قامت فريدة بقص شعرها بطريقة غريبة، وما إن انتهت من ذلك حتى شعرت بضيق شديد لأنها أفسدت شعرها الجميل وبدأت في البكاء، ففي كثير من الأحيان تشاهد في وسائل التواصل الاجتماعي بعض الشخصيات وتقلدهم، فذهبت إلى شقيقتها الكبرى حزينة، وطلبت منها المساعدة في تعديل قصة شعرها.
اصطحبتها شقيقتها لمحل تصفيف الشعر، وفي الطريق سألتها أختها الكبرى عن سبب قيامها بذلك، وأجابت فريدة بأنها معجبة بشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي وأنها تقوم بتقليد ما تقوم به هذه الشخصية.
فقالت لها شقيقتها: بعض هذه السلوكيات تكون غريبة عنا، وبعضها ربما لا يلائم شخصيتنا، فمن الجميل أن نستفيد من الآخرين وأن نتعلم من تجاربهم، ومن الجميل أيضاً إيجاد بعض النماذج التي تفيدنا وتلهمنا في بعض السلوكيات الإيجابية، ولكن التقليد الأعمى أي التقليد من دون تقييم لهذه السلوكيات إيجابية أم سلبية، وما إذا كانت تناسبنا وتناسب شخصيتنا ومجتمعنا أم لا، فالتقليد يجردنا من شخصيتنا يا فريدة، ويجعل منا نُسَخاً متشابهة، وقد يسبب لنا مشاكل مثل ما حدث معك.
كانت فريدة صامتة تستمع لحديث أختها وتفكر فيه.
ثم تابعت شقيقتها حديثها: علينا أن نختار السلوكيات التي نستفيد منها، وننتقد السلوكيات السلبية، كما أن الانخراط في التقليد الأعمى أمر غير صحي، يفقدنا شخصيتنا الفريدة يا فريدة، إذ لكل منا شخصية فريدة مثل بصمة الإصبع.
شعرت فريدة بالندم ووعدت أختها أن لا تفعل ذلك مرة أخرى.
المزيد من الموضوعات
أسامة حراكي يكتب: التراث
وزارة الثقافة تحتفي بمبدعي ومثقفي مصر في إحتفالية “يوم الثقافة ” 8 يناير القادم…
عمر الشريف يكتب: فلا يؤذين