فى ذكرى ميلاده 25 أكتوبر 1889 

عندما تفرق السياسة بين رفقاء الكفاح 

كتبت تغريد نظيف

وسيط اليوم

٢٠٢٢/١٠/٢٥

مصطفى النحاس باشا و مكرم عبيد باشا وكتابه الأسود 

“ابن سعد زغلول الأكبر” أحد ألقاب السياسي الكبير و الخطيب المفوه مكرم عبيد باشا ، سكرتير عام حزب الوفد وأحد زعمائه ، ومن الغريب أن هذا الوفدي المخضرم هو نفسه صاحب أطول استجواب في التاريخ ضد حكومة الوفد ..

وصلت الخلافات بين مكرم عبيد باشا وصديقه و زميل كفاحه مصطفى النحاس باشا إلى حائط سد لدرجة استقالة عبيد باشا أو ربما إقالته من الحزب ..

وفي 12 مايو من عام 1943 قدم مكرم عبيد استجوابه الطويل ضد حكومة الوفد من خلال “الكتاب الأسود” والذي رصد فيه كل التجاوزات المالية و الإدارية للحزب ، كما وجه اتهاما مباشرا للنحاس باشا رئيس الحكومة بأنه يستغل سلطاته و يسخر البعثات المصرية الدبلوماسية للحصول على “فوريرات” لزوجته زينب هانم الوكيل من الخارج ..

بالطبع أنكر النحاس باشا كل الاتهامات التي وجهت له ولحكومته ، ولأنه لم تكن هناك اي دلائل أو قرائن تدين الحكومة ورئيسها فقد تم الحكم برفض سحب الثقة من الحكومة وهذا أمر طبيعي حيث أن البرلمان يحظى بأغلبية وفدية ..

وذهبت الأمور لأبعد من ذلك حيث تم تقديم طلب بفضل مكرم عبيد باشا من المجلس بدعوى أنه وجه اتهامات بدون تقديم أدلة بهدف إحراج الحكومة ، وفي جلسة 2 يوليو من عام 1943 عرض الأمر على البرلمان وتمت الموافقة بأغلبية ساحقة على فصل مكرم عبيد باشا ..