وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

كتر التكرار .. يعلم الحمار بقلم الدكتور مصطفى زلوم

الحرب على الصين -هذه الأيام- تذكرني بدعم مجاهدي أفغانستان ضد الغزو الروسي.

أو الإتحاد السوفيتي المُنحل قديماً! ما بين ليلة وضحاها من عام ١٩٧٩م وجدنا الولايات المتحدة الأمريكية تطلق لحيتها وتستاك ، وتقصر ثوبها وتضع المسك الأسود تحت إبطيها وتعلن الجهاد.

وبأوامر عليا خرج المجاهدون من كافة البلاد الإسلامية لحرب الدب الروسي بين جبال (تورا بورا) الموحشة.

مع قليل من الألعاب الاستخباراتية والخيانات الداخلية انهار الإتحاد ، وانفرط عقده وتفرق دمه!

وعاد المجاهدون من أفغانستنان إلى السجون!! الآن: وبعدما قارب النجم الشيوعي على الأفول.

لم يتبقَ أمام الرأس مالية سوى المعسكر الصيني المزعج ، والذي استطاع أن يُحرج أمريكا وحلفاء الرأس مالية والإتحاد الأوروبي اقتصادياً. وصناعياً وتجارياً بالتبعية! لدرجة أن الصين تداين أمريكا علناً. وتضرب أسواقها سراً وعلانيةً.

هذا على المستوى التجاري الاقتصادي! أما على الصعيد العسكري. فإن الصين تدعم إيران علانيةً. -إيران العدو التقليدي للولايات المتحدة الأمريكية- وعلى استعداد لحمايتها بكل الطرق الممكنة ، وعلى استعداد أيضاً لأن تتحالف مع روسيا وإيران بشكل فجٍ مخيف لأمريكا! الصين دمرت التجارة اليابانية في الشرق الأوسط. وأخذت البساط من تحت أقدامها ، واليابان ليست حليفة أمريكا فحسب.

بل هي خادمة أمريكا المذعنة الذليلة! وأي تأثير على تجارتها هو بالضرورة عود يدق في عين الغول الأحمر. ففي أقل من ربع قرن تحولت الصين إلى هاتف ومروحة ومكيف وقلم ، وساعة وتلفاز ومذياع ، وسيارة وطائرة. ثم جلباب وقلنسوة وغترة عربية بيضاء! ثم لريبوت ومضخة وأدوات تجميل ومستحضرات طبية دقيقة وضخمة.

هامة وغير هامة! على الجانب المقابل اختفت اليابان. وأدوات اليابان ومنتجاتها اليابان الأسطورية التي لا تعطب!

ومن قبلها الألماني والإنجليزي والفرنسي.. فضلا عن الأمريكي الذي انكمش داخل حدوده! أو في دولة من دول العالم الأول كالسويد أو النرويج أو سويسرا!

منذ أسبوع أعلن سلاح الطيران الأمريكي أن البنتاجون “وزارة الدفاع الأمريكية” ليس لديها مانع في أن يطلق جنودها اللحى ويرتدون العمائم “الإسلامية” ، أو أن تلبس مجنداتها الحجاب.

كان ذلك بعد الهجمة الإعلامية الغير مسبوقة على الصين بسبب انتهاكها لحرية الأقلية المسلمة على أراضيها.

الأمر الذي لا تستطيع إثباته أو نفيه! أو حتى تقدير حجمه تقديراً دقيقاً. أو المقارنة بينه وبين ما تفعله أمريكا بمسلمي العالم أجمع.

والأمثلة على ذلك لا يتسع لها مقال كهذا! فجأة تحولت الصين لشيطان رجيم. وراعي البقر الهمجي لقديس لطيف يسمح للأقليات أن تنال ما تريد في حريةٍ كاملة.. وأين؟ داخل معسكراته الحربية!! ثم تأتي النهاية المأساوية بفيروس “كورونا” هذا. والذي أكاد أجزم أنه مُجَرَّد فيروس أنفلونزا عادي.

تم تعديله جينياً لضرب الصين وإلهائها ، ثم التهويل المبالغ فيه عن حجم خسائرها عبر المنصَّات الإعلامية المختلفة ، والتي لعبت فيه السوشيال ميديا الدور الأكبر! فتحولت الصين بين ليلة وفجرها لبلاد خراب! وتحول أهلُها إلى لعنة تخافها كل شعوب العالم! وهنا أُذَكِّر: لست مُدافعاً عن الصين ، ولا ممن يتبنون ثقافة المؤامرة (الأمروإسرائيلية) على العالم أجمع! ولكنها فقط مجرد قراءة تحليلية موضوعية ، مع ربطٍ يسيرٍ بين الماضي والحاضر ، في محاولة لاستشراف نسمات المستقبل! المستقبل: وبدون قوة الصين الإقتصادية والعسكرية شيء مخيف! فلا مكان للفقراء في هذه المنظومة الجديدة ، الفقراء الذين يحاولون مواكبة الأغنياء في ملبسهم ومركبهم ومقتنياتهم! فيشترون الصيني رخيص الثمن ، والذي هو في متناول أيديهم الخشنة! تاركين الياباني والألماني والسويسري والإنجليزي -الباهظ الثمن- للأغنياء يشترونه بملايين الدولارات! أما على الصعيد العسكري.

فإن البعبع الذي كان فقراء الدول ومشاغبوها يحتمون خلفه من عهر الأحمر وصلفه الوقح قد يزول! لتصبح بعدها القوة العظمى الوحيدة هي ذاتها الجاني والجلاد! تماما كما حدث لنصف الكرة الأرضية بعد انهيار الإتحاد السوفيتي عام ١٩٩١م! لتدخل أمريكا حروباً ضروساً ضد الجميع بشكل عام. وتغزو أغلب دول المنطقة دون رادع بشكل خاص. وبرزت الصين!! والآن وبذات الأدوات ونفس اللغات واللهجات ، وبتكاتف الإمع والدهماء نعمل جاهدين على زوالها. لتختلي الرأس مالية بنا على سريرٍ إنفرادي ، وبدون واقٍ ذكري!

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp