عمر الشريف يكتب: موقف شخصي مؤثر
من المواقف التي تأكد أننا كمصريين شعب طيب ونشعر ببعض ونساعد من يمر في أزمة حتى وإن كنا لا نعرفه، هو موقف شخصي حدث لي.
كنت في عزاء والد أحد أصدقائي في مدينة بعيدة عن مدينتي، وكنت مرهقاً جداً وقد مر يومين بدون أن انام، حضرت العزاء وركبت مواصلات طويلة في أثناء العودة وأنا شبه ميت من التعب والسهر والارهاق، وكان منظري وقتها يصعب على الجميع.
في المواصلة كان يجلس بجانبي رجل كبير في السن، من الناس الطيبين من أهل الزمان الجميل، وكان ينظر إلي طوال الطريق، وتقريباً كان حالي يصعب عليه لأن عيناي كانتا حمراء من السهر، وبين حين وأخر كانت دموعي تسيل من دون أن أبكي، وشكلي يدل أن عندي مصيبة، هو يريد أن يساعدني أو يتكلم معي، لكنه كان يشعر أنني لن أستطيع ان أتكلم، فظل ساكتاً لفترة طويلة إلى أن مد يده وأعطاني خمسون جنيهاً، هذه اللحظة كانت صعبة جداً عليّ، فنظرت له بألم وأنا أمسك النقود وأريد أن أقول له: يا سيدي أنا مرهق فقط ولست بحاجة لنقود، لكن قبل أن انطق وجدت سيدة تجلس مقابلنا وكانت تتابع الموقف، وجدتها تعطيني عشرون جنيهاً، وسيدة أخرى تحمل طفلاً أعطتني عشرة جنيهات، ورجل أخر مد يده وأعطاني مئة جنيه.. كنت أريد ان اقول لهم ياجماعة انا والله لست محتاج، لكني متعب فقط..
فجأة وجدت كل من في السيارة بالتدريج يعطيني نقوداً، حينها قلبي ألامني وصعبت علي نفسي حين فهمت أني انا الذي سيلم الاجرة.
المزيد من الموضوعات
عمر الشريف يكتب: ليتني أعود طفلاً
أسامة حراكي يكتب: في يوم الطفولة العالمي
امسية ثقافيه وندوة ادبية بمقر حزب الوفد بطنطا…