ليلة الغفران والعتق من النيران
يعتقد كثير من المسلمين أن لشهر شعبان ميزةً خاصةً وعباداتٍ منفردةً عن باقي الشهور، فيقومون ليله ويصومون نهاره، وذلك تقرباً لله سبحانه وتعالى، وإدراكاً لفضل العبادة في هذا الشهر حسب الاعتقاد السائد لديهم، وقد جرى جدل كبير بين الناس عموماً في مسألة أفضلية شهر شعبان وتخصيصه بالصيام أو القيام.
فليلة النصف من شعبان تم فيها تحويل القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام بمكة المكرمة بالعام الثاني من الهجرة، ومن أسمائها: ليلة البراءة، ليلة الدعاء، ليلة القِسمة، ليلة الإجابة، الليلة المباركة، ليلة الشفاعة، ليلة الغفران والعتق من النيران.
لليلة النّصف من شعبان أهمية تفوق بها باقي ليالي الشهر، بل حتى تفوق أهميتها العديد من ليالي الأشهر الأخرى، حتى إن بعض العلماء قد جعل لها من الأهمية ما يوازي ليلة القدر، وقد ورد في فضلها وأهميتها العديد من الأحاديث النبوية التي تشير إلى استحباب قيام ليلها وصيام نهارها، والمداومة فيها على الأوراد والأذكار وقراءة القرآن، والقيام بالأعمال الحسنة، مثل: الصدقة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وغير ذلك من الأمور.
وقد وردت بعض الأحاديث في فضل تلك الليلة تُثبِت أن لها فضلاً عن سائر الليالي، بل إنَ بعض العلماء جعلوا لليلة النصف من شعبان أفضليةً عالية، فقال بعضهم: إن قول الله تعالى: (إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ* فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) كان يُقصَد به ليلة النّصف من شعبان، لا ليلة القدر، ففي ليلة النصف من شعبان يُقدِر الله سبحانه وتعالى جميع ما سيحصل للعباد في السّنة اللاحقة من أرزاق أو مصائب، ثمّ يقدم الله ما يشاء، ويؤخر ما يشاء بأمره عز وجل.
وقيل عن فضل صيام هذه الليلة ليلة النصف من شعبان أحاديث جمّة أشهرها، كما ورد عن أسامة بن زيد رضي الله عنه: (يا رسولَ اللَّهِ! لم ارك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ؟! قالَ: ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ.)
وصيام النَّفل من العبادات المحمودة التي تُقرب العبد من ربخ، وتساعد المسلم على تهذيب النفس، وضبطها، والتحكم فيها، مما يؤدي إلى تحقيق الصلاح في الدُّنيا والآخرة.
المزيد من الموضوعات
أسامة حراكي يكتب: التراث
وزارة الثقافة تحتفي بمبدعي ومثقفي مصر في إحتفالية “يوم الثقافة ” 8 يناير القادم…
عمر الشريف يكتب: فلا يؤذين