الطريق إلى الاتحادية
المرشحون أربع أنواع، مرشح يخوض الانتخابات وهو مدرك أنه سينجح، ومرشح يخوضها ولديه شك في تحقيق النجاح، ومرشح مدرك صعوبة تحقيقه النجاح ولكنه يترشح لمجرد الترشح، والنوع الرابع يدخل بغرض التخريب على مرشح آخر، فالمرشح هو الذي يحدد الخانة التي يضع نفسه بداخلها.
ففي ظل تزايد عدد الناخبين الذين سيدلون بأصواتهم في انتخابات الرئاسة، فإن من الطبيعي أن تتزايد أعداد المرشحين، إلا انها انحسرت على بضعة مرشحين، وهو ما سيتطلب منهم البحث عن الأسلوب الذي يستطيعون من خلاله الوصول إلى الجمهور، ففي انتخابات اليوم ربما تكون العملية الانتخابية أصعب من الماضي بسبب كثرة الأعداد، وبالتالي فإن عملية الإقناع ستكون صعبة، إن لم يكن المرشح على قدر كبير من التفاعل والإطلاع الجيد على مشاكل الدولة، والتواصل الشخصي مهم وموجود ولكن لا غنى عن التواصل العام، وبما أن عدد الناخبين في هذه المرة سيزيد، فإن هذا يستدعي المزيد من التواصل الشخصي والتواصل العام، وذلك عن طريق وسائل الإعلام المختلفة، لكي يستطيع المرشح من خلالها توصيل برنامجه الانتخابي لجمهور الناخبين، وعلى المرشح أن يخاطب المجتمع بشكل عام حتى يستطيع المجتمع تشجيع الناخب لكي يذهب إلى لجان الانتخاب لاختيار أفضل المرشحان.
ومن المهم للمرشح أن يشكل فريق عمل لإدارة معركته الانتخابية، يقوم بإظهار ما يتمتع به من مقومات شخصية وتوجيهها بشكل جيد بما يخدمه كمرشح، ولا مانع من الاستعانة بشركات علاقات عامة متخصصة لكي تقوم بتنظيم حملته الانتخابية، ولكن من الضروري أن يكون المرشح على قناعة داخلية بأنه الشخص المناسب، وأن تكون لديه ممارسات تدعمه، وأن يكون على تواصل مع الآخرين، فاللتواصل المجتمعي دوره الفاعل في كسب المرشح لأصوات الناخبين، فمجتمعنا يقدر التواصل المباشر والصدق في الطرح، وللمهارات الذاتية والقاعدة المجتمعية عوامل ضرورية للمرشح في كسب ثقة الناخبين، فالناس يهمهم في المقام الأول الاستماع للشخص بشكل مباشر، والتعرف إلى طريقة تفكيره ومقدرته على خدمة مجتمعه، والشفافية في الطرح هي الأسلوب الأقدر على إيصال الرسالة، كما أن القبول الشخصي مهم، فكثير من استعان بشركات علاقات عامة أدارت لهم معركتهم الانتخابية وأنفقوا الكثير من المال ومع ذلك سقطوا وبجدارة، وهناك من أنفق مبالغ زهيدة ونجحوا بجدارة لأنهم يتمتعون بقبول شخصي لدى الآخرين.
كما أن الأمور التي تساعد المرشح على الفوز عديدة، منها ما هو ذاتي ومنها ما هو عام، الذاتي منها من يستطيع أن ينفق مبالغ باهظة على معركته، بينما هناك من لا يملك القدرة المالية على ذلك، وهذا في حد ذاته لا يحقق التوازن المطلوب في العملية الانتخابية، فقد يساعد ذلك في الإتيان بشخص غير جدير بموقعه، أما العام فيشمل ذلك المستوى العلمي، وما يقدمه لأبناء وطنه، ومقدرته على وعيه بالمشاكلهم والعمل على حلها.
وفي نهاية رسالتنا نقول للرئيس القادم هناك من حفروا أسمائهم فينا حفراً طيباً، وحينما غادرونا تعذبنا من ألم فقدانهم، وهناك من حفروا أسمائهم فينا كجرح أجبرنا الوقت على احتماله، وحينما رحلوا احتفلنا برحيلهم.
المزيد من الموضوعات
عمر الشريف يكتب: ليتني أعود طفلاً
أسامة حراكي يكتب: في يوم الطفولة العالمي
امسية ثقافيه وندوة ادبية بمقر حزب الوفد بطنطا…