الصراع على الأكل ما بين الأم والطفل ..كيف تنهينه بدون بكاء أو صراخ؟
كتبت تغريد نظيف
وسيط اليوم
٢٠٢٢/١٠/٢٤
وجبات الطعام عند الصغار:
ثمة أمور ثلاثة لا يمكنك أن تجبري الطفل على أن يقوم بها، سواء أعجبك ذلك أم لم يعجبك. لا يمكنك أن تجبريه على أن يأكل ولا يمكنك أن تجبريه على أن ينام كما لا يمكنك أن تجبريه على استخدام المرحاض. والأمر المثير للسخرية هو أن العديد من الصراعات على السلطة التي يواجهها الأهل مع أولادهم الصغار والصبيان في سن الحضانة تدور حول هذه المواضيع بالتحديد. كلما دار التحدي حول جسد ابنك فهو من يتحكم بما يجري. ويقضي عملك بأن تحددي المرحلة وأن تعلّميه المهارات اللازمة وتدعي ابنك يقوم بما تبقى.
غالباً ما يختلف الأطفال الصغار وأهاليهم بشأن الأكل. يحب الأهل عموماً فكرة الوجبات الثلاث؛ وهم يريدون لأولادهم أن يتناولوا مأكولات صحية وأن يأكلوا ما يضعونه أمامهم من دون تذمّر وأن يتعاونوا بشأن الوجبات الخفيفة وخيارات الطعام الأخرى. إن الأكل أسهل بكثير في الواقع مما يظنه معظم الأهل: يجب أن تأكل عندما تجوع وأن تتوقف عن تناول الطعام حين تشعر بالشبع. عندما يجبر الأهل الأولاد على تناول الطعام ويعاقبونهم لتجنبهم بعض الأصناف ويقدمون لهم مأكولات خفيفة غنية بالسكر أو يطهون الوجبات بحسب الطلب فهم يتدخلون عادة في عملية الأكل الطبيعية ويؤثرون فيها.
قد تقلقين بشأن ما يتناوله ابنك لأنك تريدين أن يكون في صحة جيدة. لعلك ستسترخين حين تعلمين أن الأطفال يأكلون عادة ما يحتاجونه مع الوقت (باستثناء حالات المرض أو الظروف الخاصة الأخرى). بمعنى آخر، يمكن لابنك ألا يتناول كافة فئات المأكولات كل يوم وقد يرغب في الواقع في أن يتناول المعكرونة والجبن لأيام متتالية. لكن إذا كان ابنك بصحة جيدة ونشيطاً فسيختار عادة أن يأكل ما يحتاجه… في نهاية الأمر.
تقديم المأكولات الصحية
تقضي مهمتك بأن توفري المأكولات الجيدة فيما تقضي مهمة ابنك بأن يتناولها. إن القليل من الوجبات السريعة أو السكاكر لن تلحق بابنك ضرراً دائماً (لا حاجة لأن تحرميه من السكاكر في الأعياد) إنما حدّي من كمية المأكولات الغنية بالدهون والسكر. قدمي له بدلاً من ذلك الفواكه والخضار ومشتقات الحليب وغيرها من المأكولات الخفيفة الصحية.
اجعلي من وجبات الطعام العائلية تقليداً
حاولي أن تجمعي عائلتك كلها على وجبة العشاء كل ليلة لكن لا تجبري ابنك على تناول وجبات الطعام. أظهرت الدراسات أن نتائج الأطفال في المدرسة تتحسن كما يتحسن سلوكهم ويبتعدون أكثر عن الكحول أو المخدرات إذا ما اجتمعت العائلة لتناول وجبات الطعام معاً ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل. إنما احرصي على أن تكون الوجبات العائلية لذة وليس معركة. من المفيد أن تقدمي على الأقل صنفاً واحداً تعلمين أن ابنك سيأكله بسعادة. ادعيه لتناول أصناف جديدة لكن لا تدعيه يجلس إلى الطاولة وحيداً يحدق في الفاصوليا التي لا يرغب في تناولها. سيتعلم وحسب أن يقاومك أنت والأكل معاً. ركّزي على التواصل والحوار.
دعي أولادك يشاركون في التخطيط للوجبات وفي التسوّق وفي تحضير الطعام. يحب الأطفال أن تتم دعوتهم ويقاومون عادة الأوامر. يمكنك أن تعطيه لائحة تسوّق صغيرة خاصة به (استخدمي الصور إن كان لا يستطيع القراءة بعد) وساعديه على أن يتسوّق. يمكن حتى للأطفال الصغار أن ينظفوا الخس بالماء وأن يضعوا شرائح الجبن على الهمبرغر وأن يعدوا الطاولة. من المرجح أن يأكل ابنك شيئاً شارك في إعداده.
حذار عادة الطهي وفقاً للطلب! وجدت إحدى الأمهات المرهقات نفسها تطهو ثلاث وجبات مختلفة لأولادها الثلاثة كل ليلة. قالت: «لن يأكلوا إذا لم أقدم لهم ما يريدونه». إن تقديم خدمة خاصة لابنك ستولّد طلباً للمزيد من الخدمات المماثلة. حضري وجبة واحدة للعائلة؛ إذا رفض ابنك أن يأكل فاعلميه بموعد الوجبة التالية. إذا كان ابنك كبيراً بما يكفي فيمكنك أن تمنحيه خيار تحضير سندويش بنفسه أو أيّ طعام بسيط آخر. تذكري أن تكوني لطيفة وحازمة في الوقت نفسه.
يمرّ كافة الأولاد بمراحل مع الطعام والبعض منهم يتصرف بشكل أفضل عندما يُسمح له بأن يأكل بدلاً من الانتظار حتى الوجبة التالية. استرخي وافعلي ما في وسعك كي تؤمني أوقات وجبات هادئة ومفيدة… واعطي ابنك نوعاً جيداً من الفيتامينات المتعددة.
إذا كنت تتابعين الأخبار مؤخراً فلا بد أنك تدركين أن الأطباء قلقون من ازدياد البدانة عند الأطفال. يميل اكتساب الوزن في السنوات الأولى من الحياة إلى وضع معايير من الصعب أن يتم تغييرها في وقت لاحق وقد يؤدي إلى مشاكل صحية تدوم مدى الحياة كداء السكري وارتفاع ضغط الدم. إن سنوات الحضانة هي الوقت المثالي لمساعدة ابنك على أن يتعلم كيف يعيش حياة صحية.
ليس حكيماً أن تجعلي ابنك الصغير يتبع حمية. يتفق أطباء الأطفال على أن الحد من كمية الطعام التي يتناولها الأطفال في طور النمو من شأنه أن يثير صراعات على السلطة وأن يتسبب بمشاكل عاطفية تؤدي إلى أضرار بقدر المشاكل الجسدية. من الأفضل أن تركزي على المدى الطويل: انتبهي للعناصر الغذائية وشجعيه على ممارسة الرياضة واخضعيه للفحص الطبي بشكل منتظم.
ستكونين دوماً أفضل معلم لطفلك. وإذا جلست طيلة النهار أمام التلفزيون وأنت تتناولين المأكولات غير الصحية من سكاكر ورقائق البطاطا المقرمشة فستجدين صعوبة في إقناعه بألا يفعل مثلك. إذا مارست الرياضة بانتظام وأكلت مأكولات صحية ولم تطيلي البقاء أمام شاشة التلفزيون ولم تكثري من لعب الألعاب الالكترونية وغيرها من الألعاب التي لا تتطلب جهداً جسدياً أو فكرياً فمن المرجح أن يتعلّم ابنك العادات الجيدة.
إن أفضل طريقة لتساعدي ابنك على أن يتناول وجبات الطعام الصحي بشهية هي أن تشجعي النشاطات الصحية. يمكن أن يكون هذا صعباً على الأهالي الذين يعملون والذين يضعون أولادهم في مراكز رعاية لكن ابذلي قصارى جهدك كي يبقى ابنك نشيطاً. خططي لنشاطات عائلية مسلية واستمتعا بتنشيط شهيته معاً.
المزيد من الموضوعات
وزير الصحة يشدد على دور الأطباء وأهمية المسؤولية الجماعية في مكافحة ختان الإناث…
” النسر والدجاج “
عفوااااا …عيد الحب بقلم … نيڤين إبراهيم