كتب الأديب الكبير عباس محمود العقاد في جريدة «الأساس» المصرية
الصادرة عن حزب السعديين، مقالاً بتاريخ 2 يناير من عام 1949، عن نشأة جماعة الإخوان المسلمين وزعيمهم حسن البنا الساعاتي، وتحت عنوان «الفتنة الإسرائيلية»، قال العقاد إن حسن البنا يهودي الأصل، وإن جده مهاجر مغربي أتى إلى مصر هرباً من الحرب العالمية الأولى ليعيش هو وأسرته مع الجماعات اليهودية التي وفرت له ولأسرته العمل والسكن، مستنداً إلى عدة قرائن من بينها أن أسرة البنا استوطنت في محافظة البحيرة المصرية التي تعد أكبر منطقة تجمع لليهود في مصر في ذلك الوقت، ففيها ضريح الحاخام اليهودي يعقوب بن مسعود المعروف بلقب «أبو حصيرة»، الذي عاش في القرن التاسع عشر، ويحج إليه اليهود كل عام، إذ يُقام له مولد سنوي في الفترة بين 26 ديسمبر و2 يناير في معبد يهودي في قرية «ديمتوه» بمحافظة البحيرة، وثابت تاريخياً أن الطائفة اليهودية المصرية كانت تحتفل بهذا المولد قبل عام 1945.
كما أفاد العقاد أن جد حسن البنا كان صوفياً كعادة أغلب يهود العالم العربي في أفريقيا الذين تحولوا إلى الإسلام، وقال إن حسن البنا ووالده وجده جميعهم عملوا في مجال إصلاح الساعات وهي المهنة التي احتكرها اليهود في مصر آنذاك، متسائلاً، عندما نرجع إلى الرجل الذى أنشأ تلك الجماعة فنسأل من هو جده؟، إن أحدا في مصر لا يعرف من هو جده؟ على التحديد، وكل ما يقال عنه إنه من المغرب وإن والده كان «ساعاتي»، والمعروف أن اليهود في المغرب كثيرون، وأن صناعة الساعات من صناعاتهم المألوفة، وإننا هنا في مصر لا نكاد نعرف «ساعاتي» كان يعمل بهذه الصناعة قبل جيل واحد من غير اليهود. وكشف العقاد بحسب ما تم نشره في الصحيفة، أن الاسم الذي دخل به البنا إلى مصر هو حسن أحمد عبدالرحمن ثم أضاف والده لقب «البنا» باعتبار أنها كلما مرتبطة بالماسونية وهي ترجمة لكلمة «Mason» باللغة الإنجليزية وذلك بأمر من الماسون المصريين اليهود حتى يكون تنظيم الماسونية الدولي له فرع عربي، مضيفاً بأن الحي الذي ولد فيه البنا كان يهودياً، ولا يعرف مصرياً عمل فيه غير اليهود.
واعتبر العقاد أن أعمال البنا وجماعته تدعو إلى العجب، وشبهها بالحركات الإسرائيلية الهدامة، وأكد أن الحقائق التي لاشك فيها، هي أن البنا مجهول الأصل مهيب النشأة ويثير الفتنة في بلد إسلامي في وقت انشغال مصر بحرب الصهيونيين، مضيفا بأن حركة حسن البنا تسير على النهج الذى اتبعه دخلاء اليهود والمجوس لهدم الدولة الإسلامية من داخلها بظاهرة من ظواهر الدين .كما حذر أيضاً من تواجد أعضاء جماعة الإخوان في ميدان الحرب في فلسطين آنذاك، قائلاً «إن مشاركة أولئك في الطلائع الفلسطينية يفيد في كسب الثقة، وفى الحصول على السلاح والتدرب على استخدامه وفي أمور أخرى قد تؤجل إلى يوم الوقت المعلوم هنا أو هناك، فأغلب الظن أننا أمام فتنة إسرائيلية في نهجها وأسلوبها، إن لم تكن فتنة إسرائيلية أصيلة في صميم بنيتها».
ولاقى مقال العقاد ردود فعل واسعة في ذلك الوقت، وواجه انتقادات لاذعة من المحسوبين على الجماعة الذين أشاروا إلى أن انتماء العقاد الحزبي لحزب الوفد المنافس للإخوان دفعه لتوجيه تلك الاتهامات التي اعتبروها كاذبة، دون أن يقدموا دليلاً قاطعاً حول عدم صحة تلك الادعاءات، ولكن كانت جميع الملابسات التاريخية التي سبقتها والأحداث المتسلسلة تؤكد على أن حسن البنا وجماعته لديهم مشروع مشبوه للغاية، فالتنظيم السري للجماعة تفرغ في ذلك الوقت لتنفيذ سلسلة من الاغتيالات وعمليات القتل ضد قيادات في الحكومة المصرية كوسيلة لتحقيق أهدافها السياسية.
ربما لا يهمنا كثيراً ما إذا كان أصل جد حسن البنا يهوديا، فلا ضير في ذلك طالما أسلم من بعده، ولكن السؤال المنطقي في هذه المسألة، هو لماذا يخفي حسن البنا اسم جده ولقب عائلته الحقيقي، فمن الواضح أن البنا ومن قبله والده وأفراد أسرته يخفون هذا الأمر حتى لا يعرف الناس أصلهم، وذات الأمر ينطبق على جمال الدين الأفغاني الذي تخفى تحت عدة ألقاب ولا أحد لديه معلومات موثقة ودقيقة عن أصله، كما أن إضافة لقب «البنا» دون توضيح سبب التسمية يثير العديد من الشكوك، فلو كان هذا اللقب مرتبطا بعمل أحد أجداده في مهنة البناء، لماذا يضيف لقب «الساعاتي» وهي المهنة التي قال بأنه توارثها عن أجداده، ورغم أننا لن نجد إجابة شافية، ولكن إذا نظرنا لتاريخ الإخوان وقسنا نتائج ما قام به حسن البنا وجماعته، لتأكدنا من صهيونية الجماعة وماسونيتها.
و قد تلقى العقاد خطابات تهديد بالقتل إن لم يتوقف عن الهجوم على الجماعة في الصحف، ولكنه لم يتوقف، فوضعوا متفجرات أمام منزله، وقام أحد أفراد الجماعة بالاتصال على هاتف المنزل الذي كان بجوار النافذة، فلما رد على الهاتف، أطلقت عليه رصاصة ولكنها لم تصبه، ومع ذلك لم يكترث العقاد بهذه التهديدات ولم يبلغ عنها، ولكن الداخلية المصرية كشفت لاحقاً قوائم أسماء لبعض الشخصيات المهمة التي كانت جماعة الإخوان تخطط لاغتيالها، وكان اسم العقاد ضمن القائمة، فأرسلت الحكومة حرساً لازمه لعدة أشهر
المزيد من الموضوعات
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…
بالبنط العريض…
بريهان العبودى تكتب.. الغدر ونكران المعروف