وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

محمد صقر يكتب إرادة شعب

إرادة شعب
بقلم / محمد صقر

 

نسوق إليكم بوسيط اليوم الإخبارية تقريرا بمناسبة الذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو المجيدة و في رواية أخرى ذكرى انتصار الإرادة المصرية و التي قال فيها الشعب المصري كلمته و وقف الجيش إلى جانبه داعما و مساندا و حاميا له و هذا هو ما تعودنا أن نراه دوما من شعب مصر الأبي الكريم فهو على مر التاريخ ذو إرادة قوية لم و لا و لن تخور و عزيمة صلبة لم و لا و لن تلين و كذلك فهو المعهود عن جيش مصر الباسل المقدام الذي دائما ما ينتصر لإرادة شعبه تحت أي ظروف أو أسباب .

كما نود أن نذكركم بصفة عامة بمضمون البيان الذي أصدرته القوات المسلحة في مساء يوم الثلاثين من يونيو عام 2013 و الذي ألقاه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي و الذي قد كان وزيرا للدفاع و الإنتاج الحربي و القائد العام للقوات المسلحة آنذاك و قد اشتمل هذا البيان على أنه لم يكن بمقدور جيش مصر أبدا أن يصم آذانه أو يغض بصره عن حركة و نداء جماهير الشعب المصري كما أكدت القوات المسلحة أنها تقدر جيدا استدعاء الشعب للدور الوطني و التاريخي الذي أداه و يؤديه و سيؤديه الجيش المصري .

و بناء على ذلك فقد استجابت القوات المسلحة لنداء الشعب و سرعان ما وفرت له الخدمة العامة و الحماية الضرورية لمطالب ثورته و ذلك عقب تلقي الجيش المصري لتلك الرسالة من كل حواضر مصر و مدنها و قراها و قد لاقت رسالة الشعب المصري التي بلغت جيشه إلى جانب الاستجابة تقدير ضرورات الدعوة التي احتوتها رسالة الشعب و فهم مقصدها فهما واعيا و ذلك بأن اقتربت القوات المسلحة من المشهد السياسي و هي آملة و راغبة و ملتزمة بكل حدود الواجب و المسئولية و الأمانة .

كما أوضح القائد العام للجيش في البيان وقتها أن القوات المسلحة قد كانت تبذل جهودا مضنية بصورة مباشرة و غير مباشرة و قد نادت أيضا بشكل متوال بإجراء حوار وطني و قد بادرت أكثر من مرة بالدعوة إلى ذلك و بما يشترط اجتماع كل القوى السياسية حتى يتسنى لمصر الاحتفاظ باستقرارها السياسي و الأمني و الاجتماعي و الاقتصادي على المستويين الداخلي و الخارجي و ذلك قبل أن ترى الشوارع و الميادين انتفاضة الشعب بعدة أشهر إلا أن هذه الدعوات و المبادرات التي كانت توجه من جانب الجيش قد قوبلت جميعها مرارا و تكرارا بالرفض من مؤسسة الرئاسة في اللحظات الأخيرة .

و هو ما جعل الأمر يزداد سوء و صعوبة و هو ما جعل الموقف أيضا يتأزم و بشكل ملحوظ مما كاد يجعل هناك انقساما مجتمعيا يخشى على مصرنا الحبيبة من ويلاته و عواقبه الوخيمة لولا أن تدخل الجيش المصري حتى زالت أسباب هذا الاحتقان و خرجت مصر بسلام و أمان من أزمتها هذه كما قد ذكرت القوات المسلحة في بيانها أنها اجتمعت بمؤسسة الرئاسة آنذاك لتعرض عليها تقدير الموقف الاستراتيجي و لتبين لها رفضها التام للإساءة إلى مؤسسات الدولة الوطنية و الدينية كما أكدت رفضها ترويع و تهديد جموع الشعب المصري و أعطت الرئاسة مهلة قدرها ثمان و أربعون ساعة .

و مما اتضح لنا وفقا للبيان الذي أصدرته القوات المسلحة أن الأمل قد كان معقودا على وفاق وطني بإمكانه أن يمتص غضب الشعب و يوفر أسباب الثقة و الطمأنينة له و بما يحقق طموحه و رجاءه إلا أن موقف الرئاسة في ذلك التوقيت قد كان و ما زال و ظل متعارضا تماما مع مطالب شعب مصر و هو الأمر الذي استوجب من الجيش المصري استنادا على مسئوليته الوطنية و التاريخية التشاور مع بعض رموز القوى الوطنية و السياسية و الشباب و دون استبعاد أو استثناء أحد .

و على هذا فقد اتفق المتشاورون على وضع خارطة طريق مستقبلية ذات خطوات أولية و تتكفل ببناء مجتمع مصري قوي و متماسك لا يقصي أحدا من أبنائه و تياراته و كذلك تتكفل بإنهاء حالة الصراع السائدة في مصر بين مختلف النخب الطوائف كما اشتملت خارطة الطريق التي وضعت على عدد من البنود الرئيسة و قد كانت على النحو الآتي : –

١ – تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت .
٢ – أداء السيد المستشار عدلي محمود منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا آنذاك اليمين كرئيس للجمهورية أمام الجمعية العامة للمحكمة لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة جديدة .
٣ – إجراء انتخابات رئاسية مبكرة على أن يتقلد رئيس المحكمة الدستورية العليا مقاليد و زمام الأمور خلال المرحلة الانتقالية و حتى انتخاب رئيس جديد .
٤ – لرئيس المحكمة الدستورية العليا ( رئيس الجمهورية المؤقت ) سلطة إبرام و إصدار إعلانات دستورية خلال فترة توليه الرئاسة أي حتى انتهاء المرحلة الانتقالية .
٥ – تشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية و قادرة و تتمتع بالصلاحيات كافة التي تمكنها من إدارة و تجاوز الظرف الراهن .
٦ – تشكيل لجنة تضم أصحاب الخبرات و ذلك لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة على الدستور و الذي قد تم تعطيله مؤقتا .
٧ – مناشدة المحكمة الدستورية العليا بإقرار مشروع قانون انتخابات مجلس النواب و الشروع في إجراءات إعداد الانتخابات البرلمانية .
٨ – وضع ميثاق إعلامي يوفر الحرية للإعلام و يحقق القواعد المهنية و المصداقية و الشفافية و الحيلة و كذلك فوق كل اعتبار إعلاء المصلحة العليا للوطن .
٩ – اتخاذ الإجراءات التنفيذية لتمكين و دمج الشباب في مؤسسات الدولة و مواقع السلطة المختلفة حتى يكونوا شركاء في صناعة القرار .
١٠ – تشكيل لجنة عليا من شخصيات تتمتع بالمصداقية و القبول لدى جميع النخب الوطنية و تمثل مختلف التوجهات من أجل إجراء مصالحة وطنية .

كما اختتم القائد العام للقوات المسلحة البيان و هو يهيب بجموع الشعب المصري و بكل تياراته حتى يتم التزام السلمية و تجنب العنف الذي يؤدي إلى مزيد من الاحتقان و إراقة دماء الأبرياء كما حذرت القوات المسلحة بأنها على تمام الأهبة و الاستعداد للتصدي بكل القوة و الحسم و بالتعاون مع رجال وزارة الداخلية لأي خروج عن السلمية و طبقا للقانون مهما كلفها الأمر كما وجه الجيش المصري في مختتم بيانه تحية تقدير و عرفان لرجاله و لرجال وزارة الداخلية و لرجال القضاء الشرفاء على الدور الوطني العظيم الذي لعبوه جميعا و على تضحياتهم المتواصلة من أجل مصر و من أجل الحفاظ على سلامة و أمن شعبها داعين الله العلي القدير أن يحفظ بلادنا و شعبها الأصيل من كل مكروه و سوء .

و إلى هنا ها نحن قد قاربنا على النهاية فمما هو جدير بالذكر أنه لا بد و أن نكون قد اتعظنا من مثل هذه اللحظات الفارقة و إنه لمن الواجب علينا أن نلتف جميعا حول راية الوطن واضعين أنفسنا تحت تصرف قيادته الوطنية و السياسية المخلصة الحكيمة متمثلة في فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية و علينا أيضا أن نولي وجهنا شطر حب مصر و ذلك حتى تعلو رايتها دائما و أبدا و لنفعل هذا و نحن على يقين تام و إيمان كامل و ثقة عمياء بأنها العريقة الباقية و الخالدة أبدا و كلنا راحلون حفظ الله مصر و رعاها و أدام عليها عافيتها و استقرارها و أيدها بنصره أبد الدهر .

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp