الغلام التقي
اشترى رجلاً غلاماً، فقال له الغلام: يا مولاي إن لي معك ثلاثة شروط
أولها: أن لا تمنعني عن الصلاة المكتوبة اذا جاء وقتها.
ثانيها: أن تأمرني بالنهار ما شئت ولا تأمرني بالليل.
ثالثها: أن تجعل لي منزلاً في بيتك لا يدخله غيري.
فقال له الرجل: لك هذه الشروط، وحين وصلوا للبيت قال له سيده: انظر في الدار واختر ماشئت، فاختار الغلام منزلاً خراباً، فسأله الرجل عن السبب؟
فأجاب الغلام: يا مولاي أما علمت أن الخراب مع الله بستان؟
فكان يخدم مولاه بالنهار ويتفرغ للعبادة بالليل.
في إحدى الليالي طاف مولاه في الدار فبلغ حجرته فإذا هي مُضاءة، والغلام ساجد وعلى رأسه قنديل من نور معلق بين السماء والأرض، والغلام يناجي ربه ويتضرع ويقول: إلهي أوجِبَت عليَ حق مولاي خدمته بالنهار، ولولا ذلك ما أنشغلت ليلي ولا نهاري إلا بخدمتك، فاعذرني يا رب.
وظل مولاه ينظر إليه حتى انفرج الصبح ورُدَ القنديل، فأخبر امرأته، فلما كانت الليلة الثانية أخذ بيد امرأته وأراها ما يحدث، وظلا يبكيان حتى الصباح.
في الصباح دعا الرجل الغلام وقال له: أنت حر، أعتقتك حتى تتفرغ لعبادة من كنت تعتذر إليه.
فرفع الغلام يداه الى السماء وقال:
يا صاحب السر إن السر قد ظهر
ولا اأريد حياتى بعدما اشتهر
فخر الغلام ميتاً.
“اللهم اغفر لنا وارحمنا واهدينا واجبرنا وارزقنا حسن طاعتك”.
المزيد من الموضوعات
أسامة حراكي يكتب: التراث
وزارة الثقافة تحتفي بمبدعي ومثقفي مصر في إحتفالية “يوم الثقافة ” 8 يناير القادم…
عمر الشريف يكتب: فلا يؤذين