عمر الشريف يكتب: حلويات العيد
في أول أيام عيد الفطر المبارك استيقظت فريدة مبكراً، هنأت والدها ووالدتها واخوتها، ثم ارتدت ملابس العيد الجديدة وذهبت مع أسرتها لأداء صلاة العيد، وبعد أن عادواْ للمنزل جلسواْ جميعاً حول مائدة الطعام، وكان عليها أطباق من أصناف الأطعمة من بينها طبق مملوء بالحلويات من الكحك والبسكويت التي تحبها فريدة، والتي أعدّتها والدتها لهذه المناسبة ككل عام، وكانت عينا فريدة لا تتحولان عن الطبق.
قالت الأم: احرصوا على التنويع بين الأطعمة المختلفة، ولا تكثرواْ من الحلويات فهذا مضر لصحتكم.
عملت فريدة بنصيحة والدتها، ولكن مذاق الكحك والبسكويت اللذيذ ورائحتهم الحلوة كانا مُغريين فتناولت كمية كبيرة منها، ووضعت كمية مثلها في كيس داخل حقيبتها الجديدة التي تحملها على ظهرها، ثم ذهبت مع اسرتها لزيارة الأقارب، وحصلت على العيدية الكبيرة المعتادة، وبينما هي جالسة وسط الأقارب، راحت رائحة الحلويات الفائحة من حقيبتها تداعب أنفها، فالتهمت قطعة، ثم ثانية ثم ثالثة… وعندما شعرت أن بطنها ممتلئة قالت لنفسها هذا يكفي، ولكنها لم تستطع المقاومة، فالتهمت الرابعة والخامسة والسادسة حتى أجهزت على الحلويات كلها.
بعد قليل حضرن أقاربها البنات وقالوا لها: هيا نستمتع باللعب يا فريدة، فالجو جميل جداً.
كانت تشعر بأن جسمها ثقيل وكأنها ترغب في النوم، فقالت لهم: اذهبوا أنتم وسأبقى في انتظاركم، وذهبن.
بعد قليل شعرت بآلام خفيفة في معدتها، ثم بدأ الألم يتزايد بسرعة، وأحست برغبة شديدة في التقيؤ، لم تنتبه بعد ذلك إلا وهي راقدة على سرير العيادة، والطبيب يقف أمامها مبتسماً.
قال لها: حمد لله على سلامتك، ماذا أكلتِ هذا اليوم؟
قالت وهي تداري خجلها وتشعر بالذنب: كمية من حلويات العيد.
ضحك الطبيب وقال: الإسراف في أكل الحلوى والمخبوزات خطر على الصحة، وعلى المدى البعيد يصيبنا بالسمنة المفرطة، وهذا شيء أكثر خطورة.
قررت فريدة أن لا تأكل من الحلوى سوى القليل منها لتحافظ على صحتها.
المزيد من الموضوعات
عمر الشريف يكتب: ليتني أعود طفلاً
أسامة حراكي يكتب: في يوم الطفولة العالمي
امسية ثقافيه وندوة ادبية بمقر حزب الوفد بطنطا…