أخري فقط ولكن الأخطر أن لديها مشروعا لتدمير الثقافة العربية،ويبدوا أنها اخترقت مجالات كثيرة ونجحت في استقطاب أعداد كبيرة من المطلعين الذين روجوا لمشروعها،خاصه أن هناك أموالا كثيرة تدفقت من أشخاص كارهين لثقافتهم ودينهم ولغتهم.
خامسا: تبقي عندي كلمة أخيرة لأننا أمام قضية تمس ثوابت الأمة في دينها وهويتها وتاريخهاوان بعض المرضي من ابنائها يروجون لمشروع اسرائيل ضد الهوية العربية ومنهم من يدفع الملايين لتنفيذ المشروع الصهيوني لتدمير الثقافه العربيه وتشويه دينها ولغتها وهما أغلي مانملك.
أن تدمير الهويه وتشويه الثقافه وتدمير اللغه اخطر من تدمير المباني والمؤسسات وإذا كانت اسرائيل في عدوانها علي غزة قد دمرت آلاف المنشأت وقتلت الألاف فإن مشروعها الأخطر هو تدمير الثقافه العربيه بكل جذورها وثوابتها ولغتها وتاريخها وإحلال ثقافات بديلة،لأن أطماع اسرائيل تتجاوز حدود الأرض،لأن غايتها القضاء علي البشر.
اللهم احفظ مصر من كل حاقد اوناقم اوكاره
المزيد من الموضوعات
بالبنط العريض…
بريهان العبودى تكتب.. الغدر ونكران المعروف
“تغيير الأدوار: كيف تتطور مسؤوليات الرجل والمرأة اليوم؟”…