مقياس النيل …
ﻳﻘﻊ ﻣﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ
ﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﺮﻭﺿﺔ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﺠﺮﻯ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﻟﻨﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ،
ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ
ﺭﺑﻂ ﺍﻟﻤﻘﻴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻨﻴﻞ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻮﺻﻞ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺑﺌﺮ ﺍﻟﻤﻘﻴﺎﺱ ﻓﻲ ﻧﻘﻄﺔ ﻫﺎﺩﺋﺔ
ﻧﺴﺒﻴﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻓﺘﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭﺏ ﻟﻠﺘﺪﻣﻴﺮ..
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻊ ﻻ ﻳﺘﺴﺮﺏ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻄﻤﻲ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ
ﻣﻦ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻨﻴﻞ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻋﺒﻘﺮﻳﺎ
ﻭﺑﻌﺪ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻓﻴﺔ ﻟﻤﺠﺮﻯ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻭﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺗﺮﺳﺒﺎﺗﻪ
ﻭﻳﺆﻛﺪ ﺳﻼﻣﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻘﻴﺎﺱ ﻓﻲ
ﺃﺩﺍﺀ ﻭﻇﻴﻔﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﺪ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺑﺄﺳﻮﺍﻥ.
ﻭﻗﺪ ﺍﻫﺘﻢ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻮﻥ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺀ ﺣﻀﺎﺭﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ
ﻟﻘﻴﺎﺱ ﻣﻨﺴﻮﺏ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﺰﺭﻋﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﻴﺎﺱ.. ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻑ
ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻮﻥ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻟﻠﻨﻴﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ
ﻫﻮ ﻣﺘﺤﺮﻙ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺜﻘﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺑﻂ ﻓﻲ ﻃﺮﻓﻲ
ﺧﻴﻂ ﺃﻭ ﺣﺒﻞ ﻳﺮﻣﻰ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﻉ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻟﻘﻴﺎﺱ
ﻣﻨﺴﻮﺏ ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺑﻘﺎﺋﻢ ﺧﺸﺒﻲ ﻟﻠﺘﻐﻠﺐ
ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﻳﻚ ﺍﻟﺨﻴﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ، ﻭﻣﻦ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺛﺎﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺑﺌﺮ ﻳﻨﺰﻝ ﺇﻟﻴﻪ
ﺑﺪﺭﺝ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻓﻴﻪ ﻣﻨﺴﻮﺏ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺑﺎﺭﺗﻔﺎﻉ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻨﻴﻞ
ﻭﺑﺈﺣﺼﺎﺀ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺪﺭﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﻄﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻳﻤﻜﻦ
ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻗﻴﺎﺱ ﺍﻟﻨﻴﻞ.. ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ
ﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ﻟﻠﻨﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﻦ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻲ ﺛﻢ
ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻲ ﺣﻴﺚ ﺑﻨﻰ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻥ ﻣﻘﻴﺎﺳﺎ ﻋﻨﺪ ﺣﺼﻦ
ﺑﺎﺑﻠﻴﻮﻥ.. ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻤﺼﺮ ﻛﺎﻥ ﺑﻬﺎ
ﻣﻘﻴﺎﺱ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻨﻒ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻗﺪﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ
ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻭﻧﺴﺒﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺇﻟﻰ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﺳﻒ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ.. ﻫﺬﺍ ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺤﻬﻢ
ﻟﻤﺼﺮ ﻣﺎ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻓﻈﻠﻮﺍ
ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻮﻧﻬﺎ ﻭﺍﻋﺘﻨﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﻧﺸﺌﻮﺍ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ
ﺃﺧﺮﻯ، ﺑﻞ ﺇﻧﻬﻢ ﻇﻠﻮﺍ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻮﻥ ﻣﻘﻴﺎﺱ ﻣﻨﻒ.. ﻭﻗﺪ
ﻋﺮﻑ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ﺑﺎﺳﻢ
«ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﻘﻴﺎﺱ» ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻴﺲ ﺍﻟﻤﻘﻴﺎﺱ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ
ﻋﺼﺮﺍ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺎﺭﻥ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻛﻞ
ﻳﻮﻡ ﺑﻤﺎ ﻗﺒﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﺼﺮﻡ
ﺣﻴﺚ ﺗﺪﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﺳﺠﻞ ﻳﺮﻓﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻷﻣﺮ،
ﺣﻴﺚ ﻳﻈﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺳﺮﺍ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺤﻂ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻋﻦ
ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﺠﺰﻋﻮﺍ
ﻓﻴﺘﻜﺎﻟﺒﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭﺗﺮﺗﻔﻊ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ
ﺗﺨﺘﻔﻲ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ.
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﺎﺀ 16 ﺫﺭﺍﻋﺎ ﺗﻘﺪﻡ
ﺍﻟﺒﺸﺮﻯ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻳﺤﺘﻔﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻷﻥ ﺍﻟﺨﻴﺮ
ﻗﺎﺩﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ.
المزيد من الموضوعات
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…
بالبنط العريض…
بريهان العبودى تكتب.. الغدر ونكران المعروف