وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

محمد» ذهب لأخيه فى أرض يحرسها بالبراجيل فلقى حتفة بـشوم

«محمد» ذهب لأخيه فى أرض يحرسها بالبراجيل فلقى حتفة بـشوم

كتبت هبه الخولي 

وسيط اليوم

25/9/2023

 

الحظ السيء قاده لأن يجالس أخيه فى قطعة أرض يحرسها فى البراجيل بالجيزة، قبل أن يتوجه إليه قال لوالديه: «هروح لأخويا نتكلم سوا، بشوفه يدوب وقت النوم».. كان آخر كلام بينهما عن أمنياتهما بأن يصبح كلاهما صاحب عمل فى المستقبل، يعاونا بعضهما البعض فى تحسين ظروف معيشتهما ومساعدة أبويهما.. دفة الحديث توقفت فجأة بقدوم شخص يغافلهما للسرقة، ودون سابق إنذار نزل بمعاونة آخر بـ«شومة» على رأس شقيق الحارس لينهى حياته على الفور.

الأرض التى يحرسها «حسن» بها أدوات حفر ومهمات عمل وحدايد وأخشاب بملايين الجنيهات، تجعل «عينه فى راسه» طيلة فترة عمله، يقوم من مكانه يتفقد الأوضاع ويراقب الحركة، فالمكان محط أنظار «لصوص» وأرباب سوابق دائمًا.

حين جاء «محمد»، 17 عامًا، ليزور أخيه بالمكان، كانت الحركة هادئة، لذا لفت انتباههما أصوات مزعجة، مصدرها محاولة تحريك حديد من موضعه وحمله، بداية تفقد الأخوان ما يحيط بهما فلم يعثرا على مصدر الضوضاء، عادا أدارجهما وواصلا حكيهما عن ظروف كل منهما، وأملهما فى انتشال القدر لهما من براثن الفقر وما يعانياه من ظروف اقتصادية.

 

 

أحضرا الطعام وما إن تناولاه، باغتهما «لص» يحمل أسلاكًا نحاسية ويخرج أمامهما «عينى عينك»، استوقفه «حسن» وسأله مندهشًا: «رايح فين بالحاجات دى؟!»، ثم تذكر أن له سابقة مماثلة «مش أنت برضه ممسكوك بحاجات مسروقة قبل كده»، انتهى من قوله، وأخذ المسروقات ليضعها على الأرض ويعيدها مكانها، على أن يهاتف ملاك الأرض ويخبرهم بما دار للتصرف.

لم يرغب «اللص» بتوقف الأمر عند هذا الحد، متصورًا أن ما استولى عليه حق مكتسب له، قال لـ«حسن» بغيظ: «دى حاجتى هاخدها وهمشى من هنا»، وكى يقطع عليه الجدل ووصفه بأنه «متبجح»، وعده: «مش هاجى لكم هنا تانى أخذ حاجة خالص»، وتمتم: «مبسوط يا سيدى كده ولا إيه؟»، الدماء تغلى فى عروق الحارس، لكنه رد بهدوء: «ربنا يسترك، إحنا بنأكل عيش مش عايزين مشاكل هنا».

 

 

حضر شخص آخر إلى «اللص» وحدث شتبكا مع الحارس علت الأصوات لدرجة لفتت انتباه قاطنى العقارات البعيدة، بعضهم هرول إلى مكان يطالع ما يحدث عن كثب، شاهدوا «محمد»، ساقطًا على الأرض غارقًا وسط بركة دماء، وأخوه يبكى: «قتلوه بضربه على رأسه بـ(شومة)، وهو يدافع عنى، حبيبى كان جاى يقعد معايا يشوفنى»

فى المستشفى،  وفاة ابن الـ17 عامًا، لم يدر أخوه كيف ينقل الخبر المشؤوم إلى والديهما المسنين، مهد لهما بأن قال: «ابنكم شهيد، كان يدافع معى عن مال أحرسه»، 

 

يلقى شقيق المجنى عليه، اللوم على نفسه بأنه «كان ممكن يترك اللصين يأخذان المسروقات وينتهى الأمر بإبلاغ ملاك الأرض»، لكنه يتراجع عن فكرته: «دى فلوس ناس وأمانة مينفعش التفريط فيها».. يتذكر أن أخيه حاول التصدى للمتهمين وإبعادهما عنه وأحدهما يمسك بـ«الشومة» ليهوى بها على رأسه مرات عدة دون شفقة.

أثناء جنازة «محمد»، صرخت أمه «ده عريس الجنة»، فيما أطلقت السيدات الزغاريد، يحاولن التخفيف عليها من وطأة الكارثة، ومع ذلك قلبها كان ينفطر على ابنها ضحية الغدر- كما تطلق عليه، وتقول: «المتهمين لازم يتعدموا بميدان عام، لتهدأ نار قلبى، ضنايا راح منى من غير سبب، كان محبا للحياة والناس والدنيا كانت قدامه، وديته قبره وأبوه دفنه بإيده بدل ما نوديه بيته عريس»

النيابة العامة قررت حبس مرتكبى الواقعة 4 أيام احتياطيًا على ذمة التحقيقات،

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp
× اتصل الآن