جنازته الاضخم في التاريخ القديم..تعتمد الثالث الذي سينقل جثمانه لمتحف الحضارة

تستعد وزارة السياحة والآثار لنقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى مكان عرضها الدائم بالمتحف القومي للحضارة المصرية، خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك بحضور عدد كبير من سفراء دول العالم، ووسائل الإعلام المحلية والعالمية، في إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بإتمام الأنشطة الأثرية والثقافية العالمية، وذلك على نحو يتسق مع عظمة وعراقة الحضارة المصرية القديمة.

وفي هذا التقرير، تستعرض “الشروق” أبرز المعلومات عن الملك تحتمس الثالث الذي سينقل جثمانه ضمن الملوك الـ22 للمتحف القومي للحضارة، وأبرز معلومات عنه:

1- يعد تحتمس الثالث سادس أعظم ملوك فراعنة الأسرة الثامنة عشر، وصاحب الإمبراطورية العسكرية لمصر القديمة ومنشئ معابدها الأشهر، كما أنه يتمتع بسمات شخصية خارقة وعبقرية عسكرية ليس لها مثيل، ولقب بـ”أبو الإمبراطوريات”؛ وذلك لكونه أول إمبراطور في التاريخ، وأول من قام بتقسيم الجيش إلى قلب وجناحين، إلى جانب استعانة الإمبراطورية البريطانية بالعديد من خططه فى معاركها.

2- تدرب تحتمس فى ساحات المعارك بالأقصر، وأكسبته هذه التدريبات صلابة في شخصيته وخبرات عسكرية عظيمة، في الوقت الذي كانت تحكم فيه حتشبسوت، واهتم بالجيش وجعله نظاميا وزوده بالفرسان والعربات الحربية، إلى جانب بناء القلاع والحصون، وتدريب الجنود على أفضل التدريبات وأمدهم بأسلحة مبتكرة قوية مثل النبال المستحدثة والتوسع في استخدام العربات فى القتال.

3- عرف تحتمس الثالث بأنه أول من أقام أقدم إمبراطورية عرفها التاريخ، وذلك لاهتمامه بإنشاء أسطول بحري قوي استطاع أن يبسط سيطرته على الكثير من جزر البحر المتوسط، مثل “قبرص” وأيضا بسط نفوذ على ساحل فينيقيا “سواحل لبنان وفلسطين حاليا”، لتصبح مصر في عهده أعظم إمبراطورية فى العالم.

4- قام تحتمس الثالث ببناء العديد من المعابد، منها معبدين أحدهما بجانب معبد حتشبسوت فى الدير البحرى، كما قام ببناء البوابتين العملاقة السادسة والسابعة وقاعة الاحتفالات فى معبد الكرنك، وأكمل بناء معبد حابو الذى بدأته حتشبسوت، وأقام معبد للآله بتاح فى موطنه بمنف، ويحتوى المعبد على 3 حجرات، الأولى لبتاح، والثانية حتحور ربة طيبة، والثالثة للإلهه سخمت زوجة بتاح، حيث يمثلها تمثال لها برأس لبؤة يعتليه قرص الشمس، وله معبد في أمدا وسمنة، وأقام معبدا فى الفنتين للإلهة ساتت، وله آثار فى كوم أمبو وإدفو وعين شمس وأرمنت.

5- وعن عدد المسلات التى أقامها تحتمس الثالث، فهناك 7 مسلات معظمها موجود الآن فى عدد من عواصم العالم منها المسلة الموجودة فى لندن، وهى إحدى مسلتين أقامهما تحتمس الثالث أمام معبد الشمس بهليوبوليس وقد نقلهما مهندس إغريقى يدعى بنتيوس إلى الإسكندرية ليوضعا أمام معبد إيزيس، وقد سقطت هذه المسلة من فوق قاعدتها فى خلال القرن الرابع عشر من الميلاد، ويقال إن محمد علي باشا أهداها إلى بريطانيا عام 1831م، لكنها لم تصل إلى لندن إلا فى عام 1878، حيث ظلت ملقاة على الأرض طوال ذلك الوقت لعدم التمكن من نقلها حتى تكفل بتكاليف نقلها السير أرزمس ولسن فصنع لها سفينة خاصة لنقلها، وقد تعرضت السفينة فى طريقها للعودة للغرق نتيجة عاصفة قامت فى خليج بسكاى ولكن تم إنقاذ المسلة ووصلت سالمة.

6- أمر “تحتمس” فى أواخر أيامه بأن تقام مسلة أمام الصرح الثامن من معبد الكرنك، لكنها لم تُستكمل بسبب وفاته، وتركت في مكانها لمدة 35 عاما إلى أن عثر عليها تحتمس الرابع وأقامها فى المكان الذى كانت معدة له وتوجد الآن فى روما أمام كنيسة القديس يوحنا باللاتيران، وقام قسطنطين الأكبر عاهل الدولة الرومانية بنقل هذه المسلة التى تزن 455 طنا إلى الإسكندرية عام 330 بعد الميلاد، لإرسالها إلى بيزنطة لتجميل عاصمته الجديدة، ولكنه فشل فى نقلها فبقيت وظلت فى مكانها مدة 27 عاما، حتى قام ابنه قسطنطنيوس بنقلها إلى روما وأقامها فى ميدان ماكسيماس.

7- تحتمس الثالث حكم مصر لمدة 54 عاما، وجاء فى نص أمنمحات “من العام الأول حتى العام الرابع والخمسين”، نص من ملك دولة مصر الشمالية ومصر الجنوبية، خبر رع، “أن تاريخ مصر لم يعرف ملكا بكى عليه المصريون وحزنوا عليه حزنا شديدا مثلما حدث مع تحتمس الثالث”، وبعد وفاته أقيمت مراسم الحداد والدفن الملكية لتعد أضخم جنازة في التاريخ القديم، إلى جانب أنه يعد من أوائل الملوك الذين بنوا مقابر لأنفسهم في وادي الملوك.