في يوم المرأة العالمي
عبر التاريخ، كفل الدور المركزي للمرأة في المجتمع، الاستقرار والتقدم والتنمية طويلة الأجل في حياة الأمم بالأمور المختلفة، ففي البداية وكنقطة أساسية نابعة عن غريزتها وفطرتها التي خلقت عليها، كانت وما زالت المرأة هي الأم المسؤولة الأساسية عن رعاية الأطفال وكبار السن في كل بلد من بلدان العالم، وهذا الدور الأمومي يرتبط بالدور التربوي لها، فالمرأة هي معلمة بالغريزة، تربي الأسرة التي تؤلف المجتمع، ولا يقف دورها عند هذه الحدود، فهي المرأة العاملة والمزارعة والمُحاربة والمُعلمة والقائمة تطول حول إنجازاتها المختلفة…
ويمكن القول إن كفاح المرأة طال كل مجال في ظل الهيمنة الظالمة في مجتمع الرجال، وقطع شوط كبير حتى وصلت المرأة إلى ما هي عليه الآن، ولعل كانت النقطة الفارقة في عصرها الحديث، هو انتفاضة المرأة التي بدأت مع مطلع القرن العشرين.
واليوم العالمي للمرأة الذي تحتفل به الأمم حول العالم اليوم، جاء لتكريم الكفاح الطويل للمرأة في نيل حقوقها التي ناضلت من أجلها.
في بداية فكرة يوم المرأة العالمي، لم يكن له تاريخ محدد، فسابقاً كان الاحتفال بهذا اليوم في 28 نوفمبر في الولايات المتحدة حيث نشأت المظاهرات النسائية عام 1908م، كما تم الاحتفال باليوم الدولي للمرأة في بلدان أخرى وفي تواريخ مختلفة، أما عن التاريخ الذي نعرفه اليوم عن هذا الاحتفال، فلم يتم إضفاء الطابع الرسمي عليه حتى إضراب الحرب العالمية الأولى وقيام الثورة الروسية في عام 1917م، حيث رفعت النساء الروسيات في هذا الإضراب شعار “الخبز والسلام”، وبعد أربعة أيام من الإضراب، أُجبر القيصر على التنازل عن العرش ومنحت الحكومة المؤقتة النساء حق التصويت، وقد بدأ الإضراب في 8 مارس 1917م، ولذلك أصبح هذا هو تاريخ الاحتفال باليوم العالمي للمرأة بعد أن تم اتخاذه رسمياً في عام 1921.
اليوم العالمي للمرأة هو فرصة للاحتفال بالنجاحات والخطوات التي حققتها المرأة في مكان العمل، فَخلال السنوات القليلة الماضية، شهد العالم تقدماً في العديد من البرامج للمساعدة في تقدم الإناث في عدد من المجالات، لذلك يوم الاحتفال بعيد المرأة، يأتي بشكل مختلف عن الاحتفالات الأخرى التي يشهدها العالم، وذلك لاختلاف الهدف الذي يتمحور حوله، فهو تذكير بماضي وحاضر الكفاح الذي قدمته المرأة في سبيل الحصول على حقوقها المضطهدة إلى حد كبير في مجتمع الرجال، ولذلك نرى من فعاليات الاحتفال بهذا اليوم، الكثير من المؤتمرات والندوات التي تُعرف بدور المرأة ومدى فاعليتها في المجتمع، كما تتضمن هذه الفعاليات الخطط المطروحة لتطوير هذا الدور وتعزيزه بشكل أكبر، من خلال زيادة المشاركة الفعالة للمرأة في المجتمع وحقوقها في قيادته كسائر الرجال الذين يقودونه، فكما تبني المرأة الأسرة التي هي اللبنة الأساسية للمجتمع، فهي قادرة على بناء العالم بأكمله.
ومن أجمل ماقيل في حق المرأة قول هيلاري كلينتون: “حقوق الإنسان هي حقوق المرأة وحقوق المرأة من حقوق الإنسان”.
المزيد من الموضوعات
أسامة حراكي يكتب: التراث
وزارة الثقافة تحتفي بمبدعي ومثقفي مصر في إحتفالية “يوم الثقافة ” 8 يناير القادم…
عمر الشريف يكتب: فلا يؤذين