بنت الزبال أصبحت أستاذة طب الأعصاب
بقلم : فهيم سيداروس
أولاد الناس لا يقدروا بالمال ولكنه بالأدب والأخلاق، تعظيم سلام للإرادة، والنقاء ومن قهر الظروف وحقق الأحلام…. تعظيم سلام، لمن رأت نور الأمل فى نهاية النفق فى ظلمة الأيام..
بنت البواب
الرئيس السيسى كرمها وقعدها بجوارة فى مؤتمر مذاع على الهواء ورأتها الدنيا بحالها… ووقتها أرسلنا رسايل حب وإحترام لها
هى ووالدها المحترم الشريف….
أصبحت أستاذة طب الأعصاب وهي:الدكتورة (ر . ا )..
أنتم فخر وتاج على الروؤس، ومكانتكم أفضل بكثير من فنانين العار الذين يقدمون لأولادنا وبناتنا أمثله للبلطجة، والدعارة، والرخص والعهر
تحيا وتقدير للأب الذى أنجب وربى هكذا أبطال والأم التى شقيت، وقاست فى إدارة بيتكم البسيط لها كل الأحترام.
هى مهنة المتواضعين الراضيين بالعمل الشريف بدلا من التسول، أوالسرقة، والكسب غير المشروع، رضاه بالحلال.
أرضاه الله فى أولاده، وأعلى له ولهم قدرا وشأنا، فلولا الجذع ماكانت الفروع وماكانت الثمار.
مهنة ( عامل الخدمات) قد يستعظم عليها الكثير ونفسه لاترتضيها.
فاللهم بارك فى أبوها الذى أحسن تربيتها ونحن نرمى له بالقذر الذى يؤذينا جميعا وهو يحمله ويخفيه من عيوننا، وهو يقدم لنا ماينفع المجتمع ويطببهم.
اللهم أجعلها وأسرتها من السعداء فى الدنيا والآخرة.
تحكي وتقول.. ”بنت الزبال”؛ هكذا كان اسمي بالمدرسة وبشارع بيتنا وفي كل مكان. نسوا اسمي وأصبحوا يطلقون علي “بنت الزبال”!
أبي كان عامل في البلدية وكان بيتنا بسيط. لم نكن ناكل زبالة متل ما كان يعتقدون. كنا عائلة مثل اي عائلة، نطبخ ونسهر ونضحك معا
3 صبيان و 2 بنات وانا أكبرهم.
لم ينتبهوا لشطارتي وتفوقي في المدرسة؛ فقط لأني “بنت الزبال”. في الفصل، القليل منهم من كان يكلمني والأغلبية كانوا يخجلوا يجلسون معي، أو يمكن كانوا يقرفون مني معتقدين أننا لا نتحمم و”ريحتي زبالة”!
ولما سألتني المعلمة ماهو حلمك عندما تكبري، جاوبتها طالبة “حلمها تلم الزبالة” وضحكوا كلهم علي ولكني بكيت بحرقة.
ضمتني معلمتي لصدرها وهمست بأذني لا تزعلي
و لا تخجلي من عمل والدك ، فوالدي كان يعمل حارس عمارة
و يشطف الدرج و يلم الثياب القديمة ونلبسها ونفرح فيها كمان . كوني قوية!
نعم، سوف أكون قوية؛ هكذا قررت. لن أضعف ولن أدع أحد يضحك علي!
اعلمت اخواتي أن يكونو أقوى مني، علمتهم انه يجب أن لا نضعف ولا نسمح للزمن أن يكسرنا.
مرت سنين طويلة ونجحت بالبكالوريا و تفوقت ودخلت كلية الطب. تغير الوضع وأصبح الجميع ينادون: جاءت الدكتورة و ذهبت الدكتورة .
شعرت أني أطير، فرحت بنفسي وكأني كسرت كل شي كان قاهرني .جميع من ضحك علي، احتاجوني والله يعلم اني لم أقصر بحق حدا منهم.
كبرت و كبرو اخواتي. تغيرت الأحوال و أبي لم يعد في حاجة الي العمل: غيرنا بيتنا الي بيت أكبر ونحن يد واحدة.
اخواتي الشباب اثنين منهم مهندسين والثالث يدرس طب أسنان واختي بكلية الصيدلة . تزوجت و أصبحت أم لولدين و اخواتي منهم خاطب ومنهم متزوج .الله يوفقهم ويسعدهم، ولكن مستحيل أن ننسى انه بيوم من الأيام كان اسمنا “ولاد الزبال”!
كانت هذه الكلمة تذبح والدي أكثر منا ولكننا لم ننسى فضله علينا وبعمرنا خجلنا من عمله؛ المهم ربانا عاللقمة الحلال.
علموا أولادكم أن يكونو حناين ولا يقسى قلوبهم إذا الزمن قاس!..
لكي يا دكتورة (ر_ا ) ..و لوالدك العظيم: مليون تحية، وكل الإحترام والتقدير..
المزيد من الموضوعات
اللواء محمد البربري رئيس جهاز الحماية المدنية سابقا و أحد أبرز كوادر حماة الوطن بالغربية في حوار مع وسيط اليوم …
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…
بالبنط العريض…