في الذكرى 73 للنكبة الفلسطينية التي على إثرها تشرد آلاف الفلسطينيين
وتتزامن هذه الذكرى مع تصعيد إسرائيلي ضد الفلسطينيين
تقابلها مقاومة في القدس وغزة وعدة مناطق.
كم كنت أتمنى أن أكتب عنها للتذكرة كما كنت أفعل كل عام حتى لا ننسى ، نذكر بها الأجيال من بعدنا لنتخذ العبرة و نعي التجربة بمرها
و دائما أكرر أن الوعي إذا فقدناه تكون الطامة الكبرى و تأتي ذكرى النكبة هذاالعام، بأحداث مؤسفة و مفجعة بسقوط الكثير من الشهداء الأبرياء رجال و نساء و أطفال في عمر الزهور.
و اليوم أتساءل ماذا لو تمت المصالحة بين حماس ( فرع الإخوان المسلمين في غزة ( كما أعلن إسماعيل هنية أثناء أحداث الخراب في 25 يناير 2011 بعد زيارته للإخوان في مصر ) و التي بذلت فيها الإدارة المصرية جهودا جبارة لتوحيد الصف بين الفلسطينيين و فشلت بسبب تعنت حماس. ولا أرى سببا لتعنت حماس إلا لخوفها من السلام و قيام الدولة الفلسطينية الموحدة و فقدها للأموال التي تبتذها من الدول العربية و يثرى قادتها بالأموال. و نلاحظ الآن ما يقوم به الحوثيون في اليمن بجمع التبرعات و الإتاوات بحجة نصرة غزة تماما كما كان يفعل الإخوان في مصر حتى ثورة 30 يونيو المجيدة.
و قبل أسابيع من حلول الذكرى، تفجّرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة.
وانطلقت شرارة الأحداث بفعل الانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس، في 13 إبريل الماضي وخاصة في منطقة “باب العامود” والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي “الشيخ جراح”، إثر سعي إسرائيل لإخلاء 12 منزلا من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين إسرائيليين.
واستطاع المقدسيون بكل قوة وصمود فرض إرادتهم على إسرائيل، حيث أجبروها على إلغاء ترتيبات أمنية فرضتها في باب العمود، وإجبار القضاء على تأجيل النظر في طرد سكان الشيخ جراح.
على صعيد آخر نجحوا في إلغاء مسيرة كان يعتزم المستوطنون تنظيمها داخل البلدة القديمة، احتفالا بذكرى احتلال القدس.وتتابعاً لما يحدث في المسجد الأقصى هب قطاع غزة ( حماس ) كالعادة دون أي حساب للعواقب منفردة دون التنسيق مع السلطة الفلسطينية الشرعية لنجدة القدس ولبى النداء حيث اندلعت جولة قتال ضارية بين حركة حماس، والفصائل الفلسطينية، وإسرائيل.
و تتابعت الأحداثو انفجرت في تل أبيب، احتجاجات الفلسطينيين الحاملين للجنسية الإسرائيلية، والذين أبدوا تضامنا واسعا مع إخوانهم في القدس وغزة.
وهب الفلسطينيون في الضفة الغربية في مواجهات وتظاهرات يومية، تضامنا مع إخوانهم في غزة.
وسريعا، تفاعل الفلسطينيون المقيمون خارجها، وكذلك العرب والمسلمون، مع الأحداث.
ووفقاً للأحداث، فإن ما يجري، أعاد الاعتبار للقضية الفلسطينية بشكل كبير، وأظهر عجز إسرائيل رغم قوتها وإمكانياتها الهائلة على كسر أنف الفلسطينيين.
و من أهم تداعيات الأحداث، هو إثبات فشل إسرائيل في تقسيم الفلسطينيين وزرع الشقاق بينهم. و ما زلت أتساءل لماذا تتهرب حماس من المصالحة؟
كما فشلت إسرائيل في تطويع الشعوب العربية والإسلامية، واقتيادها نحو “التطبيع المجاني”، حيث أبدت تضامنا واسعا مع الفلسطينيين، وتفاعلا إيجابيا مع قضيتهم.
ويستذكر العرب و المسلمون في العالم أن للفلسطينيين تاريخا على أرض فلسطين كما سيشهد أن يوم 15 مايو عام 1948 قصة شعب تم تهجيره قسرا ورغما عنه من أرضه لتسطو عليها عصابات اسرائيلية بقوة السلاح في ظل صمت دولي رهيب. و أنه في مثل هذا اليوم نجحت الحركة الصهيونية بدعم من الاحتلال (الانتداب) البريطاني في السيطرة بقوة السلاح على القسم الأكبر من فلسطين وإعلان قيام الكيان الاسرائيلي. على أرض فلسطين.
و بالرغم من التدخل العسكري العربي ضد الاحتلال اليهودي لفلسطين، فقد استشهد الآلاف من الفلسطينيين في سلسلة مجازر وعمليات قتل ما زال معظمها مجهولاً، فنكبة فلسطين هي نكبة احتلال المقدسات وفصل الشعب عن أرضه وطرد أهالي المئات من المدن والقرى من ديارهم عام 1948.
و مازلت أكرر أن غياب الوعي لقادة العرب في هذا الوقت و الوعي الجمعي لدى الشعوب العربية و الإسلامية هو نكبة أخرى.
المزيد من الموضوعات
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…
بالبنط العريض…
بريهان العبودى تكتب.. الغدر ونكران المعروف