وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

الانتقام التكنولوجي الرهيب! بقلم الكاتب مصطفى زلوم

يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا * يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا * نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا * وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا * فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا * لا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا * يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ ۖ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا. [سورة طه من ١٠٥ إلى ١٠٨]

ما هذا؟ أهي صور ليوم القيامة أم أنَّها لقطاتٌ خياليةٌ لقصف تكنولوجي هائل عظيم؟ سيصبُّ حممَه المتقدمة على بشرية كانت تظن بأنها قد تقدمت. فإذا هي بذيل التقدم لم تزل. ولماذا “زرقا”! بالتحديد؟ لماذا لا يُحشر المجرمون سوداً من الذنوب!

لكن قبل أن تُجيب لننتقل إلى موضع آخر هام. ومع لقطة أخرى في ذات السورة: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ). [١٢٤ سورة طه]. نعم أعمى لا يرى أمامه. إذن هناك مُسبب لهذا العمى! بدليل أنه يتساءل: (قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا)؟ [١٢٥ سورة طه]. إذن هو عمى مؤقت، قد طرأ عليهم الآن. وقد كانوا من قبله مبصرون!

والآن وفي عصر التقدم التكنولوجي الهائل، لا يزال العلماء يحذرون من الأشعة الزرقاء، والتي تصيب العين بـ «التنكس البقعي» هو عبارة عن موت خلايا الشبكية المستقبلة للضوء، وهي (حالة طبية) تصيب كبار السن عادة، وتفقدهم بصرهم نتيجةً لتلف يلحق بالشبكية، وفي دراستهم.. استهدف الباحثون جزيئات مادة «الريتينال» التي تحتاجها الخلايا المستقبلة للضوء حتى تستشعر الضوء وترسل الإشارات إلى الدماغ. وصرَّح الباحثُ الأمريكي والأستاذ المساعد في قسم الكيمياء والكيمياء الحيوية في جامعة توليدو (آجيث كاروناراثني) في بيان صحفي: «لا يمكن أن نُبصر دون مادة الريتينال، إذ تحتاج أعيننا إلى إمدادات مستمرة منها حتى تعمل، وتفقد مستقبلات الضوء أهميتها دونها، وتنتج هذه المادة داخل العين.»!

وفي دراسته ذكر أيضاً كاروناراثني: (ليس سراً أن الضوء الأزرق يضر ببصرنا بإتلاف شبكية العين. تجاربنا تفسر كيف يحدث هذا، ونأمل أن يؤدي ذلك إلى علاجاتٍ تبطيء من التنكس البقعي، كتطوير نوع جديد من قطرة العين). فهل ستتعرض البشرية لمركز إشعاعي هائل القوة يتم تسليطه علينا جميعا فلا نرى؟!

ويبقى سؤال يدحض هذا القول: إذ كيف ستهجم الأشعة على سكان الكوكب وهناك تضاريسٌ عظيمة تمنع اختراق الأشعة تلك؟

فمن الممكن أن يختبئ الإنسان وراء ظل جبل أو هضبة أو شيء ما مرتفع؟ ثم إن الأشعة من شروط سريانها بشكل صحيح أن تكون الأسطح أمامها ملساء؟ ولن أجيبك على هذا السؤال المُعضل! ولكن أرجوك أن تعود للآيات عاليه.

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا * فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا * لا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا. إذن سيتم صقل الأرض تماماً، وجعلها كـ “السيراميك” الناعم. ستكون الجبالُ الهائلة أرضاً صفصفاً لا ترى فيها “عوجاً ولا أمتاً” وفي ذلك يقول «الطبري» رحمه الله: قاعاً أي أرضاً مستويةً، صفصفاً أي لا زرع فيها، لا ترى فيها عوجاً، أي مرتفعات من هضاب وتلال ونحو ذلك. ولا أمتاً.. أي لا أودية ولا نشوزا.

إذن سيتم صقل الأرض تماما كي تصبح مسرحا ناعما لا مرتفعات ولا منخفضات ولا هضاب ولا تلال.

ليتم مسحها بالأشعة الزرقاء كما يمسح الفلاح العصري أرضه بأجهزة الليزر. فلا ترى فيها عوجا ولا أمتا. ثم تشع الأشعة القوية الهائلة لتعمي العيون، وتقع على الأجساد فتجعل الخليقة كلها “زرقاء” كما يحدث الآن -مع الفارق- في قاعات الأفراح أو الملاهي الليلية، فتسقط الأشعة الحمراء ليتحول الراقصون لأجسام حمراء ثم الصفراء فالخضراء فالزرقاء.. وهلم دواليك.

والسؤال الأخطر: نسف الجبال نسفا.

ما يجعلها أرضا مستوية تماما. (لا زرع فيها)! هل سيتم ذلك بفعل انفجار نووي عظيم؟ وهل للإنسان العابث دخل في هذا؟ لا سيما وأن التفجيرات النووية التي وقعت عبر التاريخ ثبت أن الأرض بفعلها لا تصلح للزراعة ولعدة عقود. أم أن الاختراع النووي في حد ذاته ما هو إلا عينة طفيفة، هدا الله الإنسانَ إليها كي يطلعه على ذرة من ذرات قدرته، وصنوف عذابه جل شأنه؟!

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp