وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

كسوه الكعبة المشرفة عبر التاريخ..

كسوه الكعبة المشرفة عبر التاريخ..

بقلم : طه رجب عبد العزيز أحمد

وسيط اليوم

20/6/2023
كانت الكعبة غثاءً على الماءِ قبل آن يخلق الله سبحانه وتعالى السموات والأرض ،ثم دحاها – “آى بسطها” ثم ثبت قواعد الكعبة فى وسطها فكانت سُرَّةَ الأَرض وأُم القرى.
بسم الله الرحمن الرحيم
” والأرض بعد ذلك دحاها * أخرج منها ماءها ومرعاها ”
صدق الله العظيم
المعروف الذي تجمع عليه كل المراجع التاريخية آنها بنيت قبل آدم عليه السلام ، وأن الملائكة هم الذين قاموا بتشييد آول بناءٍ لها – وقد شيدوه تحت مركز العرش بعد البيت المعمور .
ويقول المحققون:إِنه إِذا ثبت قصه البناء قبل الخليل عليه السلام فهو بناء تأسيس فقط .
ويقال أنها كانت مغطاة بياقوتة حمراء رفعت بموت آدم عليه السلام.

وعن علي رضي الله عنة قال :”إن اول خلق هذا البيت ان الله عز وجل قال :
” وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ”
وقال علي رضي الله عنه:” ثم غضب سبحانه وتعالى عليهم فأعرض عنهم ،فطافوا بعرشه سبعاً – كما يطوف الناس بالبيت الحرم وبقوا يسترضونه من غضبه سبحانه ويقولون: لبيك اللهم لبيك..ربنا معذرة إليك ..نستغفرك ونتوب إليك ..فرضى عز وجل عنهم ، وأوحى إليهم ( ان ابنوا لي بيتاً فى الارض يطوف به من عبادي من اغضب عليه فأرضي عنه كما رضيت عنكم )
وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “بعث الله جبريل إلى آدم وحواء فقال لهما: ابنيا لى بيتاً ، فخط لهما جبريل فجعل آدم يحفر وحواء تنقل التراب حتى أجابه الماء ، ونودى من تحته :حسبك يا آدم ..فلما بنيا أَوحى الله سبحانه وتعالى إِليه ان يطوف به وقيل له : انت اول الناس وهذا اول بيت .. حتي رفع ابراهيم القواعد .

حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن يَحْيَى :
قَالَ آدَم : يَا رَبّ إنِّي لَا أَسْمَع أَصْوَات الْمَلَائِكَة ! قَالَ : بِخَطِيئَتِك , وَلَكِنْ اهْبِطْ إلَى الْأَرْض وَابْن لِي بَيْتًا , ثُمَّ اُحْفُفْ بِهِ كَمَا رَأَيْت الْمَلَائِكَة تَحُفّ بِبَيْتِي الَّذِي فِي السَّمَاء .

عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو قَالَ : لَمَّا أَهْبَطَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ الْجَنَّة قَالَ : إنِّي مُهْبِط مَعَك – أَوْ مُنْزِل – مَعَك بَيْتًا يُطَاف حَوْله , كَمَا يُطَاف حَوْل عَرْشِي , وَيُصَلَّى عِنْده , كَمَا يُصَلَّى عِنْد عَرْشِي . فَلَمَّا كَانَ زَمَن الطُّوفَان رُفِعَ , فَكَانَتْ الْأَنْبِيَاء يَحُجُّونَهُ وَلَا يَعْلَمُونَ مَكَانه , حَتَّى بَوَّأَهُ اللَّهُ إبْرَاهِيمَ وَأَعْلَمهُ مَكَانه , فَبَنَاهُ
وكانت هذه هى بداية ذلك الهتاف الخالد الذى تردده الملايين عبر العصور والقرون : ( لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك .. إِن الحمد والنعمة لك والملك )
أما عن أماكن صناعة كسوة الكعبة المشرفة:
لم يكن أيام الرسول صلى الله عليه وسلم دار خاصة بالكسوة الشريفة، كما لم يكن بمقدور المسلمين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كسوة الكعبة إلا في العام الثامن من الهجري أي بعد فتح مكة المكرمة حيث كانت السيادة عليها قبل الفتح للمشركين،فمنذ ذلك العام إلي يومنا هذا انفرد المسلمون بكسوة الكعبة حيث كساها الرسول صلى الله عليه وسلم(بالثياب اليمانية).

