دعوة للسعادة…
بقلم الأديب المصرى
د. طارق رضوان جمعة
وسيط اليوم
4/9/2023
“عادتي السيئة أنني دائماً أرى نهاية الأشياء منذ بدايتها و مع ذلك أكمل الطريق حتى آخره لأتأكد من “ذكاء غبائي“. بهذه الكلمات البسيطة،يلخص الروائي الروسي الشهير دوستويفسكي أثر الأدب على الأديب والقارئ على حدّ سواء.. فالأدب هو خطاب العقول وتهذيبها وسر سعادةالنفوس ومواساتها. ولكن ليس الأدب وحده الحاكم الناهى وحده فى النفس البشرية فهناك شىء أخر يتحكم فى العقل وسعادته ويعمل على تحفيزه. وكعهدى فدائما أسعى للربط بين الأدب وسائر أركان ودروب الحياة.
فما هو الدوبامين؟ وما صيام الدوبامين؟ وما فائدة الدوبامين؟ ولماذا من الضرورة العمل على توازنه؟ وكيف يتفاعل الأدب بفروعه مع رغبات الإنسانوهرمون السعادة.؟
صيام الدوبامين هو الإمتناع عن كل العادات الإدمانية. والإدمان هو اى تجربة تجلب المتعة ومنها التكنولوجيا الحديثة، والتى رغم محاسنها إلا أنهاتؤدى إلى الإكتئاب وفقدان الشغف والشعور بالرتابة والملل المستمر. التوازن في إفراز الدوبامين أمر ضروري وأساسي في صحة العقل والجسد(بيكسلز). و تقليله أمر خاطئ، فالهدف الفعلي هو التركيز على تقليل السلوك الاندفاعي.
الدوبامين، في الأساس هو نوع من الناقلات العصبية يصنعها الجسم، لتوصيل الرسائل بين الخلايا العصبية، لهذا السبب يطلق عليه “رسولكيميائي“. وهو أيضا الهرمون المسؤول عن الشعور بالرغبة والحافز على بذل الجهد للوصول إلى الأهداف وكسب المكافآت، وهو الهرمون الذي يفرزهالمخ بعد الحصول على المكافأة ويكون سبب الشعور بالسعادة، بينما في الحقيقة دور الدوبامين الأكبر في الشعور بالرغبة والحافز وليس السعادةوالإشباع. بمعنى أن مخ الشخص الجائع يفرز الدوبامين عندما يرى الطعام، لتحفيزه على تناول الطعام، حتى يحصل على جائزة الشعور بالشبع.
ولكن هل نسبة إفراز الدوبامين ثابتة فى كل المواقف؟
يلاحظ سرعة إفراز الدوبامين فى سلوكيات معينة مثل الأكل، والمقامرة، والتسوق، والجنس، ومسببات الإدمان بأنواعها، وفقا لـ“هارفاردهيلث” .
جميع الأفعال السابقة يحصل منها الشخص على مكافأة سريعة وبجهد قليل، فبمجرد بدء الفعل يحصل على المكافأة في شكل الطعم اللذيذ أوالتسلية والمتعة.
في حين أفعال أخرى، كالعمل، والمذاكرة وحتى الأنشطة الرياضية تكون فيها المكافأة مؤجلة والجهد المبذول أكبر، حينها يفرز المخ مقدارا أقل منالدوبامين، لكنه كافٍ للقيام بالعمل.
فما المقصود بصيام الدوبامين؟
ابتكر الطبيب النفسي الأميركي “كاميرون سيباه“، ما يسمى بـ“صيام الدوبامين“، وتعتمد فلسفته على الامتناع عن أي تجربة ممتعة، خاصةالتكنولوجية، لمدة قد تصل إلى 24 ساعة، حتى يتخلص الجسم من إفراز الدوبامين بكثرة ويعيد للشخص الشعور بالمتعة والسعادة عند تصفحالتكنولوجيا من جديد بعد فترة الانقطاع.
ولا نقصد بالصيام هنا الامتناع التام ولكن التخفيف والتقليل. فالهدف الفعلي هو التركيز على تقليل السلوك الاندفاعي، وليس الصوم عن الدوبامينذاته لأنه لا يمكن أن يحدث.
لذلك “سيباه” أقترح جدولا زمنيا للـ“صيام” وليس قواعد صارمة، يمكن للشخص البدء بساعة واحدة يوميا، يتجنب فيها السلوك الإدماني، وصولاإلى ٤ ساعات، حسب متطلبات العمل والأسرة.
ويعد انخفاض اليقظة وصعوبة التركيز
وصعوبات الحركة وقلة النوم من علامات نقص الدوبامين. وقد تترافق مع انخفاض الدوبامين بعض المشاكل الصحية مثل هي:مرض الشلل الرعاش. وتتمثل اعراض زيادة الدوبامين بالجسم فى هلوسة ، أوهام او انفصام فى الشخصية.
وهنا للأدباء رأى بهذه القضية مثل ️تولستوي الذى قال ” الخطأ الأبدي الذي يرتكبه الناس هو تخيلهم بأن سعادتهم تعتمد على تحقيق رغباتهم.
خطورة الدوبامين تكمن فى أنّ له تأثير موضعي على إفراز الهرمونات الأخرى بالقرب من الغدد الصمّ حيث يُصطنَع بجوارها
ففي الكليتين يزيد من طرح الصوديوم والبول؛ وفي البنكرياس يقلّل من إنتاج الإنسولين؛ وفي الجهاز الهضمي يقلّل من قابلية الحركة في الأمعاءويحمي الأغشية المخاطية فيها؛ وفي الجهاز المناعي يقلّل من نشاط الخلايا اللمفاوية.
ولابد لك عزيزى القارىء أن تفرق بين أعراض نقص الدوبامين لقلة إنتاجه والأعراض الناجمة عن تضرر النواقل العصبية بفعل تعاطي المخدرات.
ويقول تشيخوف : ” يَشعُر الاشخاص الذين جمعتهُم مأساة مُشتركة بنوع من الارتياح عِندما يَجتمعون معا
وأنا أرى السعادة كل السعادة فى توفيق الله للشخص فى أن يجعله ” ملجأً للناس “* وأن يُفرّج هما ، يُنفّس كربا ، يقضِي دينا ، يُعين ملهوفا ،ينصر مظلومًا ، ينصحُ حائرًا ، يُنقذ متعثرا ، يهدي عاصِيا … أكرِم بهذا العبد الذي اختاره الله و جعلهُ سببًا في نفع الناس وإعانتهم ..فلنعش حياتناعلى مبدأ : كـن مُحسناً حتى وإن لم تلق إحساناً ، ليس لأجلهم بل لأن : الله يحب المُحسنين.
المزيد من الموضوعات
ندوة أدبية وثقافية بحزب الوفد بطنطا…
اللواء محمد البربري رئيس جهاز الحماية المدنية سابقا و أحد أبرز كوادر حماة الوطن بالغربية في حوار مع وسيط اليوم …
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…