نعم للحب .. لا للخيانة
كما يقال إن وراء كل عظيم امرأة، يقال ايضاً إن وراء كل رجل منكسر او مهزوم امرأة في ثوب افعى تلدغ من حيث لا تدري، ولدغة الافعى سامة وقد تكون قاضية إذا لم نسارع بمداواة جرحها بمصل مضاد للسموم، غير أن الافاعي ليست كلها قاتلة، بل وان كانت قاتلة فهناك من يتعايش معها ويروضها.
تغيرت الازمنة ولكن ظل عصراً محفوراً في قلوبنا وعقولنا، عصر الحب والوفاء والمخاطرة من اجل الحق، عصراً كان يموت فيه الذي يحب من اجل حبه، كان التفاهم بين المحبين حاضر في كل حين، وكان الشوق مشتعلاً مثل البركان، حرارة الحب فيه قوية، كان هذا عصر عنتر وعبلة وقيس وليلى الذين احبوا وماتوا حباً، عصر شهد له التاريخ وسيبقى شاهداً عليه لأخر الزمان، وهذا العصر رحل وحل مكانه عصر الكذب والنميمة والغدر والخيانة، وانعدام الرحمة والضمير والاحساس، واصبح الحب عملة نادرة، فالأخ يغدر بأخيه والصديق يخون صديقه، والحبيبة تخون حبيبها والعكس بعد سنين من الحب وتضحيات وعناء، واصبحت الخيانة سمة اساسية وامراً طبيعياً.
ولكن إن خاننا احد علينا أن لا نحكم على الجميع بأنهم خونة، وننظر للأشياء بعين واحدة، فالننظر بالعينين معاً وستظهر الأشياء بشكل افضل ونعرفها قبل أن نصدر احكامنا.
فمن قابل خونة ولدغ منهم عليه أن يشفى منهم ويحب من جديد، فالحب هو اسمى عاطفة تدخل القلب، فإذا دخل الحب قلباً دخلت معه التضحية، فعندما نحب احد سنضحي من اجله لكي يكون لنا ونكون له، واذا بادلنا الطرف الآخر الحب فإنه سيفتدينا ايضاً.
فالنجعل الحب بيننا سيداً، ونعيشه بشكله الصحيح ونتذوق حلاوته ولنتذكر دائماً كم عانينا لأجله حتى ندرك قيمته، وهكذا سنصل إلى معنى الحب الحقيقي، فالنحب من دون أن يكون حبنا امتلاكاً، فالحب والعناد لا يلتقيان ولا يتفقان، فمن الخطأ أن نجعل الحب نقيضاً للكرامة وعزة النفس والكبرياء، لأن احبتنا هم كرامتنا وعزة نفسنا وكبرياؤنا.
ولنتذكر نصيحة جبران خليل جبران لنا:”ليحب احدكما الآخر ولكن لا تجعلا من الحب قيداً، وليكن حبكما بحراً يتهادى بين شاطىء روحيكما، وليملأ احدكما كأس رفيقه، وحذار أن تشربا من كأس واحدة، وليعط احدكما الآخر من خبزه، وحذار أن تأكلا من رغيف واحد، غنيا وارقصا واطربا معاً، ولكن ليحتفظ كل منكما بإستقلاله، فأوتار القيثارة يمتد كل منها مستقلاً عن الآخر، وإن كانت تنبض جميعاً بلحن واحد، وليهب كل منكما قلبه لكن لا يمتلكه الآخر، فإن يد الحياة وحدها التي تستطيع أن تسع قلبيكما، ولتقفا معاً ولا تتلاصقا، فإن اعمدة المعبد تقوم كل منها مستقلة عن الآخرى، والسنديانة وشجرة السرو لا تترعرع احداهما في ظل الآخرى”.
وقال الادباء عن الخيانة:
ـ عندما تخون المرأة تغمض عينيها كي تقتل احدهم في داخلها، وعندما يخون الرجل يفتح عينيه كي يحتقر احداهن امامه.
ـ عندما تخون انساناً خانك فأنت خائن، وعندما تخون انساناً اخلص لك فأنت انسان قاتل.
ـ للخيانة طعم لا يتذوقه إلا الخائنون، وللخيانة رائحة لا يشمها إلا المخلصون.
ـ اذا كان الانتقام مفتاح الخيانة عند المرأة، فالرغبة مفتاح الخيانة عند الرجل.
ـ في معظم الاوقات، بعد الخيانة تبكي المرأة ويندم الرجل.
المزيد من الموضوعات
أسامة حراكي يكتب: التراث
وزارة الثقافة تحتفي بمبدعي ومثقفي مصر في إحتفالية “يوم الثقافة ” 8 يناير القادم…
عمر الشريف يكتب: فلا يؤذين