بقلم رأفت نوار
جلست أمام الراديو تستمع إلى الست أم كلثوم وهى تشدو الليلة عيد على الدنيا سعيد، دخلت عليها فتحية وألقت السلام وقالت عيد سعيد عليكى ياخاله بهانه؛فقالت وعليكى يافتحيه ويارب تيجى السنة الجايه وإنتى فى حضن عريسك يافتحية يابنتى؛ قاطعتها فتحيه قائلة؛ الله يخليكى ياخاله بهانه؛بس صدقينى ياخاله؛ فرحتى الحقيقية لما منصور يجى من الجبهة منصور فعلا ومنتصر على اليهود هناك فى شرق قناتنا؛ ويكون خد بتار سليمان أخوه؛ الله يرحمك يا سليمان؛ كان منصور معفى من التجنيد لأنه لم يصبه الدور زى مابيقولوا،لكنه أصر على أن يتطوع عشان ياخد بتار أخوه إل إستشهد هناك أول عامنول ، وأنا آسفة ياخاله بقلب عليكى المواجع وإحنا فى ليلة العيد؛قاطعتها الخالد بهانه وقالت وهو فيه عيد إلا يوم ماأشوف فيه منصور تانى يابنتى،غيابه المرة دى طول قوى، وبالمناسبة قومى يافتحية هاتى ورقة وقلم عشان أمليكى جواب لمنصور، قاطعتها فتحية وقالت فريره ياخاله وإنصرفت إلى دارها وعادت مسرعة؛وجلست أمام الست أم سليمان وقالت ملينى ياخاله أكتب إيه؛ قالت لها أكتبى بعد بسم الله والصلاة على سيدنا محمد رسول الله؛ ولدى الغالى منصور، إتأخرت على كتير ياحيلتى ومش عوايدك ولعله خير إن شاء الله؛ وإلى طمنى إنى قابلت عبد العزيز إبن عمك الشيخ راضى فى سوق التلات وقال لى أنك بخير فسألته وهو إنت معاه يا عبد العزيز فقال لى لا ياخاله بس أنا قابلت مغاورى عبيد إبن الشيخ محمود عبيد من عزبة نجم وهو مجند مع منصوروطمنى عليه؛ فالحمد لله وأنا بخير ياولدى وفاطمة أختك بتهديك السلام هى وجوزها وولادها؛ وكمان خالتك عيشه وعمتك زينب وولادهم؛ كلهم كويسين ويهدوك أزكى السلام؛وأنا مبسوطة ياحيلتى ومستورة والحمد لله ومعاش أبوك من السكة الحديد على معاش أخوك الشهيد مكفينى والحمد لله، وشيخ البلد كتر خيره رافض ياخد منى إيجار الفدان الإيجار إكراما لك؛ ومحصول القمح السنة دى عال خالص؛ يعنى متنعاش همى، وفتحية خطيبتك مش مخليانى عاوزه أيتها حاجة أبدا هى معايه على طول؛ وخد بالك إنت من نفسك، وأنا مزغطة لك دكر بط لحد ما تيجى بسلامة الله والنبى يابنى هات لى معك وإنت جاى فى أجازتك حفنة رمل من على الجبهة عشان أشم فيهم ريحة دم أخوك سليمان ،وإن شاء الله منتصر يامنصور؛ وسلامى ياولدى لكل زميالك الابطال؛ وختاما سلام الله عليكم يابطل و نشوفك قريب؛ وبصمت الست أسفل كلامها؛ ثم كتبت فتحيه تقول سلام الله عليك يا نور عينى؛وحشتنى كتير يامنصور؛ وإلى مصابرنى على غيابك دورك الكبير فى الحرب، أنا صحيح ممعييش غير الشهادة الإعدادية؛ لكن مقدرة تماما دورك كجندى صاعقة، وأنا فخورة بك ودوما أفتخر بك هنا أمام الجميع وكلهم دائما بيسألونى عليك، منتظرينك تجلنا منتصر ومنصور بإذن الله يامنصور؛ وماهو شهر وبعض شهر وكان العبور الكبير فى أكتوبر وعاد منصور من الجبهة منتصرا منصورا؛وفى ليلة قمريه كانت البلدة كلها تشارك فى حفل زفاف منصور وعروسه فتحية….
–رأفت نوار
المزيد من الموضوعات
أسامة حراكي يكتب: التراث
وزارة الثقافة تحتفي بمبدعي ومثقفي مصر في إحتفالية “يوم الثقافة ” 8 يناير القادم…
عمر الشريف يكتب: فلا يؤذين