وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

بريهان العبودى تكتب.. الغدر ونكران المعروف

بقلم _ بيرى العبودى

الغدر ممن نحب هو من أصعب التجارب التي يمكن أن يمر بها الإنسان، لأنه يأتي من أشخاص وثقنا بهم وأعطيناهم مكانة خاصة في قلوبنا.

فعندما نتعرض للغدر من شخص نحب، فإن الألم يكون مضاعفًا لأنه يهز أساس العلاقة التي بنيناها على الثقة والإحترام المتبادل، ويترك آثاراً نفسية عميقة، قد يشعر الشخص بالخيانة والخسارة وحتى فقدان الثقة بالآخرين.

من ناحية أخرى، نكران المعروف هو عدم الإعتراف بالجميل أو المعروف الذي قدمه شخص آخر، وقد يحدث ذلك عندما يتجاهل الشخص الفوائد أو المساعدات التي حصل عليها، مما يسبب إحباطآ وخيبة أمل لدى الطرف الآخر.

وعلى سبيل المثال، عندما يضحي صديق من أجل صديقه، وفي المقابل يتلقى خيانة، يشعر بالألم بسبب عدم تقدير معروفه، وكذا في باقي العلاقات الإجتماعية حتي مابين الأزواج، فيمكن أن نجد طرف من طرفى العلاقة يزرع والطرف الآخر يحصد، وفى النهاية ينكر المستفيد أي دور للطرف الآخر مما يؤدى إلي تفتت العلاقة وتشرخها إلي أن تتلاشى كل المشاعر الجميلة ولا يتبقي منها غير الوجع والصدمة.

وللأسف الشديد فنحن لا يمكننا أن نتجنب الغدر ونكران المعروف خلال حياتنا، لأن بعض الأشخاص يظهرون عكس ما يبطنون، وبالتالي المواقف فقط هي الكاشفة لهم.

والألم ليس ناتجاً فقط عن الفعل نفسه، بل عن الشعور بالخديعة من شخص كان يعتقد أنه صادق ومخلص، وهذا النوع من الخيانة يجعلنا نعيد التفكير في العلاقات، ويدفع البعض إلى الإنعزال أو الحذر المفرط في التعامل مع الآخرين.

ولكن رغم قسوة الغدر، يمكن أن يكون درساً مهماً في الحياة.. إنه يعلّمنا أن نكون أكثر حذراً في إختيار من نثق بهم، ويقوي قدرتنا على التفريق بين العلاقات الصحية وغير الصحية.

كما يمكن أن يدفعنا الغدر إلى تطوير أنفسنا والتعلم من التجربة، لأن القوة الحقيقية تأتي من القدرة على التعافي والمضي قدماً رغم الصعاب.

في النهاية، علينا أن نتذكر أن الغدر لا يعكس شيئاً عن قيمتنا الشخصية، بل يعبر عن ضعف أو عيب في الشخص الذي غدر بنا، وعلينا الإستمرار في الحياة مع الإيمان بأن هناك أشخاصاً يستحقون الحب والثقة هو الطريق الأمثل للتعافي.

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp