وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

مرة آخري

مرة آخري بقلم د غادة مصطفي

مرة آخري

بقلم دغادة مصطفي

مرة آخري بقلم د غادة مصطفي
هل فشلت يوما في تحقيق النجاح في الدراسة، لا بأس  تملك  الوقت الكافي و يمكنك معاودة المحاولة مرة آخري، هل أصابتك الخيبة و الخذلان يوما من صديق لك، لا بأس يمكنك هذه المرة الأستفادة و  البحث عن صديق جديد اكثر وفاءا مرة آخري، هل فقدت كثيرا مما تملك في عمل لك، لا بأس مازالت تملك القوة فعاود المحاولة مرة آخري و لا تيأس، تكرار المحاولة سوف يجعلك تدرك النجاح في النهاية، لكن اليأس و القنوط سوف يصيبك بالأكتئاب و الوساوس و الحزن و التوقف عن الحياة وربما يدفعك للتفكير في الانتحار و العياذ بالله.

و لم يخلو القرآن الكريم من الدعوة للمسلم  لعدم القنوط و اليأس من رحمة الله فنجد في قوله تعالى: {قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ . قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر:55-56].
يشرح الطبري هذه الأية،، بأنها وردت عندما بشر سيدنا إبراهيم بغلامًا عليمًا، و قيل له لا تكن من القانطين الذين ييأسوا من رحمة الله و تحقيق مرادهم ، وأقبل البشري بما بشرناك به، . فقال إبراهيم للضيف: ومن ييأس من رحمة الله إلا القوم الذين قد أخطؤوا سبيل الصواب، وتركوا قصد السبيل في تركهم رجاء الله، ولا يخيب من رجاه، فضلوا بذلك عن دين الله”(جامع البيان: [17/113]).
و يحدثنا  علم النفس أيضا بضرورة عدم اليأس و القنوط من مواجهة مصاعب الحياة حيث قد يتراكم هذا الشعور داخل الأنسان مسببا له أمراض نفسية قد تدفعه إلي الأنتحار، و اكد دكتور  إيهاب سيد رمضان، أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة طنطا في كتابه «محاضرات في الطب النفسي»، أنه من أكثر  الأسباب التي تدفع الشخص لليأس من معاودة المحاولة مرة آخري و الأنعزال عن الحياة، هو الأصابة بمرض الاكتئاب و الذي يعد من بين الـ10  أسباب الأساسية للانتحار في العالم ، و يؤكد الدكتور بضرورة عدم الأستهانة بالأفكار الأنتحارية التي يسردها من يفكر بالأنتحار علي من حوله، فقد يستلزم ذلك دخوله المستشفى ووضعه تحت الملاحظة الطبية الدقيقة،  لمساعدة المريض على التعامل مع النزاعات والشعور بالخسارة وتغيير أفكاره المشوهة عن الذات والعالم، و يستلزم ايضا تشجيع من حوله جميعا للمنتحر علي المضي قدما و تقبل الخسائر بصدر رحب و الأيمان بقضاء الله و المعاودة للنهوض مجددا و ممارسة مهامه مرة آخري.

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp
× اتصل الآن