ثورة الكيمياء والطب فى عيون نفرتيتى
كتبت تغريد نظيف
وسيط اليوم
٢٠٢٢/١٠/٢٦
صاحبة هذه العيون التي تشتهر بكونها أپقونة الجمال فى كل زمان ومكان هل تعلم أن فى عينيها ثورتين ؟!
لم يكن مفهوما لماذا وصف المصريون القدماء مساحيق العيون التي استخدمتها المراة المصرية وكذا الرجل ،.وحتي الأطفال على مر التاريخ ، بانها تحمل حماية عين ( رع) و عين (حورس )و كان يعتقد حتي وقت قريب أن الامر مجرد أساطير و خيال قديم ، لكن علماء من اللوفر و مختبر ابحاث المتاحف الفرنسية و شركة رويال للتجميل،و جامعات أخري ،فجروا مفاجئة بعد فحص 49 أنية من.اواني مساحيق التجميل في اللوڤر عمرها أربعة آلاف عام ،كانت
قد أستولت عليها حملة نابليون و استقرت بفرنسا ،وجد العلماء عند فحص هذه المساحيق أنها تحوى مركبين معروفين و يوجدان بصورة طبيعية وهما الجالينا ،و السيروسيت ،لكن الذى اثار ذهولهم و فضولهم وجود مركبين فى المسحوق المصرى ،نادرين جدا فى الطبيعة ، ، وهما كلورور الرصاص الابيض (ويسمي الليرونيت ،ورمزه.الكيميائي pbohcl) ،و مركب آخر يسمي ( فوسجينت و رمزه. pb2clco3) ،ولأنهم وجدوا هذين المركبين الغير متوفرين في الطبيعة ،متوفران بغزارة ضمن المسحوق المصرى ،فقد خلصت الابحاث أن الكيميائيين المصريين قاموا بتخليق هاتين المادتين معمليا باستخدام مبادىء علم الكيمياء الرطبة – وهو فرع من علم الكيمياء التحليلية كان يعتقد.حتي وقت هذه الابحاث أنه تطور وتم فهمه منذ بضعة قرون فقط – و هذا يكشف عن ثورة متقدمة فى علم الكيمياء غير متوقعة فى ذلك الزمن ، و لكى يفعل الكيميائيون المصريون ذلك كانوا يقوموا بتسخين كبريت الرصاص لتحويله الى اكسيد الرصاص أولا ،ثم يقوموا بطحن وتنظيف هذه المادة و يخضعوها لمحاليل ملحية ثم يفوموا بفصلها و تصفية البودر ثم يعيدوا الكرة مرات لعدة اسابيع ، حتى تتحول الى مركب الليرونيت ذو اللون الابيض و بتكرار العملية مع الانتباه لمستوى الحمض فى الماء انتجوا مادة الفوسجنيت ، و قد قام علماء اللوفر بتكرار نفس التجارب وحصلوا على نفس المواد ،يعلق خبراء لوريال:” علماء الكيمياء فى مصر القديمة كانوا مثلنا يتلاعبون باللون و المرونة و يقيسون الكميات بدقة”.، ويقول علماء اللوفر:”ان هذا يكشف عن معرفة كيميائية متطورة جدا وغير متوقعة فى ذلك الزمن “.و لكن لماذا ؟؟!، اذا كان لدي المصريين بالفعل كحل طبيعي و بأكثر من لون ،فلماذا يصنعون مركبات جديدة بواسطة الكيمياء الرطبة ؟، أتت الإجابة بعد سنوات فى بحث مستقل نشره علماء من عدة جامعات بمشاركة ( فيليب والتر)، قائد فريق الاكتشاف الأول ، فى دورية الكيمياء التحليلية ،بعد اكتشافهم ان هذه المواد التى انتجها المصريون معمليا تكشف عن ثورة اخري و اختراق علمي لكن هذه المرة في مجال الطب ،تحديدا طب العيون و علم المناعة ،و هو احد.