علاج الطفل المستفز، وكثير التذمر
كتبت تغريد نظيف
وسيط اليوم
٢٠٢٢/١٠/٢٤
من؟ إنه طفلك! هكذا ترينه ولا يمكنك شيئاً حيال ذلك. لا بدّ أنه يفعل هذا عمداً… وكلما وبّخته ضحك! لقد مللت من نزواته التي تتكرر من دون توقّف!
طفح الكيل! لنعد بالشريط إلى الوراء! لنعد إلى البداية: سأدعوكِ لأن تغيّري نظرتك إلى طفلك ولأن تنظري إليه من زاوية مختلفة.
كيف ترين طفلك من زاوية مختلفة:
كيف؟ عبر التخلّص من بعض الصور النمطيّة والتزوّد بالمعلومات اللازمة لتفهمي بشكل أفضل طريقة عمل الأطفال. حسن، دعينا نفصّل المسألة معاً!
انطلقت الثورة التربوية بفضل:
ما أضافه العلم الإنفعالي الذي حملت لواءه الدكتور كاثرين غوجين، وهي طبيبة أطفال وصاحبة كتب مشوّقة، من جهة.
حركة التربيّة الواعية التي تحترم الطفل أو ما يُعرف أيضاً بالتربية الايجابيّة التي تستند بشكل خاص على كافة الاكتشافات التي حققها العلم الإنفعالي، من جهة أخرى.
نحن ندرك أخيراً أنّ الطفل ليس شخصاً راشداً بحجم مصغّر بل إنه يعمل بطريقة مختلفة.
ستساعدنا هذه المقاربة الجديدة في فكّ خيوط كافة الأفكار الموروثة لنتمكّن من رؤية الطفل بعين جديدة.
صورة نمطيّة راسخة: نزوات أولادنا
لا أريد أن أجرح مشاعرك. لعل مفهوم النزوة مقبول تماماً بالنسبة إليك وتتقبّلينه من دون أيّ مشكلة. لكن هدفي هنا هو أن أسمح لك بإقامة علاقات أكثر تناغماً وهدوءًا مع أولادك ما يدفعني لأن أكون صريحة معك وأقول لك إنّ المسألة تبدأ بالتخلّص من هذه الصورة النمطيّة.
فالولد الكثير النزوات هو ولد يتلاعب بك نوعاً ما. ونحن لا نرغب بالتأكيد في أن نكون لطفاء مع شخص يتلاعب بنا! فننظر إليه على أنه كائن حيّ صغير يعمد إلى إفساد وقتنا ليحقق رغباته الخاصة أو عن سوء نيّة صارخ.
انتبهي، أنا لا أقول هنا إنّ تصرفات الأطفال مقبولة كلها بل أقول إنّ نواياهم ليست كما نعتقد.
نتفق كلنا على أنّ تربية طفل أو أكثر هي أصعب مهمة يمكن أن يتولاها الشخص.
نحن نجد أنفسنا أمام كائنات صغيرة جديدة مليئة بالعواطف والانفعالات الطاغية في حين أننا غالباً ما نكون غير قادرين نسبياً على التعامل مع مشاعرنا الخاصة.
تحدد الأخصائية التربوية ايزابيل فيليوزا النزوة على أنها سلوك يُقدم عليه الطفل ولا يفهمه الشخص الراشد
وهي تعتبر أنّ النزوات لا وجود لها. ويختبئ خلف ما نسميه نزوة السبب الحقيقي لسلوك الطفل. وتقول في أحد كتبها إنّ النزوة هي “ردّ من دماغ الطفل على أوضاع معقّدة جداً بالنسبة إليه.”
وفي غالبية الحالات، لا يتصرّف الطفل على هذا النحو بهدف إيذاء أهله او اختبارهم. أنا أم أيضاً وأعلم كم أنّ الأمر معقّد عندما نجد أنفسنا أمام طفلنا الذي يبدأ بالصراخ بسبب تفاحة قُطّعت إلى 4 أجزاء أو لأنه يرفض الجلوس في المقعد المخصص له أو لأنه يريد قطعة إضافيّة من الحلوى… إنّ المواقف متعددة ومتنوعة وقد واجهناها جميعاً… إلا أنّ هذا لا يجعل من أطفالنا أطفالاً نزقين.
من ناحية أخرى، إنّ رؤيته بطريقة مختلفة يجنبنا أن نلصق به بطاقة تعريف معيّنة “آه! لكنك نزق.”
المزيد من الموضوعات
وزير الصحة يشدد على دور الأطباء وأهمية المسؤولية الجماعية في مكافحة ختان الإناث…
” النسر والدجاج “
عفوااااا …عيد الحب بقلم … نيڤين إبراهيم