وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

صوت على الحجار.. صديق وقت الضيق

صوت على الحجار.. صديق وقت الضيق 

كتبت ريم عبد الخالق

وسيط اليوم

4/7/2022

أثارت عودة على الحجار لغناء تتر مسلسل جزيرة غمام فى رمضان الماضى حالة من الوجد والشجن التى عاشها الجيل الذى تفتح وعيه فى ثمانينيات القرن الماضى مع صوته وهو يشدو بتترات عدد من أبرز مسلسلات الشهر الكريم، وهى الحالة التى دفعت البعض لتذكر بأن رمضان لم يعد هو نفس الشهر الذى كنا نعيش أمسياته فى الماضى بشغف كبير ونحن ننتظر الاستماع لتتر المسلسلات التى يغنيها على الحجار من كلمات سيد حجاب وألحان الشريعى أو عمر خيرت.

هذه الجملة فى الحقيقة تختصر كثيرا من الكلام الذى يمكن أن نصف به الحالة الإنسانية وليست فقط الفنية التى نجح المطرب الموهوب فى أن ينقلنا إليها خلال سنوات الثمانينيات وبداية التسعينات حين كان يشدو بتترات مسلسلات رمضان منذ ظهوره الأول فى مسلسل «الأيام» مرورا بـ «الشهد والدموع» و«أبو العلا البشري» و«غوايش» و«اللقاء الثاني» و«المال والبنون» وغيرها.

فإلى الآن لا يتفق الكثيرون من مواليد الستينيات والسبعينيات على شيء بقدر اتفاقهم على أن صوت على الحجار كان هو الشيء الأكثر امتاعا لهم، بل يمكن وصفه ببساطة أنه كان وسيبقى صديقا وقت الضيق الذى يستطيع وحده أن يزيل من داخلنا أى حالة ضيق مهما بلغت حدتها، فقد كنا نجد فى صوت الحجار سلوانا لنا حين نخفق فى قصة حب من تلك القصص البلهاء التى اعتدنا أن نعيشها فى سنوات الجامعة وما قبلها، مثلما كنا نلتمس عنده فى أحيان أخرى الصبر على ما كنا نتعرض له من قهر عائلى أو اجتماعى، فقد كنا فى ذلك الزمن البعيد نردد دائما جملته الشهيرة من تتر مسلسل «الشهد والدموع» «كلنا من أم واحدة أب واحد دم واحد بس حاسين باغتراب» التى أبدعها سيد حجاب بقلمه وصاغها بعشق عمار الشريعى بألحانه وفجرها الحجار بصوته فى قلوبنا.

كان الحجار إلى جانب محمد منير جناحى الغناء اللذين نقلا جيلنا إلى تخطى فترة الطفولة إلى مرحلة الوعى بقضايا بلدنا السياسية والاجتماعية، كان منير يقود ثورة التمرد على إرث الأجيال السابقة وموسيقاها وأغانيها التى عاشت فى وجدان المصريين لعقود، بينما كان الحجار الأقل تمردا يحرك الأرض بهدوء وعمق تحت تماثيل الفن التى عبدتها الأجيال السابقة لسنوات طويلة.

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp