الذكاء الإصطناعي ومخاطره على الأمن ومستقبل العمل والبشر
Artificial Intelligence and its Risks to Security, the Future of Work and People
بيري العبودى
قال الدكتور “محمد محسن رمضان“ مستشار الهيئة العليا لتكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني بمؤسسة القادة للعلوم الإدارية والتنمية ورئيس لجنة تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي بمبادرة مهندسون من أجل مصر المستدامة؛ لقد خرج الذكاء الإصطناعي من مختبرات البحوث ومن صفحات روايات الخيال العلمي، ليصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية.
وأضاف: عندما نتحدث عن الذكاء الاصطناعي (AI)، فإننا نشير إلى نطاق واسع من التكنولوجيا التي تهدف إلى منح الحواسيب القدرة على التفكير والتعلم واتخاذ القرارات بمستوى يقارب قدرة البشر، ومع أن الذكاء الإصطناعي يعتبر تقدمًا مثيرًا ومبهرًا في عالم التكنولوجيا وأنه قد أصبح جزءًا مهمًا من حياتنا اليومية يتيح لنا إستخدام الأجهزة والتطبيقات التي تعتمد على التعلم الآلي والتعليم العميق والتحليل الذكي للبيانات الضخمة ومع ذلك، فإن هناك بعض المخاطر التي يجب أن ننظر إليها بعناية عند مناقشة الذكاء الإصطناعي، خاصة فيما يتعلق بالأمن ومستقبل العمل والبشر، وأحد أهم المخاطر الأمنية المتعلقة بالذكاء الإصطناعي هو إستخدامه في الهجمات السيبرانية، حيث يمكن للمهاجمين إستخدام التكنولوجيا الذكية لتنفيذ هجمات متطورة وصعبة التعرف عليها، مما يؤثر على الأنظمة الحيوية والمعلومات الحساسة..
وعلى سبيل المثال، يمكن للذكاء الإصطناعي أن يتعلم من أنماط السلوك والتفاعلات عبر الإنترنت للأفراد، ومن ثم استخدام هذه المعلومات لتوجيه هجمات استهدافية بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف متعلقة بتأثير الذكاء الإصطناعي على سوق العمل ومستقبل الوظائف بصفة عامة، فإن الذكاء الإصطناعي يتمتع بقدرة فائقة في مجالات مثل التحليل البياني والتعلم الآلي، وهذا ما جعله يحل محل البشر في بعض المهام التقليدية، وقد أدي هذا إلى فقدان وظائف بشرية في بعض المجالات، مما يتطلب تكييف المجتمع والعمل على تطوير مهارات جديدة لمواكبة التغيير التكنولوجي مع ذلك.
وينبغي أن نلاحظ أن الذكاء الإصطناعي يمكن أيضًا أن يعزز فرص العمل ويؤدي إلى تطوير وظائف جديدة، ويمكن للتكنولوجيا الذكية أن تسهم في الإبتكار والتطوير في العديد من الصناعات، مما يفتح أبوابًا جديدة لفرص العمل والنمو الاقتصادي.
تعتبر التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي أدوات قوية وفعالة في تحسين الحياة البشرية وتطوير العالم، لكنها تشكل أيضًا مخاطر على الأمن ومستقبل العمل والبشر ويتيح الذكاء الاصطناعي إمكانيات هائلة وفرصًا مبتكرة في مجالات مختلفة، ولكنه أيضًا ينطوي على بعض المخاطر والتحديات التي يجب معالجتها وفيما يلي بعض المخاطر الشائعة للذكاء الاصطناعي على الأمن ومستقبل العمل والبشر:
1. فقدان فرص العمل:
يعتبر الذكاء الإصطناعي قادرًا على أتمتة العديد من المهام والوظائف التي يؤديها البشر قد يتسبب ذلك في فقدان بعض فرص العمل التقليدية وتعرض بعض الصناعات بأكملها للتهديد، خاصة الوظائف التي يمكن أتمتتها بسهولة وفعالية بواسطة الذكاء الاصطناعي، وهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة معدلات البطالة في بعض الصناعات.
2. التهديدات الأمنية:
يشكل الذكاء الإصطناعي تحديًا أمنيًا بسبب إمكانية إستخدامه في أعمال الإختراق والإحتيال والتجسس، ويمكن للمهاجمين إستخدام تقنيات الذكاء الإصطناعي لإختراق أنظمة الأمان والحصول على معلومات حساسة أو إلحاق الضرر بالأفراد والمؤسسات والدول.
3. التحكم الأخلاقي والتمييز:
قد يكون للذكاء الإصطناعي تأثيرات سلبية على المجتمع عندما يتم إستخدامه بطرق تمييزية أو غير عادلة يمكن للبيانات الضخمة والمفرطة أو التمييز الخوارزمي أن يؤدي إلى تعزيز التحيزات القائمة أو إظهار سلوك غير عادل تجاه فئات معينة من الأشخاص او الموضوعات والرأي العام.
4. فقدان السيطرة:
في ظل تطور الذكاء الإصطناعي سوف يصبح ذات قدرات تفوق البشر، قد يتسبب ذلك في فقدان السيطرة على النظم الذاتية واتخاذ القرارات، يشكل هذا تحديًا كبيرًا فيما يتعلق بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي وضمان أن يتم استخدامه بطرق تتوافق مع مصلحة البشرية.
5. التأثير الإجتماعي والإقتصادي:
قد يتسبب الذكاء الإصطناعي في تغييرات كبيرة في النماذج الإقتصادية والإجتماعية، قد يحدث تشوه في سوق العمل وتفاقم العدالة الإقتصادية، ويمكن أن ينشأ فجوة تقنية بين الأفراد والبلدان التي تمتلك وتستخدم الذكاء الاصطناعي وتلك التي لا تستطيع.
6. خطر الإستخدام السيئ:
يمكن إستخدام التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي لأغراض سيئة، مثل الهجمات السيبرانية والتجسس الصناعي والأنشطة الإجرامية الأخرى.
7. خطر الخصوصية:
أدى إستخدام التكنولوجيا ودمجها بالذكاء الإصطناعي إلى إنتهاك الخصوصية الفردية، حيث يمكن للشركات والحكومات جمع بياناتنا الشخصية واستخدامها دون موافقتنا.
8. خطر القرارات الخاطئة:
يمكن أن يؤدي الاعتماد الكامل على الذكاء الإصطناعي في إتخاذ القرارات إلى أخطاء فادحة، خاصة إذا كانت الأدوات اللازمة للتحليل غير دقيقة أو لا تحتوي على معلومات كافية.
9. خطر الإعتماد الزائد:
قد يؤدي الإعتماد الزائد على التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي إلى تراجع مهارات الإنسان وتقليل قدراته في إتخاذ القرارات وتحليل المعلومات بشكل مستقل.
10. خطر التحكم السياسي:
يمكن إستخدام التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي كأداة للسيطرة السياسية والاضطهاد، حيث يمكن للحكومات استخدامها لمراقبة وتقييد حرية الأفراد والتلاعب في الرأي العام.
في النهاية، يتطلب التعامل مع المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي توجيه جهود مستمرة لتطوير سياسات وإجراءات أمنية فعالة، لحماية الأمن والمستقبل، وقوانين مناسبة لضبط استخدام الذكاء الاصطناعي وتحديد حدود واضحة لأنشطته، يجب تنفيذ إطار تنظيمي قوي للذكاء الاصطناعي يحمي الأمن والخصوصية، وضرورة تعزيز التعليم والتدريب لتأهيل البشر للعمل مع التكنولوجيا ويجب أيضًا تشجيع البحث والتطوير في مجال الأخلاقيات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وتوجيهه نحو تحقيق المصلحة العامة وتعزيز الشفافية والمساءلة في استخدامه وذلك بأن تتعاون الحكومات والشركات ومنظمات المجتمع المدني لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بطرق آمنة وأخلاقية، على الصعيد الفردي، يجب على الأفراد تعلم المزيد عن الذكاء الاصطناعي وتطوير المهارات التكنولوجية التي يمكنهم تطبيقها في سوق العمل المتغير.
واختتم بأنه، يجب أن نتعايش بشكل ذكي مع التقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، مع الاهتمام بالأمن والتحضير لمستقبل العمل المتغير بطرق تعزز الابتكار والتنمية البشرية.
المزيد من الموضوعات
عروض وافضل الخدمات بمناسبه انتصارات اكتوبر اعلانات مموله واستاندات أوت دور
ما هو سيرفر متابعين مواقع التواصل الاجتماعي؟
في غمار الظلام.. كشف حقائق «الدارك ويب» وكيف يُستغل لفخ الشباب وإغراءهم نحو النصب والجرائم