فروع علم الطب و البيولوجيا ،بعد اختبار هاتين المادتين علي الخلايا وجد العلماء أن املاح الرصاص التي تدخل في تركيبها تقوم بتحفيز مناعة خلايا العين حيث تحفز انتاج اكسيد النيتريك (No)، بمقدار 240ضعف و هو محفز للخلايا علي انتاج الاجسام المضادة و ملتهمات البكتيريا و الفيروسات ،يصف الخبراء هذا التنشيط للجهاز المناعي بواسطة المركبات المصرية بما يشبه أطلاق موجة تسونامي من الخلايا الأكلة للميكروبات التي تهاجم العين ،كما يحفز زيادة تدفق الدم و تسريع وصول هذه المضادات الحيوية داخل الجسم ،وفقا لهذا خلصت الدراسة ان مكياج العيون والكحل المصري المصنع معمليا لم يكن مجرد مركب للزينة و السلف لنظارات العيون ، ولكنه كان محفز للجهاز المناعي و مضاد للبكتيريا و مرهم للوقاية من العدوي قبل حدوثها و للعلاح في ذات الوقت من اصابات العين ،و واقي من تسرب البكتيريا لملتحمة العين و اصابتها بالألتهابات لاسيما في اوقات الفيضان حيث تزداد فرص الإصابة و مانع لإعتام العدسة و العمي وذو خصائص قاتلة للميكروبات وشافية ايضا ، وهذا يفسر لماذا كان يضعه الرجال والأطفال ولماذا ذكرته البرديات الطبية المصرية التي تعد.أقدم الكتب الطبية المعروفة ،كعلاج لأمراض العيون ، ففى هذين المركبين ثورتين فى علم الكيمياء والطب يمكننا ان نراهما في عيون نفرتيتى ، و في كل عيون المصريين القدماء ،يمكننا أن نري بعضا من عوالمهم الخفية و أسرار علومهم ،فلم تكن حماية عين رع و عين حورس المقدسة عندهم خرافات و اساطير و ضرب من الوقاية السحرية و لكنه فقط سحر العلم و قداسته ،وجماله في عيونهم ،هؤلاء الذبن علموا البشرية ،و ابتكروا اول انظمة الكتابة ،و وضعوا اساسات العلوم ،كانوا حسب هذه الأكتشافات سابقين لعصرهم بألاف السنين و كأنهم يعطون خلالها درسا
لعلماء اليوم الذين لم يكن لديهم معرفة بخواص
هذه المركبات المحفزة لجهاز المناعة إلا حديثا ،كأنهم يقولوا لعلماء عصرنا الحالي : العلم نحن أمه ..و أبوه .
الصورة لتمثال الملكة المصرية الشهرية ( نفرتيتي) حيث يظهر مكياج العيون الذي كشفت الدراسات الحدبثة أنه يحوي مركبات كيميائية مخلقة معمليا ترفع مناعة العين و تقوم بعمل المضادات الحيوية .
المصادر :١- أكتشاف سر الأرباب المصرية باستخدام الكيمياء التحليلية : كشف الخصائص الطبية الحيوية للمكياج المصري الأسود عن طريق القياس الأمبيري في خلايا منفردة ،فيليب والتر ،جامعة السوربون، ستيفان أربولت ،جامعة بوردو 2010
٢- صتاعة المكياج في مصر القديمة ،فيليب والتر ،مجلة نيتشر .
٣- التأريخ المطلق لكربونات الرصاص في مستحضرات التجميل القديمة بالكربون المشع ،لوسيل بيك ،أنفريد كافي 2018 .
المزيد من الموضوعات
موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2024 في مصر
تداول منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تزعم اختفاء سرير من الفضة ضمن مقتنيات متحف قصر محمد على بالمنيل…
إحتفالا بيوم التراث العالمى تقوم وزارة السياحة والآثار بمعارض أثرية وتراثية وورش فنية وتعليمية بمتاحف الآثار…