ولم يتمكن الخليفة ابو بكر الصديق رضي الله عنه من إنشاء دار خاصة لكسوة الكعبة بسبب انشغاله بحروب الردة فكساها ابو بكر الصديق رضي الله عنه(بالقباطي المصرى)
وتولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمور المسلمين عقب وفاة ابو بكر الصديق رضي الله عنه وشرع في كسوة الكعبة المشرفة عندما ارسل الي والي مصر عمرو بن العاص بتجهز وحياكة كسوة الكعبة المشرفة هناك ومن ثم إرسالها إلي مكه المكرمه ويرجع السبب في عدم اتجاه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلي إنشاء دار خاصة بالكسوة الشريفة إلى ما اشتهر به من التقشف واستمر ذلك في خلافه عثمان بن عفان رضي الله عنه ولكنه أضاف بلداً آخر في حياكة وإعداد كسوة الكعبة وهي اليمن لمشاركة مصر في حياكة وإعداد كسوة الكعبة ولعله فعل ذلك بغرض التخفيف عن مصر
وأصبحت تكسي بكسوتين في السنة.

أما علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فلم يذكر المؤرخين انه كسا الكعبة نظراً لانشغاله بالفتن التى حدثت في عهده.

وبوصول بني أمية إلي الحكم ظل الاعتماد كالسابق علي مصر في إعداد الكساوي الخاصة بالكعبة المشرفة واستمر هذا الوضع حتي عهد يزيد بن معاوية وعبدالله بن الزبير اللذان أضاف بلداً آخر وهي خراسان للمشاركة في كسوة الكعبة حيث أصبحت الكعبة في عهدهما تكسي بالديباج الخراساني.

وبالتالي أصبحت كسوة الكعبة المشرفة تصنع في مصر واليمن وخراسان حسب ما تقضيه الحاجة والظروف السياسيه .

ولما آلت الخلافة الي بني العباس اهتموا بأمر الكسوة فكسوها بأفخر أنواع المنسوجات وقد وجهو أنظارهم في ذلك إلي مصر باعتبارها مركزاً هاماً في صناعة النسيج ولهذا لم يكن من المتوقع التفكير في انشاء دار خاصة بصناعة الكسوة لوجود دور الطراز الخاصة وتكفلت بصناعتها مدينه دمياط المصرية( وخاصه في مدينه تنيس بدمياط).

وظلت دور الطراز الخاصة بالديار المصريه بمدينة تنيس خلال العصر الطولوني والاخشيدي والفاطمي والايوبي إلا أن الفاطميين كانوا قد ركزوا علي دور الطراز الخاصة فأصبحت تأتي كسوة الكعبة من جهات عديدة مدينة السلام (بغداد حاليا ) وصنعاء( اليمن ) ومراكش أعظم مدن المغرب
ومع ظهور دولة المماليك أصبحت كسوة الكعبة حق من حقوق سلاطين مصر .

أما كسوة الكعبة في العصر العثماني كانت تصنع في قصر يوسف (القصر الابلق ) بالقلعة تحت إشراق ناظر الكسوة الذي يعاونه كاتب رومي وكاتب عربي ووزان ورسام ومداد وعدد من الحياكين وكان الباشا يفتش علي الكسوة ويعاد وزنها في حضورة لكي يتأكد من قيم المواد التي صنعت منها الكسوة.

