وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

اختلفَ الناسُ حولَ ما حدثَ بمدينةِ المنصورة ليلة رأس السنة مع الفتاة! وباختصارٍ وبعد مشاهدة الفيديو أستطيع وصفه في كلمات:

بقلم الكاتب  مصطفى زلوم

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏نظارة شمسية‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏

اختلفَ الناسُ حولَ ما حدثَ بمدينةِ المنصورة ليلة رأس السنة مع الفتاة! وباختصارٍ وبعد مشاهدة الفيديو أستطيع وصفه في كلمات:

مجموعةٌ من الكلابِ الضالةِ الجائعة المغيبة تحتاط فتاة نصف عارية! تماماً كأن تأتي بطبق مملوء لحماً شهياً وتضعه وسط “كلاب” كتلك الكلاب ، ثم تمضي وأنت تحذرهم من مغبةِ أكل اللحم! وهل تعتقد أن تلك الكلاب سوف تجلس على ذيولها بكل وقار وافتقار تنتظرك حتى تأتي لهم بالمأذون؟ أو بتصريح بالأكل!

صياعُنا ومقاطيعُنا يتحرشون بالمنتقبات والمحجبات ، وشباب صغير يهوون -بعد فساد فطرتهم- العلاقات الآثمة مع النساء الكبيرات ، والتي تكبر -الواحدة منهنَّ- والدته بعدة سنوات ، ومراهقون يريّلون على نساءٍ بديناتٍ ، وشبابٌ يتغنجون لرجالٍ كبار ويعرضون عليهم العلاقاتِ المثلية ، وفتياتٌ تمارس الحبَ “الهجين” مع فتيات أخريات! ورجالٌ كبارٌ يعشقون ذكورَ الأطفال!

المهم: المجتمعُ قد أعطب. وأتت العلمنة أُكُلها بعد حينٍ ليس ببعيدٍ ، وتشوَّهت الفطرةُ السَجِية ، وضاعت الأخلاقُ تحت أقدامِ الجالسين على أعتابِ (الفقر) ينتظرون الخروجَ من النفق المظلم ، ليكتشف الجميعُ أنَّ آخر النفق خياران ، أضعفهما وأقلهما -خطراً- هي الضرام بحثيثها وأجيجها وكصيص حَصَبِها. وبعد كل ذلك ترى من ينتصرُ لحريةٍ الفتاة في التَّعري ، ويصب جَم غضبِهِ على الكلابِ المسعورةِ ، وآخر يرى بأنَّ الفتاةَ خاطئةٌ لمرورها وسط ثلةِ أولئك.

النتيجةُ كانت ما رأينا ، في ليلة -سوداء- رفع الكل فيها شعار (لا خطوط حمراء)! وشرب الناسُ حتى الثمالة ، ورقصت الفتاةُ أمامهم ومعهم ووسطهم ، حتى تفاعلت الموادُ ، واحتقنت القناني ، وحان وقت الانفجار ، لترفض الفتاة -فجأة- التماهي! فكانت المفارقة! هذا لحمٌ ونحنُ كلابٌ جائعةٌ ، وذا مناخٌ متاحٌ لكلِ رذيلةٍ.. فلماذا لا نكملُ المشوارَ؟!

أيها السيداتُ والسادة: هذه قضية لا يوجد فيها متهمٌ وبريئ ، وآخرُ مظلومٌ يصرخ من خلف القضبان! بل الكل مجرمون وبريئون! الكل لحوم وكلاب ، الكل يتوق للعدلِ والخيرِ والإنصافِ بعد غياب!

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp