زكاة الفطر وصلاته
دخلت فريدة باكية فأخذتها والدتها في حضنها وسألتها: لماذا تبكين يا فريدة؟
قالت فريدة وهي مازالت تبكي: محمد يقول إن الله لن يقبل صيامي.
نظر أخيها عمر إليها بدهشة وسألها: ولماذا يقول محمد ذلك؟
قالت فريدة وأمها تمسح دموعها بمنديل: لا أعرف.
نادى عمر على أخيه محمد وسأله عن السبب فيما قاله لفريدة.
فقال محمد: لأنها لم تدفع زكاة الفطر.
ابتسم عمر وقال لمحمد: وهل دفعت أنت زكاة الفطر؟
سكت محمد قليلًا وقال: لا.
فضحك عمر وقال: فلن يقبل الله صيامك أنت أيضاً.
فقال محمد: إذاً فقد صمنا بلا فائدة.
قال عمر ضاحكاً: لا بل سيقبل الله صيامكما إن شاء الله.
فسألت فريدة: وزكاة الفطر؟
قالت الأم: لقد أخرج والدكم زكاة الفطر عنا جميعاً.
فسألت فريدة: وما هي زكاة الفطر؟
فأجابها عمر: فرض الله زكاة الفطر على المسلمين ليطهر بها الصيام، فإذا ارتكب الصائم بعض الأخطاء الصغيرة التي لا تبطل الصيام ولكنها تجعله غير كامل ثم أخرج زكاة الفطر، فإن الله يغفر له هذه الأخطاء الصغيرة، ويتقبل صومه کاملاً طاهراً.
سالت فريدة: وعلى من تجب زكاة الفطر؟
أسرع محمد بالإجابية: لقد قرأت أنها واجبة علی كل مسلم كبير وصغير، ذكر وانثى.
فأضاف عمر: أحسنت يا محمد ويجوز اخراجها بداية من أول يوم في رمضان حتى قبل صلاة عيد الفطر، وكما قالت أمي أن والدنا أخرج الزكاة عن اسرتنا كلها منذ عدة أيام والحمد لله.
قالت فريدة: ومن يأخذ زكاة الفطر؟
قال عمر: الفقراء والمساكين من الأقارب والجيران أوالأغراب.
قال محمد: وكيف ندفع زكاة الفطر يا عمر؟
أجاب عمر: إنها مبالغ قليلة يمكن أن تقدمها على شكل نقود أو حبوب غذائية، ولكل نوع من الحبوب، كالقمح والفول وغيرها كمية معينة لا تقل عنها، ويمكن دفع ما يساويها نقداً بسعر الوقت الذي تخرج فيه الزكاة.
قالت فريدة: العيد بعد أيام هل ستأخذوني معكم لصلاة العيد؟
قالت الأم: نعم سنذهب جميعاً لنصلي في الخلاء، تباعاً لسنة الرسول صلى الله عليه وسلّم.
قال عمر: ستكون صلاة العيد بعد شروق الشمس بحوالي 25 دقيقة.
سألت فريدة: وكيف تكون صلاة العيد؟
أجابها عمر: سيصلي بنا الإمام ركعتين بلا أذان ولا إقامة، ومع تكبيرة إحرام الركعة الأولى سيكبر الإمام سبع تكبيرات ونحن نرددها خلفه، وفي الركعة الثانية تكون خمس تکبیرات نرددها خلفه أيضاً، وبعد انتهاء الصلاة يخطب الإمام خطبتين بينهما استراحة قصيرة جداً، يبدأ الخطبة الأولى بتسع تكبيرات، ويبدأ الخطبة الثانية بسبع تكبيرات، وتنتهى صلاة العيد.
قال محمد: لكن التكبيرات تستمر.
قال عمر: نعم تستمر التكبيرات بعد كل صلاة مفروضة طيلت أيام العيد.
قالت فريدة: إذاً فقد صمنا وأخرجنا زكاة الفطر، وسنصلي العيد في جماعة في الخلاء، وسيقبل الله منا كل ذلك.
قالت الأم: إن شاء الله يا فريدة.
احتضنت فريدة والدتها وقبلتها قائلة: كل عام وأنتي بخير يا أمي.
وفعلت ذلك مع باقي أفراد اسرتها، وقالت لعمر: لا تنس يا عمر أنت وأمي وأبي العيدية، ولتكن في هذا العيد أكبر من العيد الماضي .
المزيد من الموضوعات
أسامة حراكي يكتب: شاعر الزوايا المغلقة.. ارتور رامبو
حاكم الشارقة يتفقد “جناح الهيئة المصرية العامة للكتاب” في “معرض الشارقة الدولي للكتاب” ويثني على إصدارات وزارة الثقافة…
عمر الشريف يكتب: سماء الحرية