أعلنت الولايات المتحدة، السبت، تقديم 81 مليون دولار إلى السودان مساعدات للاستجابة للأزمة الإنسانية الناجمة عن الفيضانات والنزاعات ووباء كورونا، وذلك غداة إعلانها رفع اسمه من قائمتها للإرهاب. وأفادت وزارة الخارجية الأميركية في بيان حصلت عليه “الشرق”، بأن هذا التمويل يشمل أكثر من 64 مليون دولار من مكتب المساعدة الإنسانية التابع لـ”الوكالة الأميركية للتنمية الدولية”، و17 مليون دولار من “مكتب السكان واللاجئين والهجرة” في الوزارة. وأوضح البيان أن هذه المساعدة “ترفع إجمالي الاستجابة الإنسانية الأميركية للأشخاص المستضعفين، بما في ذلك المتضررين من الفيضانات الأخيرة وكذلك اللاجئون والمشردون بسبب النزاع في دارفور وجنوب السودان وأماكن أخرى، إلى أكثر من 436 مليون دولار في السنة المالية 2020، بما في ذلك الاستجابة الإنسانية لكورونا”.
وشهد السودان في أغسطس وسبتمبر، فيضانات تسبب بها ارتفاع غير مسبوق لمنسوب مياه النيل، ما أدى إلى وفاة 121 شخصاً وإصابة 54 آخرين، وأسفر عن تضرر أكثر من 770 ألف شخص في مختلف مناطق البلاد، فضلاً عن انهيار قرابة 100 ألف منزل كلياً أو جزئياً، وفقاً لإحصاءات “اللجنة العليا لطوارئ الخريف” في البلاد.
جانب من ضواحي العاصمة السودانية الخرطوم غارق في الفيضان – 14 سبتمبر 2020 – AFP
وأقرّت الخارجية الأميركية أن “السودان يواصل مواجهة عدد من التحديات الإنسانية، بما في ذلك النزوح السكاني الكبير الناجم عن العنف الذي عرّض المدنيين للخطر، وأدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية”، مشيرة إلى أن “الآثار المستمرة للنزاع والصدمات الاقتصادية والمخاطر البيئية المتكررة، مثل الجفاف وأسوأ فيضانات منذ أكثر من قرن، أدت إلى احتياج أكثر من 9 ملايين شخص للمساعدة الإنسانية”.
مساعدة غير مقيّدة
وأكد بيان الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة “ستواصل تعزيز الوصول غير المقيّد للمساعدات الإنسانية إلى المنظمات الإنسانية في كافة أنحاء السودان، بما في ذلك الوصول غير المقيّد إلى الأشخاص المستضعفين، من دون الحاجة إلى مشاركة أو إذن من الجيش أو الاستخبارات”.
وأشار إلى أن “الولايات المتحدة ستواصل بهذا التمويل تقديم المساعدة للمتضررين من الأزمات في السودان. وستوفر هذه المساعدة الحماية الضرورية والمأوى والرعاية الصحية الأساسية والمساعدة الغذائية الطارئة والتعليم والمياه والصرف الصحي وخدمات النظافة للاجئين والنازحين داخلياً والمجتمعات المضيفة الضعيفة”. ولفتت الخارجية الأميركية، بحسب البيان، إلى أن “جائحة كورونا أدت إلى تفاقم هذه الأزمة الإنسانية التي طال أمدها”، وذكّرت بأن “الولايات المتحدة قدمت أكثر من 33 مليون دولار مساعدات إنسانية للاستجابة للوباء في السودان لتعزيز دعم المتضررين من الأزمة والمجتمعات المضيفة”.
إحلال السلام
وأكدت الخارجية الأميركية أنه “إضافة إلى هذه المساعدة، ستعمل الولايات المتحدة مع السودان ودول أخرى في المنطقة لمواصلة إيجاد الظروف الملائمة للسلام، وإنهاء عقود من عدم الاستقرار، كما ستواصل الوقوف إلى جانب شعوب المنطقة في سعيهم لبناء مستقبل أكثر إشراقاً وأملاً، والابتعاد من صراعات الماضي”، في إشارة إلى النزاع العربي الإسرائيلي.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن الجمعة، موافقة السودان وإسرائيل على تطبيع العلاقات السياسية والتجارية بينهما، كما أخطر ترمب الكونغرس رسمياً الجمعة، بقراره رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وأفاد البيت الأبيض في بيان، بأن الإخطار جاء بعدما حوّلت الحكومة السودانية الخميس، 335 مليون دولار تعويضات لـ”ضحايا الإرهاب” الأميركيين، تنفيذاً لاتفاقها الأخير مع واشنطن.
وقال وزير الإعلام السوداني فيصل محمد صالح في تصريحات خاصة لـ”الشرق”، إن “العوائد الاقتصادية والسياسية الخاصة برفع السودان من قائمة الإرهاب، ستكون كبيرة بشكل لا يقارن بهذا المبلغ”.
وأضاف صالح أن السودان بهذا الإجراء يكون “طوى هذه الصفحة بشكل كامل، ونتوقع أن تكون علاقاتنا مختلفة مع الولايات المتحدة ودول العالم والمؤسسات الدولية، والنظام المصرفي العالمي الذي عانينا من قطيعته، إضافة إلى المستثمرين الدوليين، نعتقد أن عوائد ذلك ستكون كبيرة”.
وختمت الخارجية الأميركية بيانها بالتذكير بأن “الولايات المتحدة هي أكبر مانح منفرد للمساعدات الإنسانية، سواء في السودان أو على مستوى العالم”، مضيفةً: “نحن نقدّر كافة الجهات المانحة التي انضمت إلى هذه الجهود، وندعو الآخرين لفعل ذلك بشفافية من خلال الاستجابة الدولية المنسقة من قبل الأمم المتحدة لمساعدة الأشخاص المتضررين من الأزمة في السودان”.
المزيد من الموضوعات
الجولة الأولى للمشاورات السياسية بين مصر وجنوب أفريقيا بالقاهرة…
مجلس الوزراء يوافق خلال إجتماعة اليوم برئاسة الدكتور مصطفي مدبولي علي قرارات …
استقبل الرئيس السيسي اليوم وزير العلاقات الدولية والتعاون الدولي بجنوب أفريقيا “رونالد لامولا”