نقف فوق الأطلال وأقدامنا بين الركام وننثر كلمات تخرج من عمق القلب بالأحزان وبغصه في الحلق بحرقان لكي نوصل ما يشعر به الطفل الفلسطيني…
بقلم/أسماء رمضان رسلان
وسيط اليوم
1/1/2024
جنين في بطن أمي فرحاً
ولدت وبكيت لبرهة من الزمن
حملوني لأمي لكي تعانقني
ضمتني لصدرها كي ترضعني
تذوقت لبنٍ ممزوجٍ بالأمان
سعيد فأنا الآن أصبحت إنسان
فبدأت بأصابعها تتخلل شعر رأسي
وجبهتي وحجابي وثغري وانفي
أمسكت يدي وبدأت بعدت أصابعي
لكي تتأكد بأنهم مكملي.
وتلثمهم بفاهها من قدمي حتي فمي
أغمضت عيناي ونعست بكل إفتخار
اصحي على صوت عال يسمي بإنفجار
من شددة الصوت راح مسمعي
وراح نصف جسد أمي
سقط على الأرض ونصف ساعديها معي
والساعد الآخر لم يعد يتملكني
صرخت وإختلطت الدماء بدمعي
تجرعت طعم التراب في فمي
أخذني شخصاً ملطخاً بالدماء
وجسدي ينزف من كل أنحاء
يبحثون عن أي شيء إن كان
ويتساءلون هل هناك ماء
لكي ينظفوني من الدماء
بعد برهة من الزمان
تركوني وأصبحت أشلاء
ظلوا يبحثون عن أمي
ولكن ماتت أمي من قبلي
ظل يبحثون عن أشقاءِ
وأشقاءِ هناك ينظرون لي
ولا يمدون أيديهم لضمادة جرحى
حتي بعد وفاتي
لم يعطوني غطاء لجسدي
جئت إلي الدنيا بضع من الساعات
لأكون شاهداً على ما يجري
وكأني عشت لسنوات وسنوات
رأيت محمداً وإبراهيم وموسى وعيسى
أمام الأقصى يدعون لي بكل اللغات
وذهبت إلى الجنة والملائكة تحملني
وفي فمي تراب أرض ملتقى الأديان
ارتويت لبنٍ وحنانٍ وتراب وطني
لأحكي لربي ما فعلوه بي من أهوال
وسألني ربي ما ذنبك
قلت لربي والرجفة في صوتي
وتراب وطني في فمي
ذنبي إني ولدت فلسطيني
ذنبي إني ولدت فلسطيني
المزيد من الموضوعات
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…
بالبنط العريض…
بريهان العبودى تكتب.. الغدر ونكران المعروف