كان للمرأة دور كبير خلال السنوات الماضية، في التقدم والنجاح، وإثبات الذات، أثبتت المرأة بأنها قادرة على التحدى والمقاومة، وأهمية مكانتها بالمجتمع، وفي شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والعملية.
فالمرأة كانت ولازالت، جزء لا يتجزأ من مسيرة الشعوب، نحو التطور والسير في الحياة بشكل أفضل.
ويعد وضع المرأة اليوم والمكاسب التي نالتها أبرز دليل على مدى إدراك الدولة لأهمية المرأة كعامل قوي لتحقيق التغيير الإيجابي من خلال تعزيز تمكينها اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً للمشاركة في البناء ودفع عجلة التنمية.
فالمرأة لها إثارة في حل قضايا الفساد في جميع المجالات، تعمل على تطبيق قدرات المرأة ومهاراتها، لإفادة العمل الذي تقوم به على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، الخاصة بالمساواة بين الجنسيين.
يُحسب للمرأة دورها الكبير في المجتمع حالها حال الرجل، فقد شاركت عبر العصور القديمة والحديثة في شتى المجالات، وكان لها أدوار أخرى عديدة كشاعرة وملكة وفقيهة ومحاربة وفنانة ومعالجة وغيرها. ولعل الدور الأساسي يتمثل في بناء اسرتها ورعايتها حيث يقع على عاتقها كأم مسؤولية تربية الأجيال، وتتحمل كزوجة أمر إدارة البيت واقتصاده.
وجودها بسوق العمل لها أهميّتها الكبيرة؛ نظراً لكونها تُشكّل جزءاً لا يُستهان به من المجتمعات العربيّة، إذ تُشكّل ما نسبته30% من السكان و23% من الطلاب الجامعيين، ولكنها بالرغم من ذلك لا تتجاوز نسبتها 9% من الأيدي العاملة.
ويتم تشجيع المرأة على المساهمة في سوق العمل من باب مكافحة الفقر، ورفع المستوى المعيشيّ للسكان من خلال دعم ميزانيّة الأسرة بما يوفّره عمل المرأة لها من دخل، وخاصةً إذا كانت هي المعيل الأساسيّ للأسرة.
وهي الأم مصدر الرعاية والحنان في الأسرة، وقد أثبتت العديد من الدراسات أنّ الطفل بحاجة إلى الرعاية والاهتمام أكثر من حاجته إلى الأمور الماديّة في مراحله العمرية الأولى، فالأم تعتبر المعلم الوحيد لطفلها ووظيفتها التربويّة ذات أثر عميق في نفسه؛ لما لها من دور في تنمية وعيه، وثقته بنفسه، وتكوين شخصيّته وتهيئتها. وبسبب أهمية هذه المرحلة في حياة الطفل لا بدّ أن يبقى تحت مراقبة الأم ومتابعتها؛ إذ إنّ ما يتلقاه في السنوات الأولى يستمر معه لباقي حياته.
وتساهم المرأة بشكل أساسيّ في الأنشطة الزراعيّة والاقتصاديّة الريفيّة في البلدان النامية، ويختلف دورها اختلافاً كبيراً بين منطقة وأخرى نتيجة التغيّرات الاجتماعيّة والاقتصاديّة التي تحدث في قطاع الزراعة. وكثيراً ما تتكفل المرأة بإعالة أسرتها، وتتبع طرقاً وأساليب معينة لكسب العيش، فهي تعمل كمزارعة في مزرعتها الخاصة، أو دون مقابل في مزرعة أسرتها، أو بأجر أو دون أجر في مزارع المؤسسات الريفيّة، ويتمثل دورها في إنتاج المحاصيل الزراعيّة، وتجهيز الطعام، والعناية بالحيوانات، وجلب الماء، والعمل بالتجارة والتسويق.
ووفقاً للدراسات فإنّ النساء يمثّلن 43% من القوى الزراعيّة في البلدان النامية، كما تصل نسبة النساء العاملات في الزراعة إلى ما يقارب 50% في أفريقيا وشرق وجنوب شرق آسيا والصحراء الكبرى، و20% في أمريكا اللاتينية.
وأيضاً أصبح للمرأة دور كبير بالقوات المسلحه، و عدد النساء في بعض الجيوش مقارباً لعدد الرجال، وتختلف النسب المئويّة بين عدد الرجال وعدد النساء من دولة إلى أخرى، وذلك وفقاً للحاجة والحوافز والقوانين التي تعتني بانضمامهنّ للقوات المسلحة، وتتراوح هذه النسب بين 5% إلى 25% أو أكثر في بعض الجيوش.
وتساهم النساء بدور بالقوات المسلحة في عدة مجالات؛ كالإدارة، وأماكن المراقبة، والصحة، والهندسة، والإطفاء، ودراسة المواكب.
وما زال عدد البلدان التي تعطي للنساء مهاماً نشطة في الجيش والجبهات الفاعلة قليلاً، بالرغم من بلوغهنّ لرتب عسكريّة عالية، وتسلّمهنّ لمهام مختلفة في جيوش العالم.
وفي الطب منذ القدم كان للنساء دور أساسيّ في الرعاية الصحيّة، وذلك من خلال التمريض، واستعمال الأعشاب الطبيّة، وتأمين العلاجات المنزليّة، أما الطب كمهنة فقد اقتصر على الرجال وحدهم، ففي بدايات القرن الخامس عشر صدر قانون في أوروبا يمنع ممارسة الطب دون التدرّب في الجامعات، ولم يكن مسموحاً للنساء الالتحاق بالجامعات حتى بدايات القرن العشرين.
ونرى اليوم النساء ينافسن الرجال في هذا المجال، ولكن بالرغم من ذلك نرى اختلافات في الاختصاص الطبيّ بين الجنسين؛ إذ تفضّل النساء التخصصات التي تتلاءم مع حياتهن العائليّة، لذا فإنهنّ يفضلن اختيار الطب العام أو طب الأطفال أو الطب النفسي على تخصصات الجراحة والقلب.
وتشير الإحصائيات الحالية إلى أنه بحلول الأعوام القادمة قد يصبح عدد الطبيبات الإناث، يفوق عدد الأطباء الذكور، بما تجاوزنه من صعوبات دراسية ومجتمعية وإثباتهن لجدارتهن وكفاءتهن نرى اليوم طبيبات يتولين إدارة المستشفيات بطريقة ناجحة، ويحصلن على جوائز نوبل لإنجازاتهنّ الطبية، بعد أن كان المجتمع يشكّك في قدراتهنّ على مزاولة هذه المهنة.
ولذلك اليوم العالمي للمرأة، هو تكريم للمرأة ودورها الفعال في بناء المجتمع وتقدمه، للتفكر في التقدم المحرز وللدعوة، إلى التغيير، وللأحتفال بأعمال عوام النساء وشجاعتهن وثباتهن، في إداء أدوار استثنائية في تاريخ بلدانهن ومجتمعاتهن.
المزيد من الموضوعات
هدير خميس: أول رائدة أعمال مصرية تحدث ثورة في عالم السياحة الفاخرة بإيطاليا…
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…
بالبنط العريض…