وفي عهد محمد علي باشا حتي الخديوى

إسماعيل انتقلت كسوة الكعبة الي مصنع الخرنفش
وفي النهايه
لو إطلعنا على كتب التاريخ التي تدرس تاريخ الكعبة المشرفة، لنجد أنّها لم تكسى طوال الوقت باللون الأسود فقط، بل كسيت بأكثر من لون ومن هنا يتضح لنا أنّ سواد غطاء الكعبة ليس أمراً مسنوناً أو أمراً إلهياً، بل على العكس فقد عرف أنّ سوادها ما هو إلا عرف وعادة إسلامية فقط أمّا في أيّامنا هذه فإنّ المملكة العربيّة السعوديّة هي المسؤولة عن كسوة الكعبة، وقد أنشأت مصنعاً خاصّاُ لحياكة غطاء الكعبة، بأفضل المواصفات
كسوه الكعبه المشرفه في الجاهلية :- الغالب في الروايات أن (تبع الحميري) ملك اليمن هو أول من كساها كاملة في الجاهلية بعد أن زار مكة ودخلها دخول الطائعين، فكساها بالخصف، وهي ثياب غلاظ.

في بداية عهد الإسلام كسا الرسول (ص) الكعبة المشرّفة، بالثياب اليمانيّة، وهي ثياب مخططة بيضاء وحمراء ثم كساها الخلفاء الراشدون رضي الله عنهما أجمعين (أبو بكر وعمر) بالقباطي والبرود اليمانية، ثم كساها (عثمان بن عفان) بكسوتين أحدهما فوق الأخرى فكان هذا العمل الأول من نوعه في الاسلام أما عن (على) فلم يرد أنه كسا الكعبة ، نظرا لانشغاله بالفتن التي حدثت في عهده
عهد الدولة الأموية :- اهتم الأمويون بكسوة الكعبة، وفي عهد معاوية بن أبي سفيان كسيت الكعبة كسوتين الأوله في يوم عاشوراء بالديباج والثانيه من القماش المصري المعروف بالقباطي في ٢٩ رمضان.

عهد الدولة العباسية :- اهتم العباسيون بكسوة الكعبة المشرفة اهتماماً بالغاً لم يسبقهم إليه أحد، نظراً لتطور النسيج والحياكة والصبغ والتلوين والتطريز فكسوا الكعبه من الحرير الأسود. كما غير الخليفة الناصر العباسي لون الكسوة إلى اللون الأخضر، في 614هـ ثم كسا الكعبة المشرفة باللون الأسود مع الأشكال المصنوعه من الذهب لتزيينها في 622هـ، وهو شعار العباسيين، وهو اللون التي ثبتت عليه الكسوة حتى الآن
عهد الدولة الفاطمية :-كسوة الكعبة مع بداية الدولة الفاطمية اهتم الحكام الفاطميين بإرسال كسوة الكعبة كل عام من مصر، وكانت الكسوة بيضاء اللون.
سلاطين المماليك :- في عهد الناصر محمد ابن قلاوون كانت هناك كسوه مصريه للكعبه المشرفه استطاع الرحاله العربي( ابن بطوطة) ان يرصدها في رحلته عام 726 هجريا مرتين الاولى من الحرير الاسود مكتوب فيه بالابيض والثانيه كسوه سوداء من الحريم مبطنة بالكتان في اعلاها طراز مكتوب بالأبيض.
العصر العثماني :- كسوها من القز الأحمر ثم كساها في الأعوام التاليه بالديباج والقيلان الاسود
المصدر :-

-كسوة الكعبة المشرفة وفنون الحجاج؛ ابراهيم حلمي
– أماكن صناعة وعرض كسوة الكعبة الشريفة منذ العصر
العثماني وحتى العصر الحديث ؛ د.محمد حمدي متولي ، د.ضياء جاد الكريم زهران
-التاريخ المفصل للكعبة المشرفة قبل الاسلام؛ عبد القدوس الانصاري.

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp