نعم الأمل والتفاؤل
كان شخص يأكل ويشرب ويضحك ويلعب، يفكر بالمستقبل وبغد أجمل، ينعم بالصحة والعافية والمال، يستيقظ بعافية كل صباح وينام كل ليلة مرتاح البال، كثير اللقاء مع الأصدقاء، الابتسامة في شفتيه والسعادة في عينيه، والحب في قلبه والأمل بغد افضل في عقله.
تغير كل شيء فيه بعد أن ذهب إلى المستشفى وعرف أنه مصاب بمرض كما قيل له خطير، وقيل لأهله ربما تفتقدونه في أي لحظه فحياته لن تستمر.
تغيرت حياته وسكن اليأس والإحباط عقله، فلم يعد يفكر إلا بالانتهاء، حتى أنه انتهى قبل الانتهاء، كل يوم ينتظر النهاية يستيقظ بائساً كل صباح، ويعاني
في نومه من اليأس والإحباط أكثر من معاناة المرض الذي أصابه، وبعد فترة عند عودته كالعادة، عودة متابعة علاجه، أخبره الأطباء أنه تحسن وتحسن إلى الأسوأ، فسألهم كيف ذلك، فأجابوه بأن المرض بدأ يتلاشى وهذا تحسن كبير وعكس التوقعات، ولكن حالتك النفسية وجسمك في تدهور، ربما لم يفهم ما قاله الأطباء، وربما لم يصدق حرفاً واحداً من كلامهم، لأنه أصبح يستقبل كل شيء من باب واحد مازال مفتوحاً في عقله، باب اليأس والإحباط.
وبعد فترة أطول عاد كالعادة، ولكن هذه المرة مختلفة، فقد أبلغه الأطباء بأن المرض انتهى تماماً، فكر وفكر وقال لقد انتهيت من أول يوم سمعت بأن المرض سوف ينهيني، مت وأنا على قيد الحياة، والمرض عاش وهو ميت، لقد عاش المرض على الأمل والتفاؤل، وأنا مت بسبب اليأس والإحباط.
قد نجوت بفضل الله بأعجوبة، ولكنني حالة استثنائية كما أخبرني الأطباء، لأن الأمل والتفاؤل دواء، أما اليأس والإحباط داء ونهاية قبل الانتهاء، ومرض في حد ذاته، فاللهم لك الحمد والشكر على نعمة الصحة وكل النعم.
المزيد من الموضوعات
أسامة حراكي يكتب: التراث
وزارة الثقافة تحتفي بمبدعي ومثقفي مصر في إحتفالية “يوم الثقافة ” 8 يناير القادم…
عمر الشريف يكتب: فلا يؤذين