وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

التشابه بين تيتان اليوم وتيتانك الأمس بقلـــم المفكــر المصرى د. طــارق رضــوان جمعــه

التشابه بين تيتان اليوم وتيتانك الأمس
بقلـــم المفكــر المصرى
د. طــارق رضــوان جمعــه

د طارق رضوان

ذكرت فى مقالي السابق بعنوان “تسييس الأدب ” أن مفهوم كلمة “السياسة” : القيام على الشيء بما يصلحه ويذهب المعجم القانوني إلى تعريف السياسة أنها: (أصول أو فن إدارة الشؤون العامة)).” وتسييس” تعنى إضفاء طابع سياسي لشيء ما.
فهل الأدب هو انعكاس لظواهر المجتمع أم أن المجتمع هو المقلد لما يجده فى الأدب بروايته واشعاره ومسرحه؟ هل يتنبأ الأدباء بما هو قادم فى حياة الشعوب من كوارث ودمار؟ لا شك أن هناك علاقة قوية لا يمكن فصلها بين الأدب والمجتمع بين الخيال والواقع
ولأن الموضوع متشعب سوف نبحث معا هذه القضية على مدار مقالات متتاليه.
فبالأمس القريب تم انتاج فيلم “قبلة المساء الطويلة” عام 1996، أي قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر بـ5 سنوات، يتناول في أحداثه سعي عصابة إلى تفجير المركز التجاري الدولي، وذلك بالتنسيق مع أحد المسؤولين في المخابرات الأمريكية، بهدف إلصاق التهمة بالمسلمين، ثم الحصول على الأموال المناسبة من الكونجرس الأمريكي لإعلان الحرب على المسلمين.

لكن ماذا خلف ستار تيتانيك التى جذبت انتباهنا كقصة أجمل فيلم رومانسى على ظهر سفينة غارقة؟ بعيداً عن رومانسية الفيلم تُرى هل غرق السفينة العملاقة التى قالوا عنها أنها تتحدى الغرق أمر طبيعى؟ هل هذا أمر يستحق البحث والاهتمام؟
بالطبع الأمر به العديد من الأسرار. دعونا مقدماً نعرض وجهة نظر البعض ممن عاصروا الأحداث. فهم يزعمون أم السفينة الغارقة ليست تيتانيك الأصلية وإنما هى النسخة المقلدة (أولمبك)فكيف ذلك؟ وهل تم إغراق تيتانك الأصلية عمداً؟

كان هناك قبل تيتانيك سفينتان تم انشائهما (أولمبك وبريتانك)، وكانت أولمبك تشبه تيتانيك إلى حد ما. وفى عام 1912 تم إنشاء تيتانيك وكان بها كل صنوف الرفاهية والمتعة. وبالطبع نالت قدر كافى من الدعاية ووصل ثمن تذكرة الرحلة من بريطانيا لنيويورك خمسون الف دولار، وهذا مبلغ رهيب فى هذا الوقت. المعلن أن السفينة تم اصطدامها بجبل جليدى فى المحيط الأطلسى.ومات أكثر من 1500 فرد.
لكن هناك أحداث وغموض قبل وبعد غرق السفينة تؤكد أن السفينة الغارقة هى (أولمبك) وليست (تيتانيك). وهذا الإدعاء أقرب للصواب لأسباب ودلائل . فقبل أسابيع من بناء تيتانيك كانت (أولمبك) قد تعرضت لحدث أدى إلى شرخ جسيم بجسم السفينة. ووفقاً لتقرير المختصين فى هذا الوقت لن تستطيع السفينة من الإبحار والسفر مرة أخرى وإلا تعرضت للغرق. بالطبع هذا الخبر سبب ضيق وقلق لمالكيها. فهى سفينة عملاقة تكلفت ملايين الدولارات. فكان لابد من وجود حيلة ماكرة لمضاعفة مبلغ التأمين الذى يمكنهم الحصول عليه. فكيف سيحصلون على نصيب الأسد؟

كان هناك شبه كبير بين (أولمبك) وتيتانيك. وقام العمال بضبط شكل (أولمبك) لتكون نسخة من تيتانيك. وتم ضبط المستندات الرسمية اللازمة. وأصبحت (أولمبك) هى تيتانيك. وخصر دليل على ذلك أن العمال الذين قاموا بالاصلاحات فى أولمبك رفضوا السفر عليها. وأيضا رجال الأعمال الذين تسارعوا وتهافتوا للحصول على تذاكر الرحلة وحجزها تراجع بعضهم عن السفر لأسباب واهية. فبالطبع كانوا على دراية بأن الأمر مميت لأن العيوب جسيمة فى السفينة.
من جهة أخرى والذى يثبت نظريتى فى فكرة تسييس الأدب أن هناك مؤلف أمريكى قام بتأليف روزاية بعنوان “حطام تيتان” عام 1898 أى قبل إنشاء تيتانيك بأربعة عشرة عاماً. وتحكى الرواية تفاصيل تشابهت كثيراً مع أحداث غرق السفينة. فهل هذا الكاتب عراف أم أنا الأمر لعبة سياسية أو أن هناك جانب إقتصادى وطمع تجارى طاغى؟

تدور القصة حول سفينة ضخمة تدعى «تيتان»، تبحر من ميناء «ساوث هامبتون»، الإنجليزي، وكانت تحمل في داخلها ما يقارب الـ 2500 راكب من الأثرياء وشخصيات المجتمع المخملي البريطاني، وكانت تتجه نحو ميناء «نيويورك» في المحيط الأطلنطي.
لكن السفينة لم تصل إلى مقصدها، فبعد إبحارها، اصطدمت بقوة بجبل من الجليد في المحيط، الأمر الذي أدى إلى تصدعها ودخول كميات كبيرة من المياه في داخلها، إلى أن غرقت بشكل كامل، وكان الموت هو مصير ركابها.
كان يمكن لتلك الرواية أن تكون عادية كغيرها من الأعمال الأدبية الكلاسيكية، لكن ما حدث بعد ذلك جعل الناس يهتمون بها، ففي عام 1912، غرقت سفينة تحمل اسم «تيتانيك»، وقد كانت مملوكة لشركة «وايت ستار لاين»، وقد كانت تلك الباخرة العملاقة أكبر سفينة في العالم صنعت في ذلك الوقت، أبحرت من لندن إلى نيويورك واصطدمت بجبل جليدي، ما أدى إلى غرقها بالكامل بعد ساعتين وأربعين دقيقة من لحظة الاصطدام، وكان على متنها 2,223 من الركاب، نجا منهم 706 فيما لقي 1,517 مصرعهم.
صنعت وصممت السفينة «تيتانيك»، على أيدي أمهر المهندسين وأكثرهم خبرة، واستخدم في بنائها أكثر أنواع التقنيات تقدماً حينذاك، وساد الاعتقاد أنها السفينة التي لا تغرق.
ما حدث في الواقع يتشابه إلى درجة التطابق مع رواية «حطام تيتان»، خاصة في ما يتعلق بإبحار كل من السفينتين، من لندن إلى نيويورك، وكذلك هناك تقارب في عدد الركاب والطبقة الاجتماعية، وأيضاً طريقة الغرق نتيجة الاصطدام بجبل جليد، كما أن كل من السفينتين قد صممتا على أعلى مستوى من الجودة ودرجات الأمان.
هذا التشابه في الأحداث، جعل الصحف تهتم بأمر المقارنة في ذلك الوقت؛ وأبرزت معظمها العلاقة بين ما حدث لتيتانيك وسفينة تيتان في رواية «مورغان روبرتسون»، فقد كان من الغريب أن يتنبأ المؤلف بغرق سفينة بمثل ذلك الحجم والشكل، حيث لم يتواجد حينها مثل تلك السفينة بذلك التصنيع أو تلك الجودة، ولذلك صنفت الرواية ضمن الروايات الخيالية، ولكن بكل تأكيد بعد غرق السفينة تحولت الرواية من مجرد رواية خيالية إلى سر وغموض.

وختاما صدفة غريبة وتشابه يدعو للدهشة بين غرق الغواصة تيتان والباخرة العملاقة تيتانيك كشف عنه جيمس كاميرون مخرح فيلم تيتانيك الذي هبط لموقع غرق الغواصة 33 مرة.

كان هناك مخاوف تتعلق بسلامة الغواصة

وبحسب سكاي نيوز فإن مخرج فيلم تيتانيك أكد في حديث لشبكة «إيه بي سي الإخبارية» أن العديد من الأشخاص في مجتمع التنقيب عن البحار، أثاروا مخاوف بشأن الغواصة وأن عددا من كبار اللاعبين في مجتمع هندسة الغمر العميق كتبوا رسائل إلى الشركة المشغلّة للغواصة بشأن مخاوف تتعلق بالسلامة.

وأضاف: «أدهشني التشابه مع كارثة تيتانيك، حيث تم تحذير القبطان مرارا وتكرارا بشأن الجليد أمام سفينته، ومع ذلك سار إلى الأمام بأقصى سرعة في حقل جليدي في ليلة غير مقمرة، مختتمًا: «مات الكثير من الناس نتيجة لذلك، وفي مأساة مشابهة جدا حيث لم يتم الالتفات إلى التحذيرات، تتكرر الكارثة في نفس الموقع بالضبط».

العثور على حطام الغواصة

وكان خفر السواحل الأميركي، قد أعلن عن العثور على حطام الغواصة تيتان التي فقدت قبل أيام في قاع المحيط الأطلسي، ومصرع من كانوا على متنها، وقدموا التعازي لعائلات الأشخاص الخمسة الذين كانوا على متنها، ولم يتم الإعلان عن ملابسات غرق الغواصة

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp
× اتصل